اذا لم يكن لك واسطه فاصنع ما شئت

"
اذا لم يكن لك واسطه فاصنع ما شئت ...... عنوان قريب من المعنى الصحيح للحكمه التي تقول ، "اذا لم تستحي فاصنع ما شئت"، أي... اذا لم يكن لديك الحياء والاخلاق فاعمل ما بدا لك فالكل يعرف عندئذ انك قليل الحياء والاخلاق وعملك هباءً منثورا لا يتقبله الفرد والمجتمع ولا يؤخذ به ...... فما بال الذين يعترفون ويفتخرون ويذكرون بكل صراحه وفخر الواسطه والمحسوبيه، ويدعون انهم يطبقون العدل والمساواه، لا... بل هم اكثر ما ينادون بنبذ الواسطه وتحقيق العدل ، ايوجد عندهؤلاء ذره من حياء وخجل من هذا الفعل الفاحش ؟ لا والله لا اظن ذلك
لم يعد انتشار واستخدام الواسطه يتم بسريه وحرص على ان لا يكتشف احد على هذا الفعل المنبوذ، بل ان الامر أصبح الآن علنا وصراحه ليس في بعض الأمور القليلة فقط، بل في جلها، وبأبسط الاماكن وأهمها تجد ذلك ، فاذا أردت العمل على سبيل المثال لا الحصر، فاصنع واسطه لذلك واذا اردت كذا وكذا فاصنع تلك الواسطه .... فما اكثر الواسطات في ايامنا هذه وما اقل مفعولها، حتى ان معظم من ترجو عندهم الواسطه لا تخلو عباراتهم من كلمات مترادفه متشابه... تشعر من يرجو الواسطه بالأمل والفرح مثل .. ابشر،ولا يهمك،او اعتبر أمورك مشت،ولكن دون مفعول او تأثير......
لكن!! الأمر لم يقف عند ذلك بل وصل الأمر الى حد الاعتراف مباشره وصراحه بالواسطه دون حياء او خجل، فأصبحت الواسطه بذلك فضيحه يُعترَف بها بالنسبه للفرد وللمجتمع ، فان العبارات التي نسمعها ونقرأها وتنتشر بشكل واسع وفضفاض خصوصا في بعض المواسم واكثر هذه العبارات غيظا هي" لا للواسطه والمحسوبيه "ونعم لتحقيق" العدل والمساواة " فاين العدل في ذلك ،
لا ننكر جهود الحكومه وسلطاتها المعنيه في معالجة هذا الآفه الخطيره التي حرمت كثير من المواطنين من حقوق لهم لتذهب لغيرهم من اصحاب الواسطات ...وعلى الرغم من حرص سيد البلاد جلالة القائد حفظه الله ورعاه في توجيهاته وخطاباته الموجهة للحكومة بضرورة محاربة هذا الوباء الخطير الذي انتشر بشكل كبيـــرالى انه ما زالت موجوده ،وبحاجه الى تكاتف الجهود لتخلص منها، فتسفر هذه الحرب للحد من الواسطه والمحسوبيه عن نتائج شبه ملحوظه ولكن!! في بعض المواقع ، فمثلا نجد في الجامعات اكثر الطلاب يفتخرون بالواسطه وهم اكثر ما يدعون ويرفعون شعار العدل والمساواة ، فاصبح هذا الامر روتين جرى على اتباعه بكل صراحه الاداريين والمدرسين والطلاب وغيرهم لدرجة انك تسمع عبارة " اذا لم يكن لديك واسطه فاصنع ما شئت " فاين العدل والمساواة في ذلك بين الطلاب بل لوكان هذا العنوان " العدل والمساواة " نافذا ومفعولا لما وجدنا الكثيرين في مواقعهم التي لا يستحقونها والبعض الذين يرفعون هذا الشعار ليكون عنوانا يعرفون به وينتسب اليهم زائفا لحمايتهم ... او منصب يمكّنهم من الحصول على امتيازات ومواقع لهم ولمن بعدهم من البلديات والمحسوبيات....،
اما الذين يستحقون العداله والمساواة فهم فئة الشباب الذين اوصى بهم النبي عليه الصلاة والسلام
لما عندهم من همة وعزيمه على تولي اكبر مناصب المجتمع لخدمته والنهوض به بتوجيه من جلالة القائد حفظه الله ...
والذين يستحقون ايضا العدل والمساواة هم الذين يجلسون سنوات عديده دون الحصول على فرصة عمل بعد التخرج من الجامعات بحجج واهيــه، كالتي قرأناه عن المعهد القضائي بأنه لا يعترف بطلاب القانون من فرع الاداره المعلوماتيه مع العلم بأن استحداث هذا الفرع جاء بتوجيهات ملكيه ساميه من سيد البلاد حفظه الله.
بينما يذهب ابناء بعض المسؤولين بكل سهولة ويسر واحترام الى مواقع متقدمه ومهمه وبرواتب مجزيه وخياليه وامتيازات عديده ، فاين تلك الشعارات الزائفه للعدل والمساواه التي يرفعها هؤلاء المسؤولين .... علما ان مثل هذه التصرفات ستكون قنبله موقوته عند المظلومين،ولأمرلا يحتاج الى اعتصامات وشعارات زائفه لاثبات صحة ما نقـــــــول..
واتمنا أن يأتي اليوم الذي لا نجد فيه الواسطه والمحسوبيه وان يأخذ كل ذي حق حقه .
واخيرا ادعو الله من كل قلبي ان يحفظ وطننا الاردن من البلابل والفتن .. وان يحفظ معلمنا وقدوتنا جلالة القائد حفظه الله ورعاه وان يهيء له بطانة صالحه تعينه على الخير ..... اللهم آمين