الدولة العثمانية في الجزائر ................... هل كان احتلال؟
مازلنا ندرس في كتب التاريخ و ندرّس في مدارسنا عن قصة حب جميلة، جمعت الجزائر بالدولة العثمانية في القرن 19م، لكن هذه العلاقة لم تدم طويلا و سرعان ما تحولت إلى كابوس أصاب الشعب الجزائري، فمن غدر الصديق إلى الاحتلال البعيد (الفرنسي)، لكن لطالما أختلف المؤرخون في وصف هذه العلاقة الغرامية، فالبعض يصفها بالتحالف و البعض الآخر يرى أنها احتلال و تبادل للمصالح، و إذا كانت الأدلة غير كافية للطرفين و الأسئلة مازالت مبهمة، فقد يبقى السؤال مطروحا: هل كان فعلا هناك احتلال للجزائر من طرف العثمانيين؟
سنعود لنقطة البداية و التوقف في العديد من الأحداث و تحليلها.
بدأت العلاقة بين الجزائر و الخلافة العثمانية بصرخة أطلقها /أعيان مدينة الجزائر/ طلبا للحماية من المد المسيحي الإسباني، الذي كان هدفه تصفية مسلمي الأندلس الفارين إلى السواحل المغاربية.
لكن لماذا استنجاد أعيان الجزائر بالدول العثمانية؟
في الحقيقة هي ليست صرخة عادية بل هي تكملة لخطة شاملة، فهؤلاء الأعيان هم أغنى أغنياء الجزائر و معظمهم تجار، تعرفوا على العثمانيين أثناء رحلاتهم التجارية إلى بلاد المشرق، و في إحدى لقاءاتهم اتفقوا مع العثمانيين على جلبهم إلى سواحل الجزائر و منها إلى باقي سواحل المغرب الإسلامي، كاحتلال تحت غطاء المساعدة الإنسانية و الدينية، أي أن العثمانيين أبطال يدافعون من دون مقابل، و هذا لم يحدث لأن أحد أسباب تلبية طلب النجدة المزعومة هي:
.. رغبت الدولة العثمانية في توسيع حدودها في عرض البحر الأبيض المتوسط..
توسيع هي كلمة مشتقة من توسع يتوسع توسعا و أتساعا و هي كلمة عربية لها معنى لغوي و سياسي و عسكري، لكن السياسي يعني" توسعا، زيادة حدود جديدة للحدود القديمة المتعارف عليها سواء كانت قريبة أو بعيدة "
و هذا دليل واضح أن الدولة العثمانية كان همها الوحيد هو زيادة نطاقها الجغرافي لا بنائها الخلافة الإسلامية.
و إذا عدنا إلى الأعيان فهم أول المستفيدين من هذا التوسع، لأن العثمانيين طوروا الموانئ و وفرو للتجار مجموعة من السفن للوصول إلى الأسواق العالمية الكبيرة، و هذه الامتيازات لم يحصل كل الجزائريين عليها بل الأعيان فقط.
كما أن الموقع الجغرافي جعل الدولة العثمانية تصر على الجزائر لأنها استطاعت من موانئ الجزائر السيطرة على مضيق جبل طارق و إحكام قبضتها على كل المياه الدافئة.
و إذا عدنا للذريعة الكبرى و هي المد الاسباني فهذا الأخير كان همه هو إنهاء مهمة التصفية التي بدأها في الأندلس و بخصوص المطامع الاستعمارية فهذا غير صحيح، لأن إسبانيا دخلت في حرب مع الدول المجاورة و لم تنتهي حتى حوالي 1750، " إن نهاية الحرب في أوروبا لم تعطي فرصة للجزائر لكي تستمد أنفاسها التي كانت مشدودة، و بدأ الصراع في سنة 1799"
و من هذه النقطة كنا نعلم أن الجزائر أصبحت ولاية عثمانية سنة 1516 و الحرب الأوروبية انتهت في حوالي 1750، " إلا أن مارتن لوثر الراهب الألماني وأستاذ علم اللاهوت تزعم حركة الإصلاح ابتداءً من عام 1517م"، لذا يجب علينا التفكير بعقلانية و طرح التساؤل التالي: هل كانت الدول الأوروبية تمتلك القوة الكافية للاحتلال؟
سنعود لنقطة البداية و التوقف في العديد من الأحداث و تحليلها.
بدأت العلاقة بين الجزائر و الخلافة العثمانية بصرخة أطلقها /أعيان مدينة الجزائر/ طلبا للحماية من المد المسيحي الإسباني، الذي كان هدفه تصفية مسلمي الأندلس الفارين إلى السواحل المغاربية.
لكن لماذا استنجاد أعيان الجزائر بالدول العثمانية؟
في الحقيقة هي ليست صرخة عادية بل هي تكملة لخطة شاملة، فهؤلاء الأعيان هم أغنى أغنياء الجزائر و معظمهم تجار، تعرفوا على العثمانيين أثناء رحلاتهم التجارية إلى بلاد المشرق، و في إحدى لقاءاتهم اتفقوا مع العثمانيين على جلبهم إلى سواحل الجزائر و منها إلى باقي سواحل المغرب الإسلامي، كاحتلال تحت غطاء المساعدة الإنسانية و الدينية، أي أن العثمانيين أبطال يدافعون من دون مقابل، و هذا لم يحدث لأن أحد أسباب تلبية طلب النجدة المزعومة هي:
.. رغبت الدولة العثمانية في توسيع حدودها في عرض البحر الأبيض المتوسط..
توسيع هي كلمة مشتقة من توسع يتوسع توسعا و أتساعا و هي كلمة عربية لها معنى لغوي و سياسي و عسكري، لكن السياسي يعني" توسعا، زيادة حدود جديدة للحدود القديمة المتعارف عليها سواء كانت قريبة أو بعيدة "
و هذا دليل واضح أن الدولة العثمانية كان همها الوحيد هو زيادة نطاقها الجغرافي لا بنائها الخلافة الإسلامية.
و إذا عدنا إلى الأعيان فهم أول المستفيدين من هذا التوسع، لأن العثمانيين طوروا الموانئ و وفرو للتجار مجموعة من السفن للوصول إلى الأسواق العالمية الكبيرة، و هذه الامتيازات لم يحصل كل الجزائريين عليها بل الأعيان فقط.
كما أن الموقع الجغرافي جعل الدولة العثمانية تصر على الجزائر لأنها استطاعت من موانئ الجزائر السيطرة على مضيق جبل طارق و إحكام قبضتها على كل المياه الدافئة.
و إذا عدنا للذريعة الكبرى و هي المد الاسباني فهذا الأخير كان همه هو إنهاء مهمة التصفية التي بدأها في الأندلس و بخصوص المطامع الاستعمارية فهذا غير صحيح، لأن إسبانيا دخلت في حرب مع الدول المجاورة و لم تنتهي حتى حوالي 1750، " إن نهاية الحرب في أوروبا لم تعطي فرصة للجزائر لكي تستمد أنفاسها التي كانت مشدودة، و بدأ الصراع في سنة 1799"
و من هذه النقطة كنا نعلم أن الجزائر أصبحت ولاية عثمانية سنة 1516 و الحرب الأوروبية انتهت في حوالي 1750، " إلا أن مارتن لوثر الراهب الألماني وأستاذ علم اللاهوت تزعم حركة الإصلاح ابتداءً من عام 1517م"، لذا يجب علينا التفكير بعقلانية و طرح التساؤل التالي: هل كانت الدول الأوروبية تمتلك القوة الكافية للاحتلال؟