من المقرر أن تفتح دولة قطر أبوابها لاستضافة مونديال العام الحالي للمرة الأولى بتاريخ الـ 21 من شهر نوفمبر المقبل، علمًا بأن هذه النسخة هي الثانية التي يتم إقامتها في قارة آسيا، حيث نجحت قطر في عام 2010 في الحصول على شرف استضافة أكبر حدث كروي بتاريخ الدولة، ومنذ ذلك الوقت حتى يومنا هذا، وهي تسابق الزمن لتظهر للعالم مدى حضارتها وقدرتها على تنظيم أهم وأبرز حدث كروي على مستوى العالم.

ومن المحتمل أن تستقبل قطر أكثر من 1 مليون مشجع من جميع أنحاء العالم لمتابعة المباريات وتشجيع منتخباتهم، وبناءً عليه تسعى قطر لتقديم أفضل تجربة فريدة من نوعها للاعبين والمرافقين والمدربين والإداريين تعكس ثقافة البلاد، وتبرز مدى تقدمها وازدهارها وتنوع ثقافاتها، وهنا سنتطرق للحديث عن أبرز التقنيات التكنولوجيا المتقدمة التي ستستخدمها قطر لأول مرة أثناء كأس العالم 2022.

تقنيات تكنولوجية مبتكرة في مونديال قطر2022

تسعى قطر لآن تظهر قدراتها التقنية عند استضافة أهم حدث كروي على مستوى العالم، فمنذ أن نجحت في الحصول على شرف استضافة المونديال وهي تعمل جاهدة على توظيف جميع التقنيات التكنولوجيا المتطورة في مجال الرياضة والألعاب، ولا يقتصر الأمر فقط على التقنيات المستخدمة في الملاعب الكروية، بل في الرياضات الإلكترونية أيضًا التي زادت شعبيها في الآونة الأخيرة بشكل كبير، حتى أصبح هناك العديد من المواقع الإلكترونية البارزة التي تقدم خدمة مراهنات الرياضات الإلكترونية اون لاين للمراهنين العرب على مقابل ربح أموال حقيقية.

تقنية الذكاء الاصطناعي

في كثير من المباريات تكون قرارات التحكيم خاطئة أو مثيرة للجدل ومولدة للخلافات، ومن هنا جاءت الحاجة إلى ضرورة تعزيز تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لمساعدة الحكام في اتخاذ القرارات الصحيحة وإدارة المباريات بجودة عالية وبأفضل كفاءة ممكنة، حيث عملت قطر على تثبيت العديد من الكاميرات ذات الجودة العالية في جميع أنحاء وزوايا الملعب من أجل متابعة حركات أطراف اللاعبين، ناهيك عن قدرة الكاميرات المرتبطة بتقنية الذكاء الاصطناعي على إنشاء خطوط تسلسل افتراضية فورية لمساعدة الحكام على إعطاء قرارات سريعة وسليمة.

طرق ذكية في العاصمة

تمكنت شركة Traffic Technologies من ابتكار برنامج خاص بها يطلق عليه اسم Smart City، والذي يهدف إلى إدارة شبكات الطرق الموجودة في الدوحة أثناء انطلاق كأس العالم لهذا العام.

وبحسب ما صرحت به منصة The Market Herald، قالت أن البرنامج يعمل على إنشاء نسخ رقمية لشبكات الطرق المستخدمة في الدولة، والتي ستساعد في حركة تنظيم المرور بكفاءة عالية جدًا خلال المباريات، ويأتي هذا البرنامج للحد من حركة الاكتظاظ المروري المتوقع حدوثها، خاصة مع احتمالية وصول أكثر من مليون مشجع من معظم أنحاء دول العالم؛ لتشجيع ومؤازرة منتخباتهم، الجدير بالذكر هنا، أن الأولوية القصوى ستكون للحافلات الناقلة للمنتخبات المشاركة في المونديال، حيث يعمل البرنامج دون تدخل بشري، من خلال المعايرة التلقائية لضمان سلاسة الحركة المرورية بشكل مستمر.

تبريد الملاعب الكروية

مما لا شك فيه أن مونديال قطر 2022 سيقام في فصل الشتاء، وذلك لأول مرة في تاريخ البطولة، رغم كل هذا، سيقام المونديال في بلد يغلب على مناخها طابع الحرارة المرتفعة حتى في فصل الشتاء، ولكي يتم التعامل مع هذه الظروف بطريقة مناسبة جدًا تمنح الجماهير واللاعبين والإداريين والمرافقين أجواءً مريحة، فإن كافة الملاعب الكروية المخصصة لاستضافة المونديال ستكون مجهزة بأنظمة تبريد بدرجة حرارة مثالية تلائم اللاعبين، ناهيك عن تقنية تبريد الهواء الخارجي من خلال مكيفات تعمل بالطاقة الشمسية، كما أن الهواء البارد داخل الملعب سيدخل من خلال فتحات في الملعب، وفي المدرجات.

أجهزة قابلة للارتداء

ستوفر قطر عدد كبير من الأجهزة الإلكترونية التي يمكن ارتداءها للحد من الحالات الطارئة الطبية، حيث ستخصص تلك الأجهزة، كالملابس أو قطع قماش صغيرة لمشجعي المباريات، وتتميز تلك الأجهزة بتزويد المحطة الرئيسية بمعلومات طبية دقيقة، كقياس نبضات القلب، ومعدل التنفس، ودرجة الحرارة، كما ستخصص أجهزة للاعبين لقياس علاماتهم الحيوية في أوقات فعلية.

تطبيقات ذكية لإيصال وجبات الطعام أثناء المباريات

قد يكون من الصعب على المشجعين طلب وجبات الطعام أثناء مشاهدة المباريات، ولكن مع التنقية الجديدة التي ستقدمها قطر من خلال تطبيق للهواتف المحمولة، يطلق عليه اسم Asapp، يمكن للجماهير طلب وجبات الطعام وإيصالها لمقاعدهم بكل سهولة، الامر الذي يوفر على المشجعين الكثير من الوقت، ويمكنهم متابعة كافة أحداث المباريات أثناء تناول وجبات الطعام، ناهيك عن توفير تقنية شحن الهواتف المحمولة، وتقنية Smart Wifi المتوفرة بشكل كبير من الملاعب، لإبقاء المشجعين متصلين بشبكة الإنترنت بشكل مستمر.

غرف مشاهدة حسية متقدمة

صممت العديد من غرف المشاهدة الحسية في ملاعب قطر، وذلك بهدف تخصيص مساحات آمنة للأشخاص الذين يعانون من التوحد والحالات النفسية الخاصة، أو أولئك الذين يعانون من مشاكل صحية تحد من قدرتهم على مشاهدة المباريات من مدرجات كرة القدم، حيث تقدم تلك الغرف عروض تفاعلية للمباريات، وتقنية إضاءة مبتكرة يمكن التحكم بها، وألعاب بسيطة تضفي عليهم أجواء فريدة من الإثارة والمرح للاستمتاع بأجواء المباراة في بيئة آمنة ومريحة.

كما وتوظف قطر في ملاعبها أضواء من نوع ليد الموفرة للطاقة والتي يصل عمرها إلى 6 أضعاف عمر المصابيح الأخرى المستخدمة في الملاعب التقليدية، حيث تتميز تلك المصابيح بتغير الألوان والتأثيرات؛ لكي يتم استخدامها في مباريات المونديال الافتتاحية والختامية.