الحكومة والنواب سحار على قمار
نعم هذا الذي يجري الآن، المصالح الخفية والقوى المتمترسة تخاف على مصالحها وأطماعها الغير مشروعة، وهي من لها الكلمة الفصل، في مجريات شؤون البلاد والعباد، في السلطة والحكومة الأردنية، وإلا ماذا يفسر حجب الثقة عن الأستاذ راكان المجالي، من قبل 56 نائب، في الوقت الذي يغيب معظم النواب وليس جميعهم عن جلسة الخصخصة.
ما الذي اجبر النواب على حجب الثقة ؟ ومن الذي أجبرهم على سحب حجب الثقة عن المجالي ؟ مع العلم أن الأستاذ راكان رجل وطني وشفاف، بدليل أن معظم الشعب الأردني مع قسم من النواب كانوا ضد حجب الثقة، لان المجالي شكل حالة وطنية وليس شخصية، لذلك تداعى له جميع شرفاء الوطن، وأصبح الوزير المجالي ابن الشمال وابن البادية وابن البلقاء وابن المخيمات، قبل أن يكون ابن الكرك أو الجنوب، وهنا لا بد من توجيه الشكر إلى بعض النواب الشرفاء الوطنيين، الذين كانوا يتحدثون وينطلقون من دوافع وطنية، والذين يوجد بداخلهم نكران للذات، في سبيل حب ومصلحة الوطن، وأما النداء إلى أصحاب السعادة النواب جميعا، لماذا وافقتم للحكومة على هيكلة الرواتب للعاملين في أجهزة الدولة، والذين هم أصلا عبارة عن هيكل عظمي بالنسبة لرواتبهم، وقطع بعض امتيازاتهم مثل المعلمين في التربية، وموظفي وزارة الصحة والزراعة، وبقية دوائر الدولة
لماذا لا تتم الهيكلة على أصحاب الرواتب المرتفعة مسبقا؟ ولماذا جاءت الهيكلة على الذين هم أصلا بحاجة لزيادات مجزية لكي يسدوا احتياجاتهم اليومية، ولماذا تتم الهيكلة على الضعفاء من موظفي الدولة؟ والعبث في قوتهم اليومي، وترك أصحاب الرواتب العالية والامتيازات يتنعمون على حساب الضعفاء.
والسؤال الآخر للسادة النواب: لماذا لغاية ألان لم يتم الطلب من الحكومة إلغاء المؤسسات والهيئات الخاصة التي هي بالأصل مخالفة للدستور والقانون، والتي صنعت من قبل الحكومات السابقة، للمحاسيب والأقارب والانسباء، وهل يعقل يا سادة يا نواب بان يوجد داخل دولة واحدة حكومتين؟ حكومة تنفيذية وحكومة تنفيعية، بدليل أن عجز موازنة الحكومة مليار ونصف، وعجز تلك المؤسسات مليار ونصف أيضا، فلماذا لا يتم شطب تلك المؤسسات فورا وضمها للوزارات المعنية؟ أليس وجودها فساد داخل فساد؟ وعلى مرأى وسمع النواب والشعب الأردني بأكمله: آلا يستحق هذا حجب الثقة عن الحكومة بل ومحاسبة الحكومات السابقة؛ على إنشاء مثل هذه المستعمرات والتي أرهقت الدولة والشعب، وجعلت الدولة جاثية على ركبتيها، لكي يتبغدد أصحاب النفوذ من حالقي الرؤوس، وفوفو، وسوسو على حساب الشعب الغلبان، وكل هذا والنواب والأعيان والحكومة لا يستطيعون نبش أو الاقتراب من هذه المنظومة الفاسدة، التي تمتص دماء الشعب وتحمل الشعب والدولة الأردنية الديون المتراكمة.
وإذا ما استمر الحال على ما هو علية، فان الأيام السوداء قادمة لا محالة ؛و حينها سوف يغرق الجميع في الظلام، وعندها نجد أنفسنا نطبق القاعدة الشهيرة :( الليل اسود ورأيه اسود).
ولهذا على الحكومة والنواب أن لا يحملوا المواطن ما لا طاقة له به.
وأخيرا أقول الآتي : لا تدفعوا السواد الأعظم من الشعب للنزول عن حافة الطور، وحينها لن تجد الحكومة والنواب من يستمع لهم وعندها تكون شرعية الغاب .