الى فتح وحماس
كنا قد كتبنا في موضوع المصالحة، بين حركتي فتح وحماس، اثر توقيع الاتفاق الاخير بينهما في القاهرة مؤخراً ،وقلنا ان المصالحة لا يمكن أن يرى هذا الإتفاق النور، ما دام هذا الفصيل أو ذاك يغلب مصالحة على المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني ،وكنا في حينه قد طالبنا بعقد مؤتمر وطني فلسطيني ، يعقد خارج ارض الوطن تدعى اليه كل الفعاليات الفصائلية والحزبية، وبعض المستقلين من قادة الرأي، والنخب السياسية في الداخل والخارج ، سواء كانت مندرجة في إطار منظمة التحرير أو خارجه، بهدف الوصول إلى حل توافقي وصياغة ميثاق وطني يرضى به الجميع ويكون الجميع حريصين على ديمومته وتطبيقه.
ما شاهدناه مؤخراً ،وما شاهده العالم ، من ممارسات على أرض الواقع ، ومن تبادل للاتهامات ،لا يبشر بالخير ولا يشير الى ان تطبيق المصالحة سيجد له سبيلا على أرض الواقع ، فعدم السماح لوفد حركة فتح من دخول قطاع غزة ومعاملته وكأنه وفد قادم من دولة أجنبية يحتاج إلى تأشيرة دخول ،إضافة إلى تراجع السلطة عن تأكيداتها بعدم الرجوع للمفاوضات دون وقف كامل للاستيطان، من قبل الإحتلال يشير بوضوح إلى خرق لاتفاق القاهرة الاخير،ويشير كذلك إلى ان الممارسات على أرض الواقع لا تتناغم مع ما تم الإتفاق عليه .
لسنا هنا لنضع اللوم على هذا الفصيل أو ذاك فالطرفان يتحملان المسؤولية مناصفة على قاعدة ( أن مصلحة الشعب والوطن فوق كل المصالح )
ولنفترض أن احد الطرفين يمارس الرعونة السياسية ، فلماذا لا يمارس الطرف الثاني سياسة التعقل،التي تتطلب التنازل والصبر، إذا كان في ذلك مصلحة للجميع .عندئذ يكون قد كسب الرأي العام الفلسطيني والعربي، ويكون قد سجل موقفا يدونه التاريخ ،على أنَه قد غلًب المصلحة الوطنية العليا على المصلحة الفصائلية .
باختصار ،الخطوات التي يسير بها الطرفان نحو المصالحة بطيئة جداً والموقف لا يحتمل التأخير وعلى الطرفين أن يدركا ،أن التاخر عن المصالحة ليوم واحد، يضبف سنة على الأقل لعمر الإحتلال ،ويزيد في عمق الجرح الفلسطيني الذي يجب لأن يلتئم في أقرب وقت ممكن ،لما يسببه هذا الإنقسام من تشتيت للفعل الفلسطيني وللذهن الفلسطيني ،وعدم القدرة على التركيز، ويجعله مدعاة للياْس ومدعاة لزعزعة الثقة بالطرفين .
بعد مضي ما يقارب الست سنوات على الإنقسام وعدم قدرة الطرفين تحقيق المصالحة على أرض الواقع نرى أنه من واجب الشعب الفلسطيني أخذ زمام المبادرة وتحويل بوصلة "الربيع العربي" إلى فلسطين وجعل الربيع القادم ربيعا ساخناً والمبادرة بالإعتصامات والمسيرات السلميةتحت شعار (الشعب يريد المصالحة.)
الكاتب :سلطان الخضور