جمال الشواهين

هذه الأمة ليست أمة الماضي، وإنّما أمة الماضي والمستقبل أيضاً. لسنا استثناء من المحيط أو أقل قابلية وحيوية، الفساد مؤذن بالخراب، نحن شركاء ولا ندّعي أفضلية على أحد، الشعب يريد إصلاح النظام رؤية تعني تغييرا في بنية النظام والشعب مصدر السلطات. التعديلات الدستورية جيدة لكنها غير كافية، المادة 34 من الدستور بحاجة لتعديل لكي لا يحل مجلس النواب إلاّ بانتهاء مدته، نؤمن بالحوار مع الحكومة وغيرها، ولكن لظروف قد نقرر ألاّ نحاور وحصل ذلك مع حكومة سابقة والمخابرات سألت رئيس الوزراء إن كان معه ضوء أخضر لفتح الدستور مجدداً فأجاب بلا، وقال أنّه صاحب ولاية عامة، ثم لم يتمكّن من حماية مقر المفرق. هناك من يتقدّم على الحكومة بالولاية العامة، هناك من عمل لتوريط الحركة الإسلامية وعلاقاتنا مع العشائر حميمة، رغم موقفنا من مجلس النواب إلاّ أننا استقبلنا في مقراتنا كتل نيابية ونواب.

هذا غيض من فيض ما أدلى به أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي الشيخ حمزة منصور أمام مجموعة من الكتاب والصحفيين بحضور قيادات من الحركة مساء أول من أمس الثلاثاء.
وأراد بعده الاستماع إلى آراء وأسئلة الحضور التي أغنت بالمحصلة اللقاء بمزيد عن مواقف ورأي الحركة الإسلامية بمجمل الأحداث والتطورات والإصلاح المنشود.
فيما قاله الشيخ منصور عديد من الرسائل التي لا يمكن تجاهلها، وأهمها على الإطلاق حالة الاستعداد للبقاء بالشارع حتى تنجز الإصلاحات المنشودة بشكل حقيقي، ولكي تكون صناديق الاقتراع هي القول الفصل. وأنّ الاستمرار بسلمية الحراك لن يتغيّر وسيظل على حاله حتى النهاية، وفي ما حدده، هناك إدراك جلي لطبيعة مرحلة عام 2012، وما قد تفرضه من متغيرات جدية تستدعي الاستعداد للمشاركة بالحكم، أو حتى تولّيها، وإنّ في ذلك ما يدفع لمواجهة قوى الشد العكسي بالحقائق ووضعها أمام الجميع.
عندما يقول الشيخ منصور، أننا لسنا استثناء من المحيط أو أقل قابلية وحيوية، فإنّ القصد لا يحتاج إلى تفسير أو تحليل، إذ أنّه قول مباشر عن سعي الحركة لأخذ زمام المبادرة والسير قدماً لتولّي السلطة في إطار عملية إصلاح جدية وحقيقية تؤمّن للشعب حقه في اختيار من يحكمه، وهو فوق ذلك مدرك، بأنّ فرص توسّع حضورهم واختيارهم ليست قليلة أبداً، وأنّهم باتوا على استعداد للأمر، إذ قال صراحة نحن قادمون.
الشيخ منصور بدا مطمئناً وواثقاً جداً، ولم يرَ حاجة لإرسال رسائل تطمينية كما رأى البعض، وإنّما فضح عملية التخويف، إذ لا يوجد أساساً في برنامج الحركة خطط انقلابية من أيّ نوع، وإنّما تأكيدات على حق الشعب لكي يكون مصدراً حقيقياً للسلطات.