رسالة مفتوحة وقصيرة للرئيس الأمريكي جو بادين
أخبار البلد-
بداية بإسم منظمة التحرير وباسم الشهداء والجرحى والأسرى أُرحب بك سيادة الرئيس بايدن وأنت تزور الأراضي الفلسطينية التي ما زالت تلتهب نارها وقد مضى على هذا الوضع 74 عاماً منذ عام 1948 و 55 عاما منذ عام 1967 وليس هناك أي بارقة أمل في إنهاء هذا الصراع رغم كل القرارات الدّولية الصادرة عن الأمم المتحدة، والهيئات والمنظمات المنبثقة والمتفرعة عنها والتي تَمنح وتعطي الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره فوق أرضه، رغم أنّ الشعب الفلسطيني ليس بحاجة لمن يمنحه هذا الحق وهذا المصير، لكون هذا الأمر حقاً مكتسباً كحتمية تاريخية.
وحيث أن دور القرارات الأممية هو الكشف لهذا الحق وليس منشئا له، فحتى هذه اللحظة لا توجد دولة تستطيع إلزام دولة الاحتلال بالانسحاب من الأراضي العربية المحتلة طبقا لقرارات الشرعية الدّولية بل أنّ الأمر لم يتوقف عند هذا الحد ولا حتى عند حد أخذ موقف الحياد في الصراع بيننا وبين دولة الاحتلال بل أن الأمر تعدى ذلك كثيرا وأصبح واضحا وضوح الشمس ولا يختلف عليه اثنان في هذه المعمورة، عندما يتعلق الأمر بدولة الاحتلال فإن الأمور تنقلب رأساً على عقب، فهو وإن كان مؤيداً للشعب الفلسطيني وعلى خجل ومن باب المجاملة السياسية في أن يكون له دولة فهو حتماً مع دولة الاحتلال.
السيد جو بادين: تزور فلسطين، هذه البقعة الجغرافية الصغيرة والتي عَبرَ كل مراحل التاريخ لم تخلُ من الظلم والقهر والاضطهاد الواقع على شعبها، من كل الأقوام والدول التي كانت تطمح ومن ثم تحتل هذه الأرض بسبب وقوعها على ملتقى طرق القارات، ومن يحكم ويتحكم بها يحكم ويتحكم بالعالم، ولهذا كانت وما زالت محل أطماع الدول سابقا وحاضراً، وها أنت تزورها وتعلم وتعرف الحرب التي تدور رحاها وعلى أرضها رغم كل القرارات الدّولية الصادرة من عام 1948 وحتى اللحظة وفي مقدمة هذه القرارات ما يعرفه المواطن الساذج، قرار رقم 181.
السيد جو بايدن: أنت لم تَخُض انتخابات الرئاسة حُباً بالرئاسة ولا طمعاً في المنصب إنما من منطلق وضع حد للسياسة المتهورة لسلفك ترامب، من هذا المنطلق أود مخاطبتك.
فعندما يكون هناك صراعٌ ما، وما أكثرَ الصراعات الدولية على وجه هذه المعمورة! فهناك عنوان واحد ومسمًى واحد وأرضيةٌ واحدة وسقفٌ واحد وهي الشرعية الدولية، ولكن عندما يصل الأمر لوصف أو إيجاد حل للصراع الدائر بيننا وبين الإسرائيليين فهنا تختلف الأسماء والمسميات، والسياسات والمسارات. هنا تَختلط الأوراق ويصبح الإرهاب مقاومة والمقاومة إرهابا، فالأمر المتفق عليه والذي يجب ألاّ يختلف عليه اثنان تحت أيّ ظرف وتحت أيّ مسمًى وتحت أيّ ذريعة، هو عدم وصم إسرائيل بالإرهاب، وفي إطار صراعنا مع الاحتلال وعلى مستوى أوروبا الغربية وتحديداً الولايات المتحدة الأمريكية، هناك عنوانٌ واحد ومسمًى واحد وسياسةٌ واحدة ويجب ألاّ يتجاوزها أحد ومن ذلك يجب أن ينطلق أيُّ خطاب سياسي وهو (من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها)، مقابل عناوين وأسماء ومسميات خجولة لا تسمن ولا تغني من جوع واسطوانة اعتدنا عليها تخدم مصلحة شعبنا الفلسطيني العظيم وهي "لا بديل عن حل الدولتين" "من حق الشعب الفلسطيني أن يكون له دولة " "الاستيطان يعيق الوصول لتسوية على أساس قرار مجلس الأمن 242" "نطالب الطرفين بضبط النفس".
السيد جو بايدن: أنت على وشك أن تدخل العقد الثامن من عمرك ولم يبقَ من العمر بقية فادخل السجل التاريخي بتغيير مجرى التاريخ وبأحرف من نار ونور واتخذ قرارك التاريخي الحاسم والصارم بإلزام دولة الاحتلال بالانسحاب من الأراضي العربية المحتلة عام 67.
الشعب الفلسطيني لا يطلب المستحيل وهو لا يطلب أن يعيش فوق كوكب المريخ ولا في جنة الله على الأرض، كل ما نطلبه دولة على أرضنا. دولة لها ما للدول وعليها ما على الدول بحسب قرارات الشرعية الدّولية ومواثيق الأمم المتحدة.