أزمات النقل المستعصية تتسبب بـ"صداع مزمن" في رأس دولة الرئيس
اخبار البلد - مهند الجوابرة
صداع مزمن وكثيف وطنين مرتفع في الأذن وصل إلى أعلى سلم القياس بوحدة "الهيرتز" سببه قطاع النقل لدولة رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة في الآونة الأخيرة بسبب كثرة المشاكل والأزمات والكوارث التي أغرقت القطاع حتى الإشباع ولم يجد لها وزير النقل أو مدير هيئته حلولاً فورية أو جذرية أو نهائية للقضاء على تلك الأزمات .
الرئيس وجد نفسه في دوامة من المطالبات والمناشدات للتدخل وإنقاذ من يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان ، فالعاملون في قطاع النقل بشكل عام باتوا على علم ويقين مطلق بأن قطاع النقل أمسى بين الحياة والموت في غرف الإنعاش وأن الكوادر الطبية المشرفة على علاجه مفلسة طبياً ولا حل الآن سوى باستبدال الطاقم للإبقاء على حياته وانتظار عودته سالماً من مرضه العضال .
فأزمات النقل باتت جرحا نازفا ومتواصلاً لا يهدأ ولا يرتاح ، لا سيما وأن الأزمة تولد أزمة والحل في نظر المسؤولين دائماً ما يكون بالتأجيل والجدولة والتسويف وليس بالمعالجة والبتر ، حيث إن أزمات القطاع كثيرة وغزيرة وسنورد بعضاً منها على سبيل المثال لا الحصر انطلاقاً من معضلة التطبيقات وعدم ضبطها حتى الآن وانتشار الكثير من التطبيقات الغير مرخصة في الشارع الأردني ، مروراً بأزمة التأخير في المعاملات ودفنها بالأشهر في مكاتب الهيئة والمماطلة في إنجازها ، الأمر الذي تسبب مؤخراً بـ"جلطة" لأحد المواطنين أثناء تواجده في الهيئة لإتمام معاملة ، ولولا لطف المولى جل جلاله ومن ثم الإسراع في إسعافه لأقرب مشفى لانتهى أمره وهو "يتمرمط" من أجل معاملة حافلة أو باص "كوستر" .
ولا ننسى أن نذكر أيضاً أزمة أصحاب "التكاسي" الصفراء ومعاناتهم في الحصول على الدعم المصروف لهم من قبل هيئة النقل بعد ارتفاع أسعار المحروقات الجنوني ، إذ أكد أحدهم لـ أخبار البلد أنه بحاجة لـ"كومة" من الأوراق والإثباتات والحجج والوقوف في طوابير لا نهاية لها حتى الحصول على ما وصفه "ببنزين يوم" ، في إشارة منه إلى أن المبلغ المخصص للدعم بحاجة إلى دعم حتى يستطيع إعانة أصحاب التكاسي على مآسيهم اليومية .
وكانت آخر تلك الأزمات تلك المهلة التي أعطاها ومنحها نقيب أصحاب الشاحنات محمد خير الداوود لهيئة النقل احتجاجاً ورفضاً لسياسة الباب المغلق المعتمدة حالياً والمعمول بها داخل أروقة الهيئة بحسب الداوود ، والتي حاول أن يوصلها لمعالي وزير النقل وجيه عزايزه ليتفاجئ بأن "الباب المغلق" بات طابعاً وصفة لا يمكن التخلي عنها في مكاتب المسؤولين العاملين في القطاع والرافضين حتى للاستماع إلى مطالب وشكاوى العاملين فيه .
ولا نعلم كيف سيتصرف دولة الرئيس حيال هذه الأمواج من الأزمات التي تحيط بقطاع النقل وماهي العلاجات التي في جعبته للحفاط على حياة قطاع ، حيث ينتظر العاملون في قطاع النقل العام تدخلاً فورياً من الدوار الرابع لاستئصال "الدمل" وعلاج وتطهير وتعقيم القطاع من المشاكل المحيطة وإعادة الروح له قبل رفع الراية البيضاء والاستسلام للظروف المحيطة به .