نداء إلى صاحب القرار بإعلان الحرب
نعم يا سيدي نحن بأمس الحاجة إلى إعلان حرب، وما يرافقها من حالة طوارئ، وأحكام عسكرية، والقرار هذا الوحيد هو صلاحية مطلقة للملك، ولا يحق لأي إنسان الاعتراض عليه حتى في أرقى وأعرق الدول الديمقراطية، لذلك نحن الشعب والدولة بحاجة إلى هذا القرار من رأس النظام الملكي لكي يتم تطهير البلد من كل فاسد، ومن كل من عبثت يداه وخولت له نفسه أن يأخذ حق غيره، وحق الشعب الأردني بأكمله بالاستيلاء على أي شبر من أراضي الدولة، وممتلكاتها، ونهب المال العام، والثراء الفاحش من خلال التلاعب على القانون، لكي يكون الفاسد، والحرامي مغطى قانونياً، وبالتالي يجب سؤال كل من تقلد منصب وعنده وامتلك أموال، وأراضي من خلال منصبه وأخذها بغير وجه حق، أن تعود لخزينة الدولة فوراً من خلال: إعلان الطوارئ، والحكومة العسكرية، وهذا كله بيد صاحب القرار وليس بيد الحكومة. وما دفعني لذلك هو الأحداث التي مرت في الأيام الماضية منها: حرق أكثر من شخص نفسه نتيجة منظومة الفساد التي لا تزال أقوى من كل دوائر الحكومة، والدولة الأردنية. وهذه المنظومة توحي إلى الشعب بأنها محمية، وصاحبة نفوذ قوي، وبصراحة أكثر أنها محمية من رأس النظام، مما دفع سيد البلاد للتأكيد مراراً وتكراراً بالقول لا حماية لفاسد. أما الحدث الآخر وهو حرق صورة سيد البلاد، والكتابة على الجدران بالقول يسقط النظام، وهذا الحدث الغير مألوف والغير مقبول لنا وللشعب الأردني بأكمله، والذي هو مخالف للسواد الأعظم لرأي الشعب الأردني، لأنه لا يوجد عاقل بالأردن، أو وطني، أو يخاف على الوطن وينجر أو يتصرف مثل هكذا تصرف، وهذا بحق ذاته مرفوض، لأنه يوجد قاعدة وحيدة في الأردن لا تتغير وهي أن الأردن هم الهاشميين والملك، والملك والهاشميين هو الأردن، لذلك أي عبث في هذه القاعدة -لا سمح الله- فالأردن ذاهب إلى المحرقة التي سوف تحرقنا جميعاً دون استثناء. وبالتالي نحن الحريصين والمخلصين إلى رب العباد، ومن ثم ملك البلاد، نطلب منك يا سيدي قرار الحرب هذا لكي لا تكبر كرة الثلج المتدحرجة وحينها لا ينفع أي قرار، أو أي إجراء مهما كان، ونكون جميعاً غرقنا، وذهب الجمل بما حمل. لذلك يا سيدي أرجوك ثم أرجوك أن تنقذ البلد قبل فوات الأوان، وأن تعيد البلد إلى ما كانت عليه أيام سيدنا وأبونا جميعاً المرحوم الحسين غفر الله له حيث كان الشعب الأردني كله الحسين، والحسين كان كل الشعب الأردني، مع العلم أن الفساد كان موجود، وطبعاً الفساد موجود في أي بقعة من الأرض، ولكن بنسب متفاوتة. ولكن أيام الحسين رحمه الله كان الفاسدين لا يتعدون أصابع اليد الواحدة، وكان جُل فسادهم أن يركبوا سيارة، أو زيادة رواتبهم بغير وجه حق، أو في عطاء في مشاريع الحكومة، ولم تصل الأمور إلى هذا الحد من التمادي في الفساد الذي نعيشه الآن، ولم تفقد الدولة هيبتها، حتى في أصعب الظروف مثل الحرب سواء كانت داخلية أو خارجية، ولم يصل الشعب إلى هذا الحد من عدم الثقة بالمسؤولين في كافة مواقعهم. لذلك يا سيدي صبر الشعب بدء ينفذ، ولم يعد يحتمل أكثر من ذلك، والمسكن الوحيد له في الماضي، وفي الحاضر، وفي المستقبل، هو القيادة الهاشمية، لأنها ذات حكمة وحنكة مشهود لها. وشعور الناس بأن القيادة الهاشمية بحد ذاتها هي الحل وليست المشكلة، لذلك يا سيدنا آن الأوان أن توضع الأمور جميعا في نصابها الصحيح ويعود الأردن هو الملك، والملك هو الأردن، كما كان. لذلك أرجوك، وأطلب منك يا سيدي القرار الحاسم، وإعلان الحرب التصحيحية، والفورية، لأن الشعب مضى عليه أكثر من سنة من الوعود ولم يشعر بأي شيء انه تغير سواء كان سياسي أو اقتصادي، بل وبالعكس فكل أمور البلد إلى ضياع، لذلك يئس الشعب من الوعود التي لا تغني ولا تسمن من جوع. وأخيراً، اللهم اهدنا جميعاً إلى مرضاتك، وحسن عبادتك، وابعث اللهم لسيد البلاد البطانة الصالحة التي تخاف الله، ودائماً الأردن، وشعبه فوق النخل تحت القيادة الهاشمية.