سؤال مُركّب لدولة رئيس الوزراء

اخبار البلد-

 

من الحكمة بمكان أن نعرض الخبر ومن ثم نسأل, وخير السؤال ما كشف وستر, وخير ما كشف وستر, ما قل ودل.

الخبر: جاء في تصريح لدولة رئيس الوزراء بشرالخصاونة مؤخراً الآتي(تراجع ثقة المواطنبالحكومة له عدة أسباب, وقال إن عزوف الأردنيينعن المشاركة السياسية أمر مؤلم، وأكد إن أكثرالأردنيين ومنذ سنوات لديهم أزمات مع الحكومات،ولا تختلف هذه الحكومة عن سابقاتها، لكن تدني ثقةالأردنيين بالحكومة الحالية له عدة أسباب, فهناكتراجع في منسوب الثقة بين المواطن والحكوماتالمتعاقبة، ولسنا مختلفين عنهاوبيّن دولته أنالحكومة الحالية تأتي بظروف استثنائية لا سابقلها، فهي تعاملت مباشرة مع استحقاقات حالةوبائية لم يشهد العالم مثيلا لها منذ عقود، وبالتاليفإن أزمة كورونا وتبعاتها كانت سببا في تدني ثقةالمواطن بالحكومة), أنتهى الخبر.

وعليه وكمواطن أردني يحق لي أن أتوجه هنا بسؤالمُركّب لدولة رئيس الوزراء بشر الخصاونة الذي وبكل أمانة نحترمهُ ونقدّر جهوده المبذولة.. والسؤال المُركّب  هوهل يوجد خطة مصارحة لرفع ثقة المواطنبالحكومة؟ وأن وجدت, أين هي؟

أفهم كغيري من الأردنيين من تصريح دولة رئيسالوزراء الآتي:

 أولاً) تراجع ثقة المواطن بالحكومة عملية تراكمية, وهنا نؤكد لدولته أن هذا الطرح صحيح مئة بالمئة ولا يختلف عليه أثنان عقلاء.

ثانياً) تراجع ثقة المواطن بالحكومة له عدة أسباب,وهنا نؤكد أيضاً لدولته أن هذا الطرح منطقي وسليم وليس فيه آية مغالطات تُذكر. 

ثالثاً) القول بأن تدني ثقة المواطن بالحكومة الحاليةكان بسبب أزمة كوروناوهنا أختلفُ مع دولته كل الاختلاف.. حيث أن أزمة كورونا وتبعاتها لم تكن هي السبب المباشر في تراجع ثقة المواطنبالحكومة الحالية, إنما السبب المباشر هو مجموعة (إجراءات الحكومة) الحالية خلال أزمةكورونا وتبعاتها, حيثُ أن مجموعة هذه الإجراءات التي قام بها فريق الحكومة قدأضافت مأساة جديدة على مآسي الحكومات السابقة في مجال تراجع ثقة المواطن بالحكومةوالحديث هنا عن مجموعة إجراءات الحكومةالحالية خلال أزمة كورونا وتبعاتها يطول ولا مجال للخوض فيه الآن.

أعتقد جازما أن الحكومات السابقة والحكومة الحاليةيا دولة الرئيس كان بمقدورها أن ترفع من منسوب ثقة المواطن بالحكومة مهما كانت الظروفالاقتصادية التي تحيط بالحكومة والمواطن, وذلك من خلال وضع خطة مصارحة, ومن ثم مكاشفة المواطنعلى:

1) التحديات الحقيقية التي تواجه الحكومة.
2) الإمكانات المتوافرة لمواجهة التحديات الحقيقية.
3) ما تريد الحكومة عمله لمواجهة التحدياتالحقيقية في ضوء الإمكانات المتوافرة.

وأعتقد أيضاً يا دولة الرئيس أن الحكوماتالسابقة والحكومة الحالية كانت وما زالت متعثرة في مصارحة المواطن في النقاط الثلاث سابقة الذكر, وأسمح لي يا دولة الرئيس أن أذكركم أن معادلة بناء الثقة بين المواطن والحكومة تقوم على (مصارحة المواطن) ليس إلا, وأن تجارب كثير من الدول التي رفعت من منسوب ثقة المواطن بالحكومة كانت فقط بخطط بسيطة مبنية علىمصارحة المواطن بالتحديات الحقيقية التي تواجهالحكومة, وبالإمكانات المتوافرة لمواجهة التحدياتالحقيقية, وما تريد الحكومة عمله لمواجهةالتحديات الحقيقية في ضوء الإمكانات المتوافرة

وأسمح لي يا دولة الرئيس هنا أن أقول لدولتكم أن السؤال المُركّب: هل يوجد خطة مصارحة لرفع ثقةالمواطن بالحكومة؟ وأن وجدت, أين هي؟ ما زال عالقاً, كيف لا والثقة بين المواطن والحكومة تحتاج إلى لغة بسيطة اسمها لغة المصارحة, وهذه اللغة هي أجمل ما تكون في لحظة الاختلاف تلك التيأخفتها المجاملات, نعم هذه اللغة أشار اليها جلالة الملك عبد الله في مجموعة أوراقه النقاشية تحت عنوان المكاشفة والشفافية.

لا شك يا دولة الرئيس أن إنجازاتكم ماثلة أمامنا ونشهد لكم بها, لكن تلك الانجازات تضيع في لحظة انعدام الثقة بينكم وبين المواطنصدقني يا دولة الرئيس أن هناك من المواطنين لم تنعدم ثقتهم بالحكومة بعد.. ويكمن إنقاذهم.