لم يكن أبو مازن مضطراً إلى الاعتذار!

اخبار البلد - 
 


لم يكن مضطرا للاعتذار أبدا، فالهولوكوست الفلسطيني لا يقل فظاعة عن أية مجازر أخرى ارتكبت في العصر الحديث.

لم يكد صدى صوته يخفت، أو حبر كلماته يجف حتى سارع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى الاعتذار عن تصريحاته حين اتهم ، خلال زيارته إلى ألمانيا، الاحتلال الإسرائيلي، بأنه ارتكب مجازر بحق الفلسطينيين ترقى إلى أن تسمى هولوكوست، في حين عبر المسؤولون الألمان والإسرائيليين عن غضبهم بسبب ذلك.

وصرح عباس في مؤتمر صحفي مع المستشار الألماني أولاف شولتز في برلين، بأن "إسرائيل ارتكبت منذ عام 1947 حتى اليوم 50 مجزرة في 50 موقعا فلسطينيا"، وأضاف: "50 مجزرة.. 50 هولوكوست".

واستعرض بعضا من أبرز المجاز الإسرائيلية بحق الفلسطينيين بينها مذبحتي الطنطورة عام 1948، وكفر قاسم عام 1956.
وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن المستشارية استدعت رئيس البعثة الدبلوماسية الفلسطينية في برلين للاحتجاج على تصريحات عباس.

وأضاف المتحدث في مؤتمر صحفي دوري في برلين: "من الواضح بالنسبة لنا، الحكومة والمستشار، أن الاضطهاد والقتل الممنهج لستة ملايين يهودي أوروبي جريمة لا مثيل لها ضد الإنسانية".

وكان صحفي سأل عباس عما إذا كان سيعتذر لإسرائيل بمناسبة الذكرى السنوية الـ50 للهجوم على البعثة الرياضية الإسرائيلية في أولمبياد ميونخ 1972، ليرد عباس قائلا إن هناك يوميا قتلى يسقطهم الجيش الإسرائيلي: "نعم، إذا أردنا مواصلة النبش في الماضي".

ولم يتطرق عباس في إجابته إلى الهجوم على البعثة الأولمبية الإسرائيلية، الذي يسمى "عملية ميونخ"، وهي عملية احتجاز رهائن إسرائيليين حدثت أثناء دورة الأولمبياد الصيفية المقامة في ميونخ في ألمانيا عام 1972 نفذتها منظمة "أيلول الأسود"، وكان مطلبهم الإفراج عن 236 أسيرا في سجون الاحتلال الإسرائيلي معظمهم من العرب.

وقال شولتز بعدها في تصريحات لصحيفة "بيلد" الألمانية: "أي تهوين من شأن الهولوكوست هو أمر لا يمكن احتماله، ولا قبوله، بالذات بالنسبة لنا نحن الألمان".

وكان شولتز انتقد علنا عباس، بعد وصفه السياسة الإسرائيلية بأنها نظام أبارتهايد (فصل عنصري)، وقال إنها تصريحات "فاضحة"، وإنه يشعر بـ"الاشمئزاز" و"الغضب الشديد"، وفق تعبيره.

وقال شولتز: "أود أن أقول صراحة عند هذه النقطة أنني لا أتبنى كلمة أبارتهايد، ولا أعتبرها صحيحة لوصف الموقف".
عباس قال في معرض توضيحه بأنه لم يقصد بتصريحاته الأخيرة في ألمانيا إنكار خصوصية المحرقة النازية "الهولوكوست".

وجاء في توضيح نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا": "نعيد التأكيد أن الهولوكوست أبشع الجرائم التي حدثت في تاريخ البشرية الحديث".

وقال: "لم يكن المقصود إنكار خصوصية الهولوكوست التي ارتكبت في القرن الماضي، فهو مدان بأشد العبارات، بل كان المقصود بالجرائم هي المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني منذ النكبة على أيدي القوات الاسرائيلية، وهي جرائم لم تتوقف حتى يومنا هذا".

وسخرت صحيفة من اعتذار "ابو مازن" وكتب أحد محرريها: "كنت أتوقع أن يصدر أبو مازن اعتذارا عن حديثه حول المحرقة، ولكن ليس بهذه السرعة!".

وكان على المسؤول الألماني أن يلتزم الصمت، وألا يتجاهل المعاناة الفلسطينية، وألا يغض الطرف عن جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني منذ عام 1948 وبشكل خاص جرائمه في الفترة الأخيرة التي ترقى جرائم حرب، لكن يبدو أن دماء الفلسطينيين والعرب لا قيمة لها في الغرب؛ لأن عيونهم ليست زرقاء مثل الأوكرانيين!!