بايدن: مقتل الظواهري زعيم القاعدة في ضربة أميركية في أفغانستان

أخبار البلد ــ أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، الاثنين، أن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري قُتل في ضربة أميركية في أفغانستان في مطلع الأسبوع، وذلك في أكبر ضربة للتنظيم المتشدد منذ مقتل مؤسسه أسامة بن لادن في عام 2011.

وساعد الظواهري، وهو طبيب وجراح مصري رصدت واشنطن 25 مليون دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات تقود إليه، في تنسيق هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001 التي قُتل فيها زهاء ثلاثة آلاف.

وأفاد مسؤولون أميركيون، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، بأن الولايات المتحدة نفذت غارة بطائرة مسيرة في العاصمة الأفغانية كابل الساعة 6:18 صباحا بالتوقيت المحلي (01:48 بتوقيت غرينتش) يوم الأحد.

وقال بايدن، الذي يتعافى من فيروس كورونا، في تصريحات من البيت الأبيض، "الآن تحققت العدالة ولم يعد لهذا الزعيم الإرهابي وجود... نحن لا نتراجع أبدا".

وأضاف: "بغض النظر عن الوقت الذي يستغرقه الأمر، وبغض النظر عن المكان الذي تختبئ فيه، إذا كنت تمثل تهديدا لشعبنا، فستجدك الولايات المتحدة وتضع يدها عليك".

في غضون ذلك، ذكر مسؤول كبير بالإدارة الأميركية للصحفيين، أن المخابرات الأميركية حددت "بثقة عالية" من خلال مصادر متعددة أن القتيل هو الظواهري. وقُتل في شرفة "منزل آمن" بكابل كان يقيم فيه مع أفراد آخرين من عائلته. ولم تقع إصابات أخرى.

وقال بايدن إن الظواهري كان العقل المدبر أو لعب دورا رئيسيا في الهجمات على المدمرة الأميركية كول وسفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا.

وقال المسؤول الكبير في مؤتمر عبر الهاتف، "الظواهري ظل يشكل تهديدا حقيقيا لمواطني الولايات المتحدة ومصالحها وأمنها القومي... مقتله يوجه ضربة كبيرة للقاعدة وسيضعف قدرة الجماعة على العمل".

وكانت شائعات سرت عن وفاة الظواهري مرات عدة في السنوات القليلة الماضية، وتردد طويلا أنه كان معتل الصحة.

ويثير مقتله تساؤلات بشأن ما إذا كانت طالبان توفر له الملاذ بعد استيلائها على كابل في آب/ أغسطس 2021، بينما كانت آخر القوات التي تقودها الولايات المتحدة تغادر أفغانستان بعد 20 عاما من الحرب.

وهجوم الطائرة المسيرة هو أول ضربة أميركية معروفة داخل أفغانستان منذ مغادرة القوات والدبلوماسيين الأميركيين البلاد في آب/ أغسطس 2021. وقد تعزز هذه الخطوة مصداقية تأكيدات واشنطن بأن الولايات المتحدة لا تزال قادرة على مواجهة التهديدات من أفغانستان دون وجود عسكري في البلاد.

وأكد المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد في بيان، وقوع الضربة، واستنكرها بشدة باعتباره انتهاكا "للمبادئ الدولية".

أيمن الظواهري

وخلف الظواهري بن لادن في زعامة القاعدة بعد سنوات كان فيها عقل التنظيم المدبر وواضع استراتيجياته، لكن افتقاره إلى الشخصية المؤثرة إلى جانب المنافسة من جانب "تنظيم الدولة" الإرهابي المعروف بـ "داعش" أعاقا قدرته على شن هجمات مروعة على الغرب.

وأشاد المشرعون الجمهوريون والديمقراطيون بالعملية.

وقال السناتور الجمهوري الأميركي ماركو روبيو، "العالم أكثر أمنا بدونه، وتوضح هذه الضربة التزامنا المستمر بمطاردة جميع الإرهابيين المسؤولين عن 11 أيلول/ سبتمبر وأولئك الذين لا يزالون يشكلون تهديدا لمصالح الولايات المتحدة".

وحتى إعلان الولايات المتحدة، ترددت شائعات مختلفة عن وجود الظواهري في المنطقة القبلية الباكستانية أو داخل أفغانستان.

وبدد مقطع مصور نُشر في نيسان/ أبريل، وامتدح فيه امرأة هندية مسلمة لتحديها حظر ارتداء الحجاب الإسلامي، شائعات عن وفاته.

وقال المسؤول الأميركي الكبير إن العثور على الظواهري كان نتيجة عمل مكافحة الإرهاب المستمر. وأضاف أن الولايات المتحدة حددت هذا العام أن زوجة الظواهري وابنته وأطفالها انتقلوا إلى منزل آمن في كابل، ثم حددت أن الظواهري كان هناك أيضا.

ومضى يقول "بمجرد وصول الظواهري إلى المنزل الآمن، لم نعلم بمغادرته إياه على الإطلاق". ورُصد عدة مرات في الشرفة، حيث استُهدف في النهاية. وقال المسؤول إنه واصل إنتاج مقاطع مصورة من المنزل وقد يصدر بعضها بعد وفاته.

وفي الأسابيع القليلة الماضية، دعا بايدن المسؤولين إلى تدقيق معلومات المخابرات. وتم تحديثها طوال شهري أيار/ مايو وحزيران/ يونيو قبل أن يطلعه رؤساء أجهزة المخابرات له أول تموز/ يوليو على العملية المقترحة. وفي 25 تموز/ يوليو، تلقى تقريرا مُحدَّثًا وأذن بالضربة فور توفر فرصة.

ودوي انفجار قوي في كابل في وقت مبكر من صباح الأحد.

وقال عبد النافع تاكور المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية في وقت سابق، "أصيب منزل بصاروخ في شيربور. لم تقع إصابات لأن المنزل كان خاليا".

وقال مصدر من طالبان طلب عدم ذكر اسمه إن هناك تقارير عن طائرة مُسيرة واحدة على الأقل كانت تحلق فوق كابل ذلك الصباح.

وذكر موقع (المكافآت من أجل العدالة) على الإنترنت أن الظواهري، برفقة أعضاء آخرين بارزين في القاعدة، دبر هجوم 12 تشرين الأول/ أكتوبر 2000 على السفينة البحرية في اليمن، والذي أسفر عن مقتل 17 بحارا أميركيا وإصابة أكثر من 30 آخرين.

ووجهت إليه اتهامات في الولايات المتحدة لدوره في تفجيرات السابع من آب/ أغسطس 1998 لسفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا، والتي أدت إلى مقتل 224 شخصا وإصابة أكثر من خمسة آلاف آخرين.

وكان بن لادن والظواهري قد أفلتا من القبض عليهما عندما أطاحت القوات التي تقودها الولايات المتحدة بحكومة طالبان الأفغانية في أواخر عام 2001 في أعقاب هجمات 11 أيلول/ سبتمبر على الولايات المتحدة.

وقُتل بن لادن عام 2011 على يد القوات الأميركية في باكستان.