على طريقة المطارنة - الزعبي .. لماذا لا يحرق عون الخصاونة نفسه ؟؟
خاص- رائده شلالفه لـ أخبار البلد
بعد خروج سمير الرفاعي الابن من الواجهة الحكومية خرجت معه تندرات الاردنيين بقولهم "سنة سمير لا قمح ولا شعير" !
وبدخول قاضي لاهاي لسدة الحكومة في الدوار الرابع عون الخصاونة، دخل معه قول الأردنيين "سنة عون .. نطلب من الله العون" !
وبين مواسم القمح والشعير الفارغة، وأمل الاردنيين بالعون، لا زال عون يراوح مكانة يطلب بمعية الاردنيين من الله العون !!
نسوق هذه المقدمة إزاء اشتعال الشارع الاردني بمواطنيه، فبعد احراق احمد المطارنة وياسين الزعبي لأنفسهما خلال اقل من اسبوعين احتجاجا، دفع القهر والاحساس بالغبن بمجاميع كبيرة من الاردنيين بسؤالهم لماذا لا يحرق عون الخصاونة نفسه، في تعبير "ضمني" يقول بضرورة ان يقف الرجل موقف الرجل الواعي المدرك والمتحمل لمسؤولياته، فوقع نبأ احتراق المطارنة والياسين لم يحرك به ساكنا، لم يحرجه ولم يحزنه وربما تعامل معه كمن يشاهد فيلما تراجيديا لا أكثر !
لماذا يحرق الاردنيين أنفسهم يا عون الخصاونة ؟؟
سؤال يطفو على سطح الوجع الاردني، حيث الجوع والبرد، حيث السرقات والنهب، وحيث مافيات الفساد حدث ولا حرج !
يحرق الاردني نفسه يا علية القوم واصحاب الدولة والمعالي والاعيان وحيتان المواقع والمسؤولية لأن الهم الاردني اصبح هما "جيفاريا" تعنى به دول اميركا اللاتينية أكثر مما يعنى به صانع القرار في الدوار الرابع والعبدلي، يعنى به قاطني الخيم والخرابيش وأسقف الزينكو، متسولي مجمع رغدان ومواقف الباصات في شمال وجنوب وشرق الاردن، وفي غربه حيث الفلل والقصور والقلاع، هناك أناس لا هم لهم سوى "كروشهم" وحساباتهم البنكية، وتغيير سياراتهم ونمرها النادرة !!
عون الخصاونة، الذي لا زال يعيش فرحة المنصب كتلميذ مدرسة في يومه الاول ، لم يعي وبعد اكثر من ثلاثة أشهر أي وجع يعتمر في قلوب الاردنيين، وأي نزفٍ مزمن في أرواحهم، لم يعي أن حراك الشارع الاحتجاجي الذي تم "تسكيته" بـ "تطيير" حكومة سمير الرفاعي ود. معروف البخيت، ليس هو كل الشارع الاردني المحتج المتأزم الواقع تحت ارهاص الكفر والقتل اليومي والجوع السفاح !
هل بات علية القوم المذكورين ليلة شتائية تحت وطأة المرض والقهر والبرد والجوع؟؟ هل صادف احدهم انه لم يستطع شراء "ربطة خبز وفلافل" كوجبة دسمة ينتظرها صغار الاردنيين ؟
هل حوادث وفاة عائلة بأكملها بسبب استخدام "كانون الحطب" للتدفئة، ترك أثره على المتدثرين بالنعم وبمقدرات الوطن ؟
عندما أحرق بوعزيزي تونس نفسه راحت دول وأنظمة بجريرته، فلماذا يحرق اردنيان نفسهما ولا يحرك ذلك في ضمائرهم الانسانية من أثر؟
الشباب الاردني الثائر في مختلف جغرافية الوطن أنهكه الفساد وسلبه حاضره ومستقبله، وسلب الاردنيين آخر معاقل الامن والامان المجتمعي، والحكومة الحالية كما سابقاتها تمارس سياسة الإستقواء على الشعب.
وقاحة حكومية !
لا ندري حقيقة ونحن على مشارف القرن الاول من عمر دولتنا الاردنية نجد حكوماتنا المتعاقبة تكاد أن تكون مفطومة فطرياً على النهج ذاته في التعاطي مع المواطن الاردني كـ كبش فداء ليس إلا، لا يعنيها حقوقه الطبيعية والمكتسبة في آن، كما لا يخجلها ان تصنع من الجسد الشعبي مطية ومعبر تدوس بقدميها على ظهره لتمرير القرارات والقوانين المؤقتة وما يتبعها من عمليات استنزاف بالكامل للكيان الشعبي.
حالة الغليان حد الاحتراق للأردنيين لم تلفت عون الخصاونة وبرامجه السياسية الموعودة، والتي تتعامل مع وجع الاردنيين بغولنة غير مبررة تصل حد الوقاحة احيانا في الممارسات الحكومية تحديا ازاء الوضع الاقتصادي المتردي والهالك الذي يهيمن على الأسر الاردنية، ولا يعنيها في ذلك المقام ان يتلاشى الشعب باكمله في سبيل ان تظل الحكومة هي القطب الواحد في السيادة والابادة على حد سواء.
ماذا أعد الخصاونة لمستنقع الرذيلة في الأردن ؟
؟
ويبقى السؤال الأخطر والأكثر وجعا .. ماذا اعد عون الخصاونة لوقف سيل الضرائب المتوالية، وماذا أعد من خطط لتسيير عجلة الاقتصاد وإحياء نسبة النو الاقتصادي، ماذا أعد لجيب المواطن الفارغ المثقوب بفعل الجوع والفقر والبطالة؟
بل ماذا يرد عون الخصاونة على اتساع هوة الفقر وانقسام الجسد الاردني الى رأس وقدمين فقط دون جسد، حيث النعم والنهب والجشع بالتضاد عما هو واقع بالجانب الاسود في حياة الاردنيين، ونجرأ لنقول ماذا اعد الخصاونة لحماية الكيان الاردني من مستنقع الرذيلة الذي وجد فيه البعض مخرجا للحصول على قوت يومه !!
الاردن بمجموع سكانه الذين لا يتجاوز تعدادهم نحو الخمسة ملايين نسمة يشهد ارتفاعا لمعدل الجريمة وانخفاضا غير مسبوق لمعدل النمو الاقتصادي مع ما يرافق ذلك من نزف حاد للمديونية التي لم تفلح المنح والمساعدات الخارجية من تضميد نزفها، ليصار الى استخدام الحكومة وقبلها الحكومات المتعاقبة الى استخدامها للخطة (أ) وهي اللجوء الى الشعب ورغيفه اليومي!
لا نحتاج الى خطوط الحكومة الحمراء، فان يعيش الانسان الاردني تحت نير جرائم الحكومة في فرض ضرائب وهمية واخرى ليست قانونية او دستورية فتلك احد الكبائر التي تستوجب اقامة الحد على فاعلها، فليس مطلوبا من الاردني ان يدفع ضرائب لا يعلم حقيقتها ولا ماهيتها ليتسنى للمسؤول الفلاني ان يستخدم نحو عشر سيارات لصالحه الشخصي، والحال كذلك بالنسبة للمسؤول الفلاني الذي يخرج في مهمات وظيفية كما هو معلن عنها ليستجم خارج البلاد هو وحاشيته وعائلته لتكون الفاتورة على حساب الاردني وحده !
ليس المطلوب من عون الخصاونة وهيئة مكافحة الفساد والجهات ذات الاختصاص ان يحاصروا قضايا فساد البضعة دنانير بقدر ما يتوجب عليهم ان ينفضوا غبار قضايا فضائحية سلبت آخر قروش الوطن !!
لماذا يغيب عن ذهن الحكومة هم الانسان الاردني وهو قوام الدولة اولا واخيرا، لماذا تصر الحكومة ومن سبقها على التعامل معه كأداة لتغطية الفساد والنهب والسلب واشباع الكروش، لماذا تتم مساءلة صغار الموظفين لبضع او لحفنة دنانير فيما يتم ابعاد حيتان ومتنفذين عن المساءلة القانونية وهم من سرق مئات الملايين وآخرين كانوا ولا زالوا متمترسين خلف الغول الاول الذي احال اقتصادنا الى مشروع "نوفيتيه" لملابس نسائية داخلية، فالخصخصة، خصخصت دماء الاردنيين واحالتها الى فيمتو، فيما احالت "فيمتو" المسؤولين الى "واين" فرنسي فاخر !!
لماذا يتوجب على عون الخصاونة أن يحرق نفسه "ضمنياً" ؟؟
ببساطة .. لأنه جدير به أن يتنبه للخطر الشعبي الداهم القادم، فمن سكت دهرا قد ينطق ناراً و كفراً !
دولة عون الخصاونة لعله قد آن لنا كأردنيين أن نهتف (بيكفي .. والله بيكفي) وان نهتف ضد من يريد الاندثار للدولة الاردنية طالما هو مصّرا على التضحية بالشعب ومصيره ومستقبل الاجيال .
وفي خاتمة السؤال .. هل سمع عون الخصاونة هتاف الاردنيين يوم أمس (حذار من جوعي ومن غضبي) ؟؟