الذكاء الاصطناعي.. إلى أين يقودنا؟
أخبار البلد-
التقيت الدكتور زيدان الخمايسة عام 2014، كان طبيباً في المدينة الطبية برتبة عقيد كما أظن، ومسؤولاً عن عيادة النطق والسمع في حينه، وكان سبب الزيارة لاستشارته بشأن عارض صحي مفاجئ، فسره لي طبيب القلب بأنه «جلطة صامتة»، حيث شعرت بتلعثم في نطق بعض الكلمات، استقلبي الدكتور زيدان باحترام شديد ولباقة لافتة، وأوعز الى إحدى الممرضات بإجراء فحص لي بواسطة جهاز خاص لهذه الغاية، وطمأنني بأن النتيجة جيدة ولا داعي للقلق، وزاد على ذلك بتبسيط الامر بتعليق طريف بقوله: ان بعض قادة الدول يتلعثمون خلال إلقائهم خطابات رسمية أو عق? مؤتمرات صحفية..
زودني الدكتور زيدان مشكورا برقم هاتفه النقال، للاتصال به في أي وقت إذا لزم الأمر، ولحسن تعامله بقيت صورته عالقة في ذهني، وقبل أيام وصلني على «الواتساب» مقالاً ترجمه الدكتور زيدان بتصرف لكاتبه روبرت جولدمان، الأستاذ في جامعة كاليفورانيا الاميركية بعنوان «العالم يتغير»، وأضاف له الدكتور زيدان جملة ذات مغزى «ونحن للأسف نتدور».
المقال مدهش يتحدث عن ثورة الذكاء الاصطناعي، وانعكاساتها على حياتنا اليومية، والتغيرات المذهلة التي تجتاح العالم في مختلف القطاعات، بسب ثورة الاتصالات وما يحدثه الذكاء الاصطناعي، من نتائج خارقة على صعيد حياة البشر وأين نحن من ذلك؟. ويتوقع أنه بين خمس الى عشر سنوات قادمة، ستدمر البرمجيات كثيراً من الصناعات التقليدية وستختفي الكثير من القطاعات، وعندما يرصد أي شخص التطورات والانجازات العلمية التي حدثت خلال العقدين الماضيين، يلاحظ أنها تعادل ما تحقق خلال قرون من الزمن!
ويستشهد المقال بشركة «كوداك» التي كانت عام 1988، تبيع 85 % من الصور الورقية في العالم وتوظّف 170 ألف موظف، لكنها أفلست وأختفت بعد التطورات الرقمية المذهلة التي حدثت في التقاط الصور وتبادلها عبر الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي،وأصبحت الهواتف الخلوية أداة أساسية في توفير هذه الخدمة!
وبالنتيجة ستحل الروبوتات ومنتجات الذكاء الاصطناعي بدل الإنسان، وستختفي خلال العشرين سنة القادمة، نحو 70-80% من فرص العمل الموجودة اليوم، وبضمن ذلك القطاع الزراعي حيث سيتم انتاج روبوت زراعي بقيمة 100 دولار، ليحل مكان العامل الزراعي، الذي يتقاضى هذه الايام في بلادنا بين 15 الى 20 دينارا يوميا، وينطبق ذلك على القطاع الطبي والتعليمي والمحامين وقطاع النقل، حيث ستحل السيارات الكهربائية والمؤتمتة دون سائق مكان السيارة التقليدية، ومعظم شركات السيارات التقليدية ستفلس وستدمر سوق السيارات التقليدية.
وأكثر من ذلك سينتج مستقبلا تطبيق على الهواتف الذكية لكشف الكذب من خلال معالم الوجه، ويتوقع الكاتب بأنه من المقدر مستقبلا أن يعيش معظم البشر لفترات تزيد كثيرا عن 100 عام. وأي فكرة استثمار مستقبلية بعيدة عن عالم الهاتف الذكي ستفشل حتما.. ويبقى السؤال الكبير: طالما أن هذا التغيير حتمي ومتسارع، أين نحن من ذلك، وهل نحن جاهزون له؟