في رثاء المرحوم زهير الخوري مؤسس بنك الإسكان

ودع الأردنيون الأسبوع الماضي أحد أعمدة الإقتصاد الأردني والذي ترك بصمات واضحة على هذا الإقتصاد لن تنسى وهو مؤسس بنك الإسكان هذا البنك الذي أصبح علامة بارزة ليس في الأردن فحسب بل على مستوى العالم.

في بداية سبعينيات القرن الماضي أسس المرحوم زهير الخوري الشوارب بنك الإسكان وكان مقر الإدارة في البداية عبارة عن طابق صغير في إحدى العمارات في جبل عمان والمركز الرئيسي للبنك في شارع السلط وهو الذي قرر دوام هذا البنك بعد الظهر وهذا الدوام المسائي استقطب عددا كبيرا من الزبائن خصوصا من طبقة الموظفين.

لقد توسع بنك الاسكان بفضل جهود هذا الرجل الكبير الذي إستطاع بخبرته وأسلوبه في التعامل مع هذا البنك أن ينقله من بنك صغير ليصبح من أهم البنوك في الأردن إن لم يكن أهمها وإستطاع أن يجلب عشرات الملايين من بعض المستثمرين العرب ليرفع رأسمال هذا البنك بحيث أصبح من البنوك المرموقة سواء على مستوى الأردن أو مستوى العالم العربي والعالم.

لقد ظل المرحوم زهير الخوري رئيسا لمجلس إدارة هذا البنك ومديرا عاما له لأكثر من خمسة وثلاثين عاما كما شغل منصب رئيس مجلس الإدارة لعدة بنوك وشركات يساهم في رأسمالها بنك الإسكان وقد ساهم في نجاح هذه البنوك والشركات بفضل إدارته المميزة وخبرته الطويلة ومواظبته على عمله.

لقد نال المرحوم زهير الخوري عدة أوسمة رفيعة وكرمه جلالة المغفور له الملك الحسين رحمه الله كما كرم من قبل العديد من المؤسسات الأردنية والعربية والأجنبية.

لقد بقي هذا العملاق منتميا لوطنه ولشعبه ولم يغادر الأردن رغم العروض الكثيرة والمغرية التي قدمت له وأنا شخصيا أعرف أن إحدى المؤسسات المالية العربية في إحدى الدول الخليجية حاولت إغراءه بكل الوسائل وعرضت عليه وضع الراتب الذي يقرره هو لكنه رفض كل هذه العروض ولم يقبل إلا أن يظل في بلده ويتابع مسيرته الناجحة التي يعرفها الجميع.

رحم الله أبا عمر رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنانه فقد أعطى بكل ما يستطيع ولم يبخل على هذا الوطن الطيب وأنشأ مؤسسة نعتز بها جميعا ونفخر وكان مثالا للإقتصادي الفذ البارع الذي إستطاع بخبرته وحنكته أن يجنب البنك الذي أنشأه أية هزة مالية بالرغم من الأزمات الإقتصادية التي مرت على بلدنا أو على المنطقة.

مرة أخرى نترحم على هذا الرجل الذي فقد بلدنا بموته علما من أعلام الإقتصاد وشخصية فذة إستطاعت أن تحقق معجزة إقتصادية كبيرة وسنظل نذكره دائما ونتذكر معه الإنتماء الحقيقي لهذا الوطن الطيب.