البحر الميت بحاجتنا
أخبار البلد في الآونة الأخيرةاصبح التغير المناخي وآثاره من أهم التحديات التي تشكل خطرا كبيرا على وطننا بجميع مكوناته الحية وغير الحية فقد ادت ظواهر التغير المناخي سواء كانت طبيعية او نتاج الأنشطة الإنسانية وعدم قدرتنا على التنبؤ للتكيف او التخفيف من آثارها الى حدوث أزمة متنامية ذات أبعاد اقتصادية ومائية وصحية وغذائية وأمنية وأبعاد أخرى في وطننا ...
من أهم هذه التحديات انحسار مياه البحر الميت وخصوصا بالعقود الأخيرة , فهذا البحر من الظواهر الطبيعية النادرة, ويعتبر أكبر منتجع صحي مجاني فهو يتميز بأنه اخفض منطقة على مستوى العالم حيث مستواه ما بين( 200م -410م) تحت سطح البحر مما يجعله يتميز بمناخ دافئ في فصل الشتاء ويعتبر مشتى لكثير من السياح على المستوى الوطني أو العالمي.. ويوجد العديد من المعالم الأثرية والدينية في منطقة البحر الميت, مما يجعله يحتل مكانه عالية بالسياحة الدينية كما يعتبر مكون أساسي للصناعة(الاسمدة ,مواد التجميل ) والسياحة العلاجية على مستوى العالم لما تحتويه مكونات مياهه على تراكيز عالي بدرجة الملوحة بالاضافة لاحتواء طينته على معادن نادرة.
البحر الميت بات مهدد بسبب انخفاض كميات المياه التي تصب فيه, وخصوصا الرافد الاساس نهر الاردن فينخفض بمعدل (1م) سنوياً, وهذا الانخفاض ادى إلى تغيرات كثيرة بالتضاريس واضرار لحقت بالبنية التحتية (الطرق والجسور)واستخدام الرواسب المعدنية خاصة الفوسفات والبوتاس والأكثر خطرا هو الاعتداء الجائر من قبل الاحتلال الصهيوني بسحب كميات كبيرة من مياه البحر الميت لاستخدامات صناعية وغيرها, وسحب الحصة الاكبر من مياه نهر الاردن ومن الروافد التي تغذي النهر وضخها للجنوب .
انخفاض معدل الهطول المطري وارتفاع درجات الحرارة وانتشار تكاثر اشجار السلم التي تعتبر أفه يجب مكافحتها, ادى إلى جفاف كثير من ينابيع المياه التي كانت تشكل روافدا تزود البحر بالمياه.
الآن البحر الميت يحتاج خطة وطنية طارئة وشاملة بجميع مكونات المجتمع الأردني من مؤسسات المجتمع المدني وصانعي القرار ومؤسسات المجتمع المحلي وخصوصا البيئية والناشطين البيئيين للمحافظة على البحر الميت واستدامته بعرض عوامل التغير المناخي وآثاره وكيفية مقدرتنا على التكيف او التخفيف من هذه الآثار للمحافظة على البحر الميت وانا كناشط بيئي أقترح بما أنه تم إلغاء مشروع ناقل البحرين والموافقة على العمل بالناقل الوطني بان يتم عمل دراسة سريعة من المعنيين بتزويد البحر الميت بمياه سد الكرامة كونها غير صالحة لاستخدامات الري او الزراعة والتعاون مع جمعيات مستخدمي المياه في المنطقة للتعاون مع مزارعي المنطقة والذين يحلون مياه الابار الارتوازية لضخ المياه المالحة لتزويد مياه السد او عن طريق قناة الملك عبدالله المؤسس كون المنطقة تعتمد على مياه الابار وسد الملك طلال لري المزروعات بمقابل اعطائهم اسعار تفضيلية للمياه الابار الارتوازية. والسعي نحو التقنيات النظيفة والاستفادة من المشروع الوطني للتحريج بزراعة الاشجار المناسبة لأجواء هذه المنطقة.
م. محمد موسى الصقور