ألربيع العربي إذ يؤتي أكله
يخطوا الربيع العربي نحو تحقيق الإنسجام الذي كانت أنظمة سايكس بيكو تفتقده من المحيط إلى الخليج منذ تأسيسها على أيدي
الإستعمار , ليعلن كلا منها إستقلالا شكليا , وكانت الإنقلابات الصورية هي السمة السائدة فيها فما أسهل على الآمر الناهي أن يبدل عميلا بآخر. فقد لفت انتباهي الصحفي والسياسي المقدوني البارز ليوبتشو بوبوفسكي إلى سذاجة الحكام العرب الذين طالب أحدهم الولايات المتحدة بالتلويح بالعصا دون استخدامها لإجبار النظام العراقي على الإنسحاب من الكويت , في إشارة منه إلى ارتهانهم للإملاءات الأمريكية وتنفيذهم لأوامرها دون محاولة أي منهم لاتباع سياسة إستقلالية لشعبه ووطنه. وقبيل ساعات قليلة من بدء العدوان الثلاثيني على العراق الذي قال عنه جورج بوش الأب إنه يصبوا لإقامة دولة عربية عظمى كان الموساد الإسرائيلي قد أجهز على القادة صلاح خلف وخليل الوزير وأبوالهول في تونس , لتعلن الدوائر الغربية فرحها ببقاء عرفات وحيدا وهو الرجل الذي قال عنه بيريز إن إسرائيل بأمس الحاجة إليه .
أظهرت تلك الفترة أن الحاكم العربي المفروض إستعماريا كان وكيلا للإستعمار في الإنابة عنه , فقد بددوا ثروات شعوبهم حينئذ دفعة واحدة ليتضامنوا مع الكويت لكن واحدا منهم لم يقدم طلقة واحدة لمجاهدي فلسطين بل كان كل دعمهم يصل إلى أصحاب المرجعية الصهيونية الذين أسقطوا البلاد وتبرعوا بها للصهاينة بما سمي باتفاق أوسلو المشؤوم.
ألجماهير العربية لن تنسى تلك الفترة الحرجة من تاريخها , فمليونياتها كانت مشتعلة وقتئذ لكنها لم تسقط الأنظمة التي كان كل منها يتباهى بدستور بلده معتبرا إياه أنه الأمثل في العالم , ويعين نوابا في مجلس منتخب بالتزوير شعارات حملاتهم الإنتخابية المعروفة نتائجها مسبقا تتلخص في تفعيل الدستور لخدمة الشعب , وموازنة نفقاتهم تكفي للإعداد لتحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها. وحينها بدا نصف ميشيل عفلق ( ألنظام السوري ) واضحا في طائفيته وزندقته فقد اصطفت قواته العسكرية إلى جانب قوات المخلوع حسني المأمول إعدامه قريبا في مقدمة الغزاة , فإذا كنا نشاهد تأليه المجرم بشار يوميا فقد كنا سمعنا حسني وهو يقول إللي ما يخافشي من أمريكا ما يخافشي من ربنا.
ألتوازنات التي حافظت على هذه الأنظمة قرنا كاملا بدت هشاشتها واضحة في المعركة. فالنصف الثاني من ميشيل عفلق وهو العراق المستهدف فيها سرعان ما انصاع للمعتدين , وظل يفتقد للبصيرة فحافظ على توازنات كانت داعمة للعملاء والجواسيس الذين سلموا بغداد طواعية بإشارة خضراء من النظامين الإيراني والسوري وتسهيلات من نظام حسني البائد. ولم يتمكن الجهاز الأمني في نظام صدام من تطهير نفسه فارتأى الإنتقال إلى حرب عصابات , لكن سرعة إلقاء القبض على قادة النظام العفلقي تبرهن على نفوذ الفساد في مؤسسته الأمنية
إجتث الربيع العربي ثلاثة أنظمة ليكشف حجم الفساد في أنظمتنا . فقد تابعنا كيف يتخلى مقربوا الحاكم عنه في لحيظة واحدة , فهم مزورون وكذلك مدراء أجهزته الأمنية التي تم إنشائها لخدمته الشخصية . فالحاكم صنع كعكة لهم لم تعد تكفي جشعهم ولأنه يخشى على انزلاقهم لآمريه وكي يمنع إمكانية القيام بانقلاب صوري أي شكلي دأب عل تغييرهم في فترات قصيرة وهو الأمر الذي زاد ظلمته . فقد قال طارق عزيز عن صدام أنه وعقب العدوان الثلاثيني أخذ يشك في كل المقربين منه. وذات الأمر مع المخلوع بن علي الذي اتهم معاونيه بتضليله وتطابق الأمر مع المخلوع حسني والمقبور القذافي.
إن الربيع العربي الذي كشف الحقيقة جراء أحداث زلزلت المنطقة برمتها بدءا من الإنتفاضة الفلسطينية الأولى التي اندلعت عقب هزيمة السوفييت في أفغانستان من غزة التي كان التيار الديني يتنامى فيها بشكل أرق الصهاينة الذين استنجدوا بمواليهم في الثورة الفلسطينية واستقدموهم سلطة للإجهاز على الجهاديين الذين كان الشهيد الدكتور عبدالله عزام قد أعد بعضهم في أفغانستان , وكذلك الإنتفاضة الفلسطينية الثانية وانتفاضات الأقصى وغيرها . وكشفها بعد انكشاف فساد النظام الرأسمالي برمته . إكتشف ربيعنا المبارك حقيقة كل ما حاكه المتآمرون من أبناء جلدتهم عليهم. فتحولت مليونيات المصفقين لراقصة أو مطربة في دمشق إلى مليونيات تطالب بإعدام ناشر الفساد بشار وانكشف الغطاء عن كل أشكال الفساد وليس الكازينوهات فقط .في السنوات الأخيرة , أبلغني عدد من كوادر حزب البعث التقدمي الأردني الموالي لسوريا عن امتعاضهم جراء تقليل منح الطب البشري وطب الأسنان والصيدلة وحتى الهندسة عنهم لصالح حزب الله اللبناني وقولهم هذا بالطبع فيه تململ واضح من ميولات نظام يدعي العروبة ويمارس الطائفية البغيضة. إن من أسقط السوفييت لقادر على محو روسيا الجائعة التي يحتمي بها بشار فما انتصر حاكم تابع وما انتصر جيش يفتقد لإرادة القتال. لقد انطلق الربيع ليضع حدا لسلب إرادة الشعوب من خلال التزوير واستغلال المزورين للكعكة النفعية وبهروب أصحاب الولاءات النفعية والإنتماءات للنصب والإحتيال نشاهد الربيع وقد اقترب من أن يؤتي أكله
الإستعمار , ليعلن كلا منها إستقلالا شكليا , وكانت الإنقلابات الصورية هي السمة السائدة فيها فما أسهل على الآمر الناهي أن يبدل عميلا بآخر. فقد لفت انتباهي الصحفي والسياسي المقدوني البارز ليوبتشو بوبوفسكي إلى سذاجة الحكام العرب الذين طالب أحدهم الولايات المتحدة بالتلويح بالعصا دون استخدامها لإجبار النظام العراقي على الإنسحاب من الكويت , في إشارة منه إلى ارتهانهم للإملاءات الأمريكية وتنفيذهم لأوامرها دون محاولة أي منهم لاتباع سياسة إستقلالية لشعبه ووطنه. وقبيل ساعات قليلة من بدء العدوان الثلاثيني على العراق الذي قال عنه جورج بوش الأب إنه يصبوا لإقامة دولة عربية عظمى كان الموساد الإسرائيلي قد أجهز على القادة صلاح خلف وخليل الوزير وأبوالهول في تونس , لتعلن الدوائر الغربية فرحها ببقاء عرفات وحيدا وهو الرجل الذي قال عنه بيريز إن إسرائيل بأمس الحاجة إليه .
أظهرت تلك الفترة أن الحاكم العربي المفروض إستعماريا كان وكيلا للإستعمار في الإنابة عنه , فقد بددوا ثروات شعوبهم حينئذ دفعة واحدة ليتضامنوا مع الكويت لكن واحدا منهم لم يقدم طلقة واحدة لمجاهدي فلسطين بل كان كل دعمهم يصل إلى أصحاب المرجعية الصهيونية الذين أسقطوا البلاد وتبرعوا بها للصهاينة بما سمي باتفاق أوسلو المشؤوم.
ألجماهير العربية لن تنسى تلك الفترة الحرجة من تاريخها , فمليونياتها كانت مشتعلة وقتئذ لكنها لم تسقط الأنظمة التي كان كل منها يتباهى بدستور بلده معتبرا إياه أنه الأمثل في العالم , ويعين نوابا في مجلس منتخب بالتزوير شعارات حملاتهم الإنتخابية المعروفة نتائجها مسبقا تتلخص في تفعيل الدستور لخدمة الشعب , وموازنة نفقاتهم تكفي للإعداد لتحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها. وحينها بدا نصف ميشيل عفلق ( ألنظام السوري ) واضحا في طائفيته وزندقته فقد اصطفت قواته العسكرية إلى جانب قوات المخلوع حسني المأمول إعدامه قريبا في مقدمة الغزاة , فإذا كنا نشاهد تأليه المجرم بشار يوميا فقد كنا سمعنا حسني وهو يقول إللي ما يخافشي من أمريكا ما يخافشي من ربنا.
ألتوازنات التي حافظت على هذه الأنظمة قرنا كاملا بدت هشاشتها واضحة في المعركة. فالنصف الثاني من ميشيل عفلق وهو العراق المستهدف فيها سرعان ما انصاع للمعتدين , وظل يفتقد للبصيرة فحافظ على توازنات كانت داعمة للعملاء والجواسيس الذين سلموا بغداد طواعية بإشارة خضراء من النظامين الإيراني والسوري وتسهيلات من نظام حسني البائد. ولم يتمكن الجهاز الأمني في نظام صدام من تطهير نفسه فارتأى الإنتقال إلى حرب عصابات , لكن سرعة إلقاء القبض على قادة النظام العفلقي تبرهن على نفوذ الفساد في مؤسسته الأمنية
إجتث الربيع العربي ثلاثة أنظمة ليكشف حجم الفساد في أنظمتنا . فقد تابعنا كيف يتخلى مقربوا الحاكم عنه في لحيظة واحدة , فهم مزورون وكذلك مدراء أجهزته الأمنية التي تم إنشائها لخدمته الشخصية . فالحاكم صنع كعكة لهم لم تعد تكفي جشعهم ولأنه يخشى على انزلاقهم لآمريه وكي يمنع إمكانية القيام بانقلاب صوري أي شكلي دأب عل تغييرهم في فترات قصيرة وهو الأمر الذي زاد ظلمته . فقد قال طارق عزيز عن صدام أنه وعقب العدوان الثلاثيني أخذ يشك في كل المقربين منه. وذات الأمر مع المخلوع بن علي الذي اتهم معاونيه بتضليله وتطابق الأمر مع المخلوع حسني والمقبور القذافي.
إن الربيع العربي الذي كشف الحقيقة جراء أحداث زلزلت المنطقة برمتها بدءا من الإنتفاضة الفلسطينية الأولى التي اندلعت عقب هزيمة السوفييت في أفغانستان من غزة التي كان التيار الديني يتنامى فيها بشكل أرق الصهاينة الذين استنجدوا بمواليهم في الثورة الفلسطينية واستقدموهم سلطة للإجهاز على الجهاديين الذين كان الشهيد الدكتور عبدالله عزام قد أعد بعضهم في أفغانستان , وكذلك الإنتفاضة الفلسطينية الثانية وانتفاضات الأقصى وغيرها . وكشفها بعد انكشاف فساد النظام الرأسمالي برمته . إكتشف ربيعنا المبارك حقيقة كل ما حاكه المتآمرون من أبناء جلدتهم عليهم. فتحولت مليونيات المصفقين لراقصة أو مطربة في دمشق إلى مليونيات تطالب بإعدام ناشر الفساد بشار وانكشف الغطاء عن كل أشكال الفساد وليس الكازينوهات فقط .في السنوات الأخيرة , أبلغني عدد من كوادر حزب البعث التقدمي الأردني الموالي لسوريا عن امتعاضهم جراء تقليل منح الطب البشري وطب الأسنان والصيدلة وحتى الهندسة عنهم لصالح حزب الله اللبناني وقولهم هذا بالطبع فيه تململ واضح من ميولات نظام يدعي العروبة ويمارس الطائفية البغيضة. إن من أسقط السوفييت لقادر على محو روسيا الجائعة التي يحتمي بها بشار فما انتصر حاكم تابع وما انتصر جيش يفتقد لإرادة القتال. لقد انطلق الربيع ليضع حدا لسلب إرادة الشعوب من خلال التزوير واستغلال المزورين للكعكة النفعية وبهروب أصحاب الولاءات النفعية والإنتماءات للنصب والإحتيال نشاهد الربيع وقد اقترب من أن يؤتي أكله