د. صالح سالم الخوالدةيكتب : إنّه ركان المجالي – أخو خضرا –
الأردن جميعها يجب أن تفرح بركان المجالي... .
وزير وطني أردني يستطيع أن يفعلها...ولن أبالغ إن قلت استطاع... .
حصل على تقدير واحترام عظيمين خلال فترة وجيزة بعد زمنٍ طويل من احتكار الوزراء (الموظّفين توظيفاً) لتولّي منصب هذه الوزارة الأهمّ والأشهر والأعرق ويجب أن تكون الأنجح... .
(أخو خضرا) صناعة أردنيّة صافية خالصة، لذا تجده متحدّياً عندما يجد التّحدّي، يستفزّ في داخله جينات حضارة الجنوب الأردني عندما يراهن المتصيّدون والفاسدون على فشله فينجح، وكلّما وضعوا له ممرّاً ضيّقاً وشائكاً؛ تجده ينفذ حين تُتاح له فرصةً من خرم إبرة من ذلك الممر الذي يضعونه فيه أملاً بفشله أو ملله أو استسلامه...، إنّه يصنع انتصاره ويحفر اسمه في تاريخ الأردنّ حينما يتوهّم المهزومون ويأملون أنّه ينقش اسم قبره بيده... .
ركان المجالي استلم وزارة الأعلام وإداراتها مُشهرةً إفلاسها المالي والفكري، ومعلنةً ركود خيالها وتصوّرها في الجهد والعمل...، ولكي لا نظلُم أو نُظلَم؛ لا أقول أنّ الأغلب (البعض فقط) كانوا لا يريدون منه أن يفشل، ولكنّهم لم ينتظروا منه أن ينجح، فلا ساعدوه ولا دعموه...، بل تركوه في الإنعاش يصارع دقّات قلبه الحرّة المتسارعة وحيداً، وهم يلوّحون ويدعون له بالسّلامة والشّفاء من خارج لوحٍ زجاجيّ في أوقات عطلهم وإجازاتهم ولنقل وقت فراغهم... .
(أخو خضرا) جاء في وقتٍ يشكو من ضعفٍ عامٍّ سائد، إذ مواهبنا وبخاصة شبابنا متوسطة، وأقلّ إبداعاً، وأضعف عطاءً يخالطهما قلّة حيلة شعبيّة و ضعف خبرة حزبيّة ...، وكان مطلوباً منه أن يصنع مستقبلاً أُردنيّاً وبطولةً أردنيّة... .
إنّه مثل رجلٍ يحاول كلّ أعداء الوطن وأحباب الفساد والذين يعزُّ عليهم أو يستكثرون علينا أن يكون منّا سبّاحاً بلديّاً ماهراً لا يخشى تلاطم أمواج البحر أن يربطوا يديه وقدميه ويكمّموا مجاريه التّنفّسيّة، ويأمروه بالسّباحة والغوص في قاع بحرٍ أردنيٍّ صنعوه بعد أن أخلوه من كلّ حياةٍ ويعلمون أنّه مُخيفُ، ولا ينجو منه أحدٌ وبخاصّة إن كان حرّاً شاهراً وطنيّاً، فإن عجز ركان ومثله عن الغوص والسّباحة؛ فإنّهم سيتهمونهم بأنّهم لا يعرفون، وبذلك يكون الخلاص منهم أسهل وأرقّ وألطف وأنعم... .
آآآه ما أجملك وما أروعك أيّها المجالي؛ هديّتك لنا هذا العام هي مفاجأتك السّارة لكلّ أردنيّ شريف وكلٍّ في بقعته الجغرافيّة في الشّمال والوسط والجنوب، وهي أنّنا رأيناك ونراك الآن تغوص بشجاعةٍ، وتسبح بعفويّةِ قرانا وأريافنا، ولن ينعتك بعدم القدرة في ذلك سوى ظالماً أو عبداً لفاسدٍ مُفسد... .
إنّهم لا يزالون يشكّكون في وطنيّتك ولن ينفكّوا، ويمكرون (والله خير الماكرين)، ويزعمون (كَبُر مقتهم) بأنّ أنصارك ومحبّيك هم من المحرومين والفقراء والمساكين، أو (حفنةٍ) من الشّباب يبحثون عمّن يؤويهم ويتعاطف معهم...، لقد (نسوا الله فأنساهم أنفسهم) و جحدوا آيات الله البيّنات بعدما أيقنتها أنفسهم ظلماً وعلوّ...، ويأتي تحمّلك وتجاوزك وترفّعك عن سيئاتهم وسخافاتهم، وتستمرّ دون تملّقٍ أو تسلّق بطلاً متصدّراً في قلوبنا وعقولنا، لقد صمتّ وسكتّ (لله درّك) حتّى أخرستهم وأبلمتهم.
ركان المجالي: نراك في شجاعة وشموخ وحنكة أُولئك الذين يملكون أن يتحدثوا عن أنفسهم فتنحني أقلام البعض وتتوقف ألسنتهم إعجاباً لهم واحتراما.
نعم...، الأردن جميعها يجب أن تفرح بهذا البطل... فتحيّةٌ حقيقيّة وصادقة وعميقة إلي رجلٍ أُردنيٍّ رائع لقبه (أخو خضرا) واسمه ركان محمّد سعود الأردني!