النساء يقدن الطريق في أول مدرسة لركوب الإبل في دبي
أخبار البلد ــ على مساحة من الرمال المنحوتة بالرياح خارج مدينة دبي، توجد أول مدرسة مرخصة رسميًا في دولة الإمارات مخصصة لتعليم ركوب الإبل.
وبالنسبة لدولة ذات صلة ثقافية قوية بهذه الكائنات، قد يبدو عدم وجود المزيد من هذه المدارس أمرًا مدهشًا.
ورغم أن ممارسة ركوب الإبل ممارسة عادة ما يسيطر عليها الذكور، إلا أن أحد مؤسسي مركز "Arabian Desert Camel Riding Center"، أو "ADCRC"- امرأة- المغتربة الألمانية ليندا كروكنبرغر البالغة من العمر 30 عامًا.
شاركت الألمانية، ليندا كروكنبرغر، في تأسيس أول مدرسة مرخّصة رسميًا لركوب الإبل في الإمارات العربية المتحدة. ,
وتأسّست المدرسة في يناير/كانون الثاني من عام 2021، وتقع على بُعد 20 كيلومترًا تقريبًا من دبي، على أعتاب صحراء المرموم في مستوطنة زراعية تسمى الليسيلي.
وتأسست المدرسة في يناير 2021 على بعد 20 كيلومترًا (12 ميلًا) بقليل من دبي ، على أعتاب صحراء المرموم في مستوطنة زراعية تسمى الليسيلي. في هذه المنطقة المحافظة اجتماعيًا ، تقول كروكنبرغر إنه من غير المألوف رؤية نساء يسرن في الشوارع. وقبل افتتاح المدرسة، لم تكن النساء هنا يركبن الإبل مطلقًا.
وتضم المدرسة الآن 30 راكبًا منتظمًا، غالبيتهم من النساء.
وأوضحت كروكنبرغر: "في البداية، لم نستهدف النساء على وجه الخصوص"، ثم أضافت: "نظرًا لكوني امرأة، وجزءًا من المدرسة، اعتقد الأشخاص أن الأمر فريد من نوعه، ما جذب الكثير من الاهتمام".
ركوب الإبل للجميع
ومنذ آلاف الأعوام، كانت شبه الجزيرة العربية موطنًا للإبل العربية المستأنسة. وكان يُستخدم الجمل، وهو نوع وحيد السنام يُعرف أيضًا باسم الجمل العربي، تاريخيًا للنقل، وكمصدر للحليب، واللحوم، والصوف، والجلد.
وفي هذه الأيام، تحظى مهرجانات الهجن بشعبية في دولة الإمارات، وتُعد سباقات الهجن من الأعمال التجارية الضخمة، وتصل قيمة الجوائز المالية لأكبر السباقات إلى مئات الآلاف من الدولارات.
وانتقلت كروكنبرغر إلى دولة الإمارات في عام 2015 للعمل في مجال الضيافة، ووقعت في حب البيئة الصحراوية.
وأرادت كروكنبرغر ركوب الإبل بعد أن جرّبت ركوب الخيل في ألمانيا.
وأمضت الألمانية أعوامًا في البحث عن شخص في دبي يمكنه أن يوفر لها مساحة لركوب الإبل، ولكن كونها امرأة شكلّ عقبة أمامها.
وذكرت كروكنبرغر قائلة: "كان الرّد الوحيد الذي تلقيته: يمكنك ركوب الإبل، ولكن فقط إذا قمنا بذلك في الليل، وفي الظلام"، أو "سيكون من الأفضل إذا استطعت ارتداء ملابس للذكور".
تقود النساء الطريق في أول مدرسة لركوب الإبل في دبي
في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2021، أنشأت كروكنبرغر أول فريق نسائي رسمي لسباقات الهجن في دولة الإمارات ,
وأكّدت كروكنبرغر: "لم أستطع القيام بذلك. لا أرغب بالقيام بشيء يُعتبر غير لائق"، مضيفةً أن الأمر شكّل صراعًا كبيرًا لها.
وتابعت الألمانية قائلة: "أردت أن أطمئن من أنه يمكننا ارتداء ملابس محتشمة، وأن يكون ذلك مناسبًا من الناحية الثقافية، ولكن يمكننا أن نكون نساء".
ووجدت كروكنبرغر أخيرًا مُدرِّسًا مستعدًا لتعليمها، أي الإماراتي عُبيد الفلاسي الذي عمل مع الإبل طوال حياته.
وبتوجيهات من الفلاسي، الذي يبلغ من العمر 52 عامًا، تعلّمت كروكنبرغر ركوب الإبل، وقرّر كلاهما فتح المدرسة معًا، وجعلها في متناول أي شخص يريد التعلم.
وبمساعدة الفلاسي، قالت كروكنبرغر إنهما حازا على أول ترخيص على الإطلاق لمركز خاص بركوب الإبل في دولة الإمارات.
وأوضحت كروكنبرغر أن ترخيص المركز كان السبيل الوحيد لتمكّن النساء من ركوب الإبل، موضحة: "وإلا كان الأمر سيكون غير مقبول ثقافيًا".
وفي البداية، أشارت كروكنبرغر إلى أن النساء اللواتي يمارسن ركوب الإبل شعرن أنه يتعيّن عليهن أن يُظهرن للمجتمع أنهن يستطعن ركوب الإبل بأمان، لافتة إلى أنه "في الرحلات القليلة الأولى شعرنا بالتوتر معًا".
وقالت الألمانية: "شعرنا أنها كانت الفرصة الوحيدة لإثبات أن النساء يستطعن ركوب الإبل أيضًا. ولذلك لم نرغب في إفساد فرصتنا".
وبعد أن أوضحن وجهة نظرهن، ارتقت النساء بركوب الإبل إلى المستوى التالي، وأسست كروكنبرغر أول فريق نسائي بالكامل لسباقات الهجن في البلاد.
واستضاف المركز أول سباق إبل رسمي للسيدات في دولة الإمارات بتاريخ نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2021، وشاهده أكثر من 200 متفرج. وتتواجد خطط للمزيد من السباقات.
إعادة اكتشاف التراث
وتبلغ كلفة الدروس حوالي 40 دولارًا، مع توفير خصومات للأعضاء.
وقالت كروكنبرغر: "في البداية، لم نستقبل الكثير من النساء الإماراتيات لمجردّ أنهن لم يسمعن به من قبل"، مؤكدة: "ولكن في الوقت الحالي، هناك مفهوم قوي حقًا للنساء الإماراتيات لتنمية تراثهن، أو تذكره، وإعادة اكتشافه، وركوب الإبل وسيلة لهنّ للقيام بذلك".
واستقبل المركز أكثر من 40 امرأة إماراتية، سبع نساء منهن متسابقات منتظمات.
والتحقت عائشة خوري، وهي ربة منزل تبلغ من العمر 35 عامًا، بالمركز هذا الشهر، إذ وجدت أن هذه الممارسة تساعدها على الشعور بالارتباط بالثقافة الإماراتية.
وقالت خوري: "يذكّرني ركوب الإبل كيف كان الناس يسافرون قبل وقتٍ ليس ببعيد"، موضحة أنها وجدت أن الإبل هادئة، ويسهل التعامل معها، ومؤكدة: "تمنحك التجربة دفعة من الطاقة الإيجابية".
وذكرت كروكنبرغر أن النساء اللواتي بركبن الإبل، يصفن هذه الممارسة بأنها شكل من أشكال التأمل، لافتة إلى أن التجربة متاحة للجميع.