بعد زيارة بيلوسي لتايوان .. هل العالم على موعد مع الحرب العالمية الثالثة؟

أخبار البلد ــ يحبس العالم أنفاسه من نذر اندلاع حرب كبرى جديدة على غرار الحرب الروسية الأوكرانية بين الصين وتايوان هذه المرة، حيث تتواصل المناورات والتحركات العسكرية الصينية في محيط تايوان بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، للجزيرة الأسبوع الماضي، في خطوة أثارت غضب بكين.

ويحذر مراقبون وخبراء عسكريون من أن سيناريو أوكرانيا يبدو قابلا للتكرار في تايوان، وأن ما يحصل من تصعيد سياسي وميداني بين بكين من طرف وتايبيه وخلفها واشنطن من طرف آخر، يستحضر وبقوة أجواء ما قبل الحرب الأوكرانية بحذافيرها، حيث الحشود الروسية الضخمة آنذاك والتحدي الأوكراني لها المعتمد على حلف شمال الأطلسي "الناتو".

ووفق الخبراء، فإنه من الوارد أن تتحول هذه المناورات إلى عمل عسكري صيني مباشر يستهدف تايوان، سواء كانت هذه الخطوة نتيجة تخطيط مسبق أو بسبب أدنى احتكاك عرضي وغير مقصود بين الجيشين الصيني والتايواني.

وتعليقا على مآلات الأزمة الصينية التايوانية، وإمكانية سير تايوان على خطى أوكرانيا، قال الباحث الاستراتيجي والخبير العسكري مهند العزاوي، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية" إن :"الوضع متأزم جدا حيث تجري الصين مناورات عسكرية هي الأكبر من نوعها، تعتمد من خلالها بكين استراتيجية تطويق تايوان من كل حدب وصوب، لدرجة أن هذه التطورات المقلقة تعيد للأذهان مشهد ما قبل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، حيث كانت روسيا تحشد نحو 140 ألف جندي وتقول أنها لن تجتاح أوكرانيا وحدث العكس، وهذا ما يدفعنا للقول إن ما يحصل الآن بين الصين وتايوان قد يتحول لحرب واسعة كما هي الحال في أوكرانيا".

وأضاف العزاوي في شرح طبيعة الخلاف الأميركي الصيني حول تايوان: "مبدأ الصين الواحدة الذي هو ثابت محوري من ثوابت السياسة والسيادة الصينية، تحاول واشنطن الالتفاف عليه والتلاعب بالكلمات عبر القول إنها تدعم سياسة الصين الواحدة وليس مبدأها، فجولة بيلوسي رغم كونها ذات طابع برلماني لكنها تحمل ولا ريب دلالات ورسائل سياسية واضحة، وهو ما يفسر حدة رد الفعل الصيني عليها وقوة تحركها الميداني، حيث باتت البواخر والسفن تتجنب الإبحار عبر مضيق تايوان الذي يكاد يتحول لساحة حرب، واللجوء لطرق بديلة تزيد مسافتها بنحو 3 أيام من الإبحار".

وبحسب الخبير العسكري "نحن على بعد خطوة واحدة من الانفجار، ذلك أن قدرات الصين الضخمة عسكريا، تمكّنها بطبيعة الحال من القيام بحرب خاطفة ضد تايوان، والتي يختلف وضعها الجيو-عسكري عن أوكرانيا، فتايبيه لن تكون قادرة وفق كافة المقاييس العسكرية والاستراتيجية على مواجهة غضب التنين الصيني".

واختتم العزاوي حديثه قائلا: "المشهد يحبس الأنفاس بحيث أن خطأ بسيطا من جندي واحد أو استفزازا غير مقصود على الجبهات الأمامية، قد يقود لإشعال شرارة حرب كبيرة، ولا ننسى أن الجيش التايواني رغم اختلال ميزان القوى ضده قياسا بنظيره الصيني، لكنه مع ذلك متدرب جيدا على استراتيجية القتال غير المتناظر الأميركية، ويؤكد جهوزيته للتصدي للجيش الصيني".

وتواصل الصين منذ الخميس ردا على زيارة بيلوسي، إجراء سلسلة تدريبات ومناورات عسكرية ضخمة تستمر على مدى 4 أيام، تشمل إطلاق صواريخ باليستية ونشر سفن وقاذفات وطائرات حربية.