فضيحة "مخدرات الاغتصاب" تعصف بالحزب الحاكم في ألمانيا
اخبار البلد -
تعصف بالحزب الاشتراكي الديموقراطي الحاكم في المانيا السبت، فضيحة من العيار الثقيل بعد الكشف عن تخدير تسع نساء على الاقل بما يسمى "مخدرات الاغتصاب" خلال حفل للحزب حضره المستشار أولاف شولتس في برلين
وشارك حوالى ألف شخص في الاحتفال التقليدي للحزب الاشتراكي الديموقراطي قبل العطلة الصيفية البرلمانية، بمن فيهم المستشار والعديد من النواب ومعاونيهم
وأوضحت شرطة برلين، في بيان، أنّ شابة تبلغ 21 عاماً نبّهتها إلى هذه الواقعة
وأفادت هذه الشابة بأنها في اليوم التالي لم تعد تذكر شيئاً من الحدث، وتوجّهت إلى المستشفى لإجراء فحص طبي ثمّ قدّمت شكوى
وخلال الحفل، شعرت الشابة التي تناولت الأطعمة والمشروبات غير الكحولية بالغثيان والدوار
وأوضحت الشرطة أنها أُبلغت بأربع حالات أخرى حتى الآن
وكشف المتحدث باسم المجموعة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديموقراطي عن انه تمّ إدراج تسع ضحايا إلى الآن، ودون ان يستبعد وجود المزيد
وقال المتحدث إن المشاعر كبيرة جداً ، مؤكداً معلومات نشرتها صحيفة تاغشبيغل عن الموضوع، مضيفا انه كان حدثاً داخلياً. لا يمكن المشاركة فيه إلّا عن طريق دعوة ، مضيفاً لا يزال هناك الكثير من الشكوك، كما أنّ الشرطة تحقّق
كما كتبت المسؤولة في المجموعة البرلمانية كاتيا ماست على تويتر: أنصح كل المعنيين بتقديم شكوى
وأعرب لارس كلينغبيل، الذي يرأس مع شولتس الحزب الاشتراكي الديموقراطي، عن صدمته إزاء هذه القصية
وفي صحيفة دي فلت اعتبر كلينغبيل أن إمكان حصول أمر كهذا خلال فاعلية نظّمها الحزب الاشتراكي الديموقراطي يثير غضبي ، معرباً عن أمله بتوقيف المرتكبين وملاحقتهم
وندد الحزب الاشتراكي الديموقراطي، في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى المشاركين في الحفل الصيفي، الذي أقيم الأربعاء بالقرب من المستشارية، بـ العمل الوحشي الذي أبلغنا به على الفور شرطة البوندستاغ (البرلمان)
ما هي مخدرات الاغتصاب ؟
بدأت تنتشر في بريطانيا أوائل التسعينيات أنباء عن تعرّض النساء للاغتصاب أو الاعتداء الجنسيّ في أوقات التسلية، بعد أنْ قام شخص مجهول بدسّ مادّة غير معروفة في مشروبهنّ
مخدرات الإغتصاب تسهل عملية الاغتداء الجنسي
وكشفت الفحوصات اللّاحقة عن وجود مواد مهدّئة ومخدّرة في بول المشتكيات ودمائهنّ
بعد سنواتٍ قليلةٍ فقط أُطلِقَ على هذه المواد اسم "مخدّرات الاغتصاب"، لكنّها كانت موجودة من قبل ولم تتوقّف حتى الآن
كيف تعمل مخدرات الاغتصاب ؟
لا تعتبر مخدرات الإغتصاب مادّة واحدة فحسب، بل هو اسم عامّ للمهدّئات التي تعمل على الجهاز العصبيّ المركزيّ، التي بدورها قد تسهّل عمليّة الاعتداء الجنسيّ
وبعضها عديم الطّعم، الرّائحة واللّون، أو لا يمكن ملاحظتها عند تخفيفها في الشراب
وقد تختلف تأثيرات هذه المواد، من دواءٍ إلى آخر ومن شخصٍ إلى آخر، لكنّ القاسم المشترك بينها جميعًا هو أنها قد تسبّب الشعور بالضبابيّة، الارتباك، انخفاض القدرة على مقاومة شخص آخر وفقدان الوعي أو الذاكرة
المخدّرات الأربعة الأكثر شيوعًا هي: جاما هيدروكسي بيوتيريت (Gamma-Hydroxybutyric) وتعرف أختصارًا بـ "GHB"، كيتامين (Ketamine)، رويفينول (Flunitrazepam) والكحول، كما هنالك العديد من الأدوية الأخرى
مخدرات الاغتصاب والكحول
يزداد تأثير معظم مخدّرات الاغتصاب إذا شُرِبت مع الكحول، وهو أمر شائع بالفعل في المناسبات الاجتماعية كقضاء الوقت في الحانة
أمّا السبب من وراء هذا التأثير هو أنّ الكحول ومخدّرات الاغتصاب الأخرى تعمل على نفس المواقع في الدماغ ولها تأثير مماثل
مخدرات الاغتصاب والكحول .. مزيج أشد تأثيرا
قد يعيق الدمج بينهما على عمليات تحليل المخدّر، حيث أنّ الإنزيمات المسؤولة عن تحليل المادّتين "تفضّل" أحيانًا تحليل الكحول، ممّا يسمح للمخدّر بالتراكم وزيادة تأثيره
صعوبة الكشف
تبدأ مخدّرات الاغتصاب في التأثير بسرعة كبيرة، بينما تختفي أعراضها أحيانًا بعد بضع ساعاتٍ فقط. كما وتخرج بعض المخدّرات من الجسم بسرعة، ويستحيل تتبّعها في البول أو الدم في وقت مبكّر بعد بضع ساعات
كما يمكن اكتشاف البعض الآخر بعد أيامٍ قليلةٍ من الاستخدام. تتيح التقنيات المبتكرة الآن الكشف عن التعرّض لمخدّرات الاغتصاب بعد شهر حتّى ستة أشهر، باستخدام عيّنة من الشعر. وهذا مُتاح لأنّ جذور الشعر لدينا تتغذّى عن طريق الدورة الدمويّة، وتخزّن في الشعر المواد التي وصلت إليها
بالتالي يمكن أن يكون فحص الشعر بمثابة دليل هامّ في محاكمات الاغتصاب
وجدت دراسة أُجريت في مستشفى "فولفسون" عام 2020 أنّه من بين 18 عيّنة شعر مأخوذة من نساء يشتبه بتعرّضهن للاعتداء الجنسي تحت تأثير مخدّر الاغتصاب، حدّدت في أربعة منهنّ وجود بقايا مخدّر GHB