امتحان النووي الإيراني: هل حقا اللوبي الإسرائيلي نافذ عالميا

 أخبار البلد - ينظر محللون  للضغوط التي تمارسها إسرائيل على الغرب لإثنائه عن إتمام صفقة إحياء الاتفاق النووي الإيراني بمثابة امتحان لمدى نفوذ اللوبي الإسرائيلي في الغرب وخاصة في الولايات المتحدة حيث يتردد الحديث دائما عن قوة هذا اللوبي وتحكمه في الكثير من مفاصل السياسة في الغرب.

وتخوض إسرائيل حملة مكثفة لإقناع دول غربية تتقدمها الولايات المتحدة، بالامتناع عن عبور الأمتار الأخيرة الفاصلة عن إحياء الاتفاق النووي الإيراني، في وقت بلغت فيه المباحثات بين طهران والقوى الكبرى مرحلة من التسويات والتنازلات يعتقد أنها تجعل التفاهم وشيكا.

وطرحت الصحافة الإسرائيلية الأربعاء أسئلة بشأن ما إذا كانت الحكومة مقتنعة فعليا بقدرتها على إقناع الغربيين بترك طاولة المفاوضات، أو أنها بدأت تتحضر للتعامل مع فكرة إحياء الاتفاق المعروف رسميا باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة”.

الصحافة تساءلت عمّا إذا كانت الحكومة مقتنعة بقدرتها على إقناع الغرب أو أنها بدأت تتحضر للتعامل مع إحياء الاتفاق

ووزّعت إسرائيل جهودها على عدّة جبهات (زيارات أجراها مسؤولوها إلى واشنطن، ومباحثات مع قادة دول غربية، وتصريحات للصحافة الأجنبية…).

وفي خضم حملته للانتخابات التشريعية المقررة في الأول من نوفمبر حث رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد الدول الغربية الأربعاء على وقف مباحثات إحياء الاتفاق التي بدأت العام الماضي، معتبرا أن أيّ تفاهم سيمدّ خزائن إيران بالمال و”يقوض” استقرار الشرق الأوسط.

أتى ذلك في أسبوع شهد زيارة مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إلى واشنطن التي يتوجه إليها أيضا صباح الخميس وزير الدفاع بيني غانتس لبحث ملفات عدة بينها النووي الإيراني.

وألمح مسؤول أميركي الثلاثاء إلى أن طهران قدمت "تنازلات بشأن قضايا حاسمة” في الآونة الأخيرة، ما قد يمهّد الطريق أمام تفاهم، رغم أنه أقرّ بأن هناك نقاط تباين ظلت موجودة.

ووفق المتداول، وضع الطرفان جانبا حاليا طلب شطب اسم الحرس الثوري من القائمة الأميركية للمنظمات "الإرهابية” الأجنبية، بينما يتم الحديث عن ليونة متبادلة في الملف المفتوح من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن مواقع غير معلنة يشتبه بأنها شهدت أنشطة نووية، على الرغم من عدم اتضاح الصورة نهائيا بشأن هذه المسألة.

وأثار التقدم مخاوف إسرائيل ودفعها إلى الضغط لمنع إحياء اتفاق كانت من أشد منتقديه.

oo

وقال لابيد للصحافيين "على الطاولة الآن صفقة سيئة، ستمنح إيران 100 مليار دولار سنويا”. وأضاف أن هذه الأموال ستستخدمها فصائل مسلحة مثل حركة حماس وحزب الله والجهاد الإسلامي "لتقويض الاستقرار في الشرق الأوسط ونشر الرعب في جميع أنحاء العالم”.

وذكر أن الاتفاق "في نظرنا، لا يفي بالمعايير التي حددها جو بايدن نفسه: منع إيران من أن تصبح دولة نووية”.

وأبدى مسؤول إسرائيلي كبير انتقادات لأن مشروع التفاهم، الذي لم يتم كشف مضمونه بشكل رسمي، لا يلحظ التخلص بالكامل من أجهزة الطرد المركزي الإيرانية المتطورة لتخصيب اليورانيوم، ما سيسمح لطهران بـ"إعادة تشغيلها” متى رأت الفرصة سانحة لذلك.

وأضاف لابيد، الذي تحدث إلى قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا في الأيام الأخيرة، "أخبرتهم أن هذه المفاوضات وصلت إلى النقطة التي يجب أن يتوقفوا فيها ويقولوا ‘كفى’.. نحن ضد هذا الاتفاق لأنه سيء”.

من جهته، حضّ رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت الثلاثاء بايدن على "الامتناع، حتى في اللحظة الأخيرة، عن توقيع اتفاق مع إيران”.