"إسرائيل" تستعدّ وتفتّش عن إيران!
أخبار البلد - لم تختلف النظرة كثيراً بين الصحف الإسرائيلية في قراءاتها للإطلالات المتكرّرة لأمين عام "حزب الله" حسن نصرالله وتهديداته بالحرب وفرض معادلة "ما بعد كاريش". برأيها أن التهديد قائم إلا أن الظاهر أن الطرفين لا يريدان الحرب ولكن يستعدّان لها.
بدأت القيادة الشمالية والقوات الجوية والبحرية الإسرائيلية الاستعداد لاحتمال اندلاع اشتباكات في المنطقة الشمالية مع لبنان وهي تعد الخطط وفقاً لذلك. فبالنسبة لـ"حزب الله"، إن معادلة مصلحة اللبنانيين هي مصلحة إسرائيل إنشاء منصات الغاز لكلا البلدين والتي ستفيد في ازدهار كلا البلدين، غير مريحة على الإطلاق.
في مقال في "يديعوت أحرنوت"، رأى الصحافي يوسي يهوشوع أن "الكلمات المتكررة لزعيم "حزب الله "حسن نصرالله تقلق إسرائيل، حتى لو كان نصرالله يخطط ليوم واحد فقط من القتال، وحتى لو لم تكن إسرائيل مهتمة بالحرب، فالمشكلة بالنسبة للطرفين هي أن شدة النيران التي سيستخدمها الطرفان تختلف تماماً عن تلك التي اعتاد عليها الناس في العمليات العسكرية في قطاع غزة خلال العقد الماضي".
بحسب الكاتب الإسرائيلي، إن وضع الحرب يختلف تماماً بين "حزب الله" وحركة "الجهاد الإسلامي" التي وُصفت العملية ضدها بـ"عملية بوتيك"، (المقصود عملية بسيطة) ضد عدو واحد وهو أضعف عدو وترك لوحده في المعركة. إلا أن "حزب الله" قام بتسليح نفسه بشكل كبير منذ حرب لبنان الثانية قبل حوالي 15 عاماً وخلق توازناً يهدّد إسرائيل.
الأنظار الآن متجهة إلى أيلول (سبتمبر) المقبل، عندما يتوقّع وصول الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين إلى المنطقة، ومن المتوقّع أن يحضر معه اقتراحاً نهائياً قد يوافق عليه كلا البلدين، كل هذا طبعاً "إذا لم يفاجئنا نصرالله أولاً"، وفق يهوشوع.
في ملف الترسيم، اعتبرت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن "إسرائيل تصم الآذان وما تزال تأمل أن يتمكّن هوكشتاين من إيجاد حل وسط يمنع الصراع مع لبنان. لكن الفرص ليست عالية، حتى لو تم التوصّل إلى حدود متفق عليها، فإن الحكومة الإسرائيلية عشية الانتخابات وبدون أغلبية في الكنيست، ليس لديها سلطة للموافقة عليها.
أما اللواء احتياط غيرشون هاكوهين، وفق ما قاله في صحيفة "إسرائيل اليوم" أيضاً، دوافع نصرالله استغلال عدم الاستقرار في اسرائيل لخوض جولة حربية في ظروف مناسبة له، وقد تكون له اعتبارات ايرانية.
ففي رأيه أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تنسب تهديدات نصرالله بالحرب إلى المصالح السياسية الداخلية في الصراع من أجل هيمنة الحزب على لبنان. ويقف وراء التهديدات بالحرب طموح نصرالله ليتلاءم ترسيم الحدود البحرية وإنتاج الغاز اللبناني لحزبه. أي أنه من وجهة النظر هذه، يريد نصرالله بالأساس أن يهدّد بالحرب لكنه في الحقيقة لا يريد أن تتدهور الأوضاع الأمنية على الأرض وبالتالي الوصول إلى تصعيد عسكري.
في مقال آخر للصحافي يائير ربيد في صحيفة "هآرتس"، رأى أن محاولة التوصل إلى اتفاق على تقسيم "المياه الاقتصادية" بين إسرائيل ولبنان والاعتقاد بأن هذا الاتفاق سيدفع قدماً بشبكة العلاقات بين الدول ويعزّز الأمن، ليس سوى وهم. فالمحادثات مع اللبنانيين بواسطة هوكشتاين الذي يحمل معه "رسائل مشجّعة"، مثل أي تفاهم أو اتفاق يعقد في لبنان بدون "صاحب البيت"، أي "حزب الله"، هي محادثات ليست لها أهمية. وحتى لو أعطى نصرالله موافقته فإنه توجد لهذه الموافقة أهمية فقط في اللحظة التي أعطيت فيها. أما التعامل مع الاتفاق فيما بعد تحدّده مصالح إيران.
وفق الكاتب، إن حكومة إسرائيل، الخبراء والكُتاب وأيضاً المبعوث الأميركي، لا يختلفون عن رؤساء "تيفل" (دائرة الاتصال مع أجهزة الاستخبارات الخارجية في الموساد) في منتصف القرن الماضي. هم لا يدركون أنه باللغة اللبنانية الدارجة فإن مصطلح "أوكي" لا يشير إلى موافقة أو اتفاق بل في افضل الحالات هو مرادف لكلمة "إن شاء الله". يجب على حكّام لبنان الإدراك وعلى القيادة في إسرائيل أن توضح للبنان بجميع طوائفه وقادته وأيضاً لحكّام إيران والإدارة الأميركية بأن دولة إسرائيل تعترف بضرورة التوقيع على اتفاق لتقسيم الموارد الطبيعية بين الجيران لكن من أجل ذلك يجب على لبنان أن يعود في البداية ويتصرّف كدولة وإلا سيكون الرد الإسرائيلي شديداً جداً ومدمّراً للبنان.