السلطات الاسرائيلية تحقق بزيارة الشيخ الفايز

أخبار البلد - حققت الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن العام (الشباك) مع عدد من المشايخ والقيادات في النقب، في الأيام الأخيرة، على خلفية استضافة الشيخ والقاضي الأردني طراد الفايز.

وجاءت هذه التحقيقات مع قيادات من النقب، إثر الأمر الصادر عن وزيرة الداخلية الإسرائيلية، أييليت شاكيد، الذي يقضي بمنع دخول الفايز إلى البلاد، بزعم ما أسمته "التحريض ضد إسرائيل" ، وفقا لما اروده موقع عرب 48.

ووفقا للمعلومات المتوفرة، فإن التحقيق مع قيادات من النقب جرى في مركز شرطة البلدات "عياروت طال"، إذ طالت التحقيقات معظم من وجه دعوة للشيخ الفايز واستقبله، وكذلك عدد من المشاركين في استقباله واستضافته.

وتمحورت تحقيقات الشرطة حول الدوافع لاستقبال واستضافة الفايز، ولماذا تم قبول الدعوة والمشاركة في استقباله، ولماذا لم يتم الاعتراض على تصريحات الفايز، وما تعتبره السلطات الإسرائيلية "تحريضا"؟ علما أن التصريح بدخول الفايز البلاد صدر عن السلطات الإسرائيلية.

وقال رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب، الشيخ عطية الأعسم، إن "هذه الاستدعاءات للتحقيق استفزازية. أجهزة الأمن الإسرائيلية تعلم كل شيء عن نضالنا وليس لدينا ما نخفيه، فنضالنا واضح وكل عملنا واضح وجلي للعيان، ومن الغريب أصلا أن نستدعى بسبب لقاء والقاضي الأردني طراد الفايز، لأنه كما يقولون 'يحرض على إسرائيل' وإسرائيل ذاتها من سمحت له بالدخول، وخلال اللقاء تم توجيه أسئلة عن حديث الشيخ، وأجبنا بوضوح بأنه سرد تاريخ واقع حول النكبة والظلم الذي تعرض له البدو والشعب الفلسطيني وهو أمر واقع، ولسنا مسؤولين عن أقواله".

وأضاف الأعسم أن "هذه الاستدعاءات صارت روتينا نعيشه، ونحن نقولها بصراحة إنه ليس لدينا ما نخفيه، فنضالنا عادل وصادق، ونريد الاعتراف بقرى النقب، ورفع التمييز العنصري عنا، والخروج من دائرة الفقر التي فرضتها دولة إسرائيل علينا، هذا ما قلناه، علما أن هناك مجموعة شخصيات استدعيت للشاباك من القرى مسلوبة الاعتراف في النقب".

وقال رئيس اللجنة المحلية في قرية صووين، خالد الأصلع، والذي استقبل الشيخ طراد الفايز في بيته، إن "استدعاء الشاباك وتصرفه معنا محاولة إرهاب لن تثنينا أبدا عن مواصلة نضالنا لانتزاع حقوقنا. ما طلب من بعضنا ترك اللقاء وغير ذلك والامتناع عن استقبال الشيخ هو أمر يهين عاداتنا العربية وهويتنا الأصلانية".

وأضاف أنه "عوملنا بشكل مهين، وجردنا من ملابسنا وهواتفنا، وتم التفتيش بصورة مهينة لمكانة الشيوخ، وكل ذلك بهدف محاولة ثنينا عن مواصلة نضالنا والتواصل الطبيعي مع أبناء أمتنا العربية. الشيخ طراد الفايز كان في البلاد وعقد العديد من الصلحات العشائرية أبرزها صلحة عائلتي العويوي والجعبري في الخليل، وهو شخص مرموق ومحترم ودوره الاجتماعي والعشائري كبير جدا".

وختم رئيس اللجنة المحلية في قرية صووين في النقب بالقول إنه "أبلغتهم دون تردد أن هذا بيتي وسأستقبل فيه من أشاء، ولن يردعني هذا الاستدعاء من القيام بواجبي تجاه بلدتي وشعبي، ونضالنا شرعي ونحن أصحاب حق".

وقال الأسير الأمني المحرر، ناصر أبو هدوبة من قرية أبو تلول في النقب، إن "استدعاء الشاباك لنا في مركز شرطة عياروت هدفه الأساسي إرهابنا، فالطريقة التي تم التعامل فيها معنا تدل على أن الهدف الأساسي هو محاولة لترهيبنا".

وأضاف أنه "في البداية تلقيت اتصالا هاتفيا من مركز الشرطة المحلي، وطلب مني الوصول إلى مركز التحقيق في شرطة عياروت لتحقيق الشاباك، ووصلنا إلى المكان وانتظرنا قرابة 45 دقيقة، ثم جرى تفتيش مهين، وبعد ذلك كانت الأسئلة تدل على نوايا محاولة لتخويفي، مثلا سألت 'هل أنت من أعد الحقيبة؟' والمعنى واضح وهو تلويح بالتهديد في محاولة لترهيبي".

وختم أبو هدوبة بالقول إنه "نناضل من أجل العيش الكريم في قرانا وفوق أرضنا في النقب، ونضالنا نضال شرعي، وسنواصل الوقوف إلى جانب مجتمعنا وشعبنا لنيل حقوقه".