المحروقات.. حزر فزر!

أخبار البلد-

 

التوقعات التي تنهال علينا في كل شهر حول اسعار المحروقات من قبل العديد من الخبراء، أصبحت ظاهرة تتسابق عليها وسائل الاعلام غير ان الغريب في الموضوع هو التفاوت الكبير ما بين توقعات هذا الخبير وذاك الخبير، فهذا يتوقع ارتفاعا وهذا يتوقع انخفاضا، فمن نصدق؟ ولماذا هذا التسابق بينما هناك لجنة مختصة بتحديد واعلان الاسعار بشكل شفاف ومعلوم للجميع؟.

هذه التوقعات والتصريحات تتسبب دائما في حالة من الارباك سواء للمستهلكين او للجنة تسعير المحروقات نتيجة تضاربها واختلافها من خبير لخبير ومن محلل لمحلل، لأسباب عديدة ابرزها ان هذه التوقعات دائما ما تبدأ الخروج علينا بعد منتصف الشهر بحيث انها لا تراعي التغيرات التي ستطرأ على النفط واسعاره عالميا صعودا او نزولا وخاصة اذا ما قررنا ان اسعار المحروقات سرعان ما ترتفع او تنخفض ومرتبطة بكثير من العوامل التي قد تغيرها رأسا على عقب في ساعات وبدليل الحرب الروسية الاوكرانية.

لعل التوقعات الاخيرة لأسعار المحروقات للشهر المقبل والتي تم رصدها مؤخرا عبر كثير من وسائل الاعلام، تبين هذا التضارب والتفاوت في التوقعات ما جعلنا نحن كمتابعين لا نعرف من نصدق والى اي التوقعات نميل او ننتظر، فان صدقت وقليل ما تصدق أمر جيد وأن لم تصدق وجاءت التسعيرة عكس توقاعتهم سرعان ما يبدأ الهجوم على الحكومة ولجنة تسعير المحروقات متهمينها بالجباية والتربح من أسعار المحروقات على حساب المواطنين، رافضين مبدأ ان ما جاء على لسان هؤلاء الخبراء عار عن الصحة ولربما يكون من بوح خيالهم او بناء على معلومات ناقصة وغير مكتملة.

أسعار البنزين 90 و95 شهدت فعلا انخفاضات على المستوى العالمي ولربما ستنخفض قليلا فمعدل سعر البنزين 95 سجل خلال الشهر الحالي 950.3 مقارنة مع 1039 دولارا الشهر الماضي لذلك من المتوقع انخفاضه، بينما بلغ معدل بنزين 90 خلال الشهر الحالي 912.5 مقارنة مع 989 دولارا الشهر الماضي ولربما سينخفض او يثبت وترجيح تثبيته هو الاقرب، بينما الديزل سيرتفع وبشكل ملموس لان اسعاره ما زالت اقل من العالمي 20 قرشا وهذا يعني انها سترتفع دونما المشتقات الاخرى فماذا سيتوقع الخبراء هذه المرة وامام هذه الحيرة ما بين الرفع والتخفيض.

استمرار ظاهرة «حزر فزر» لتوقعات اسعار المحروقات وسط غياب المعلومات الحقيقية التي يتم البناء عليها والتي هي دائما مرشحة للتغير عالميا سيساهم في ارباك الجميع، فلماذا هذا الاستعجال وماذا ستغير التوقعات ولما لا ننتظر القول الفصل من قبل لجنة التسعير الرسمية والتي تحتسب الاسعار وفق معطيات شفافة يعلمها الجميع، وتربكها وتشككك بها توقعات الخبراء الذين يتسابقون فيما بينهم لحصد المتابعين.