الرئيس الأوكراني: الطريق إلى النصر صعب للغاية

أخبار البلد ــ فيما يحتدم القتال في ليسيتشانسك، المعقل الأخير للجيش الأوكراني في منطقة لوغانسك الاستراتيجية في شرق البلاد،قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الطريق نحو تحقيق النصر سيكون "صعباً للغاية"

وأضاف زيلينسكي، مساء السبت الثاني من يوليو (تموز)، "لكن من الضروري أن يحافظ الأوكرانيون على قوة عزيمتهم ويلحقوا الخسائر "بالمعتدي ... حتى يتذكر كل روسي أن أوكرانيا لا يمكن أن تنكسر"

وتابع، "في مناطق كثيرة من الجبهة هناك شعور بأن حدة الوضع قد خفت، لكن الحرب لم تنته بعد... لسوء الحظ، تزداد حدة القتال في أماكن مختلفة ويجب ألا ننسى ذلك. يجب أن نساعد الجيش والمتطوعين وأولئك الذين تركوا بمفردهم في هذا الوقت"

تحذير بيلاروسي

سبق ذلك بساعات، دخول رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو على المشهد، إذ قال إن أوكرانيا حاولت قصف منشآت عسكرية في أراضي بلاده منذ ثلاثة أيام لكن تم اعتراض جميع الصواريخ التي أطلقتها

وفي حين لم يقدم لوكاشينكو أدلة على هذا الزعم، نقلت وكالة "بيلتا" للأنباء التي تديرها الدولة، السبت، قوله إن بلاده لا تريد حرباً مع أوكرانيا، لكنها ستقاتل إذا ما حدث غزو لأراضيها

ولم يدل الجيش الأوكراني بتعليق حتى الآن

ونفى لوكاشينكو وجود قوات من بيلاروس تقاتل إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا في إطار ما تسميه موسكو "عملية عسكرية خاصة" هناك

ليسيتشانسك تحت الحصار أم لا؟

في الأثناء، قال روديون ميروشنيك سفير جمهورية لوغانسك الشعبية، المعلنة من جانب واحد، لدى موسكو للتلفزيون الروسي إن "ليسيتشانسك باتت تحت السيطرة"، لكنه استدرك قائلاً "للأسف لم يتم تحريرها بعد"

وعرضت وسائل إعلام روسية مقاطع فيديو لقوات لوغانسك تقوم باستعراض في شوارع ليسيتشانسك في حين كان أفرادها يلوحون بالأعلام ويهتفون، لكن المتحدث باسم الحرس الوطني الأوكراني روسلان موزيتشوك قال للتلفزيون الوطني الأوكراني إن المدينة لا تزال في أيدي الأوكرانيين

وأضاف موزيتشوك "نخوض الآن معارك ضارية بالقرب من ليسيتشانسك، ولحسن الحظ فإن المدينة ليست محاصرة وتخضع لسيطرة الجيش الاوكراني"

وقال إن الأوضاع في منطقتي ليسيتشانسك وباخموت، وكذلك في منطقة خاركيف، أصعب مقارنة بباقي خطوط المواجهة

وأضاف "هدف العدو هنا هو الوصول إلى الحدود الإدارية لمنطقتي دونيتسك ولوغانسك. يحاول العدو أيضاً القيام بعمليات هجومية في اتجاه سلوفيانسك"

"ابقوا في الملاجئ!"

وكتب أولكسندر سينكيفيتش رئيس بلدية ميكولايف، المتاخمة لميناء أوديسا المطل على البحر الأسود، على تطبيق "تلغرام" "هناك انفجارات قوية في المدينة! ابقوا في الملاجئ!"

ولم يتضح على الفور سبب الانفجارات على الرغم من أن روسيا أعلنت السبت أنها استهدفت مواقع قيادة للجيش في المنطقة. ولم يتسن التحقق من صحة التقارير بشكل مستقل

ونقلت وسائل الإعلام الأوكرانية عن فاديم دينيسينكو مستشار وزارة الداخلية الأوكرانية قوله إن المزاعم الروسية بمحاصرة ليسيتشانسك كاذبة وتهدف إلى إضعاف معنويات الأوكرانيين وتشجيع القوات الموالية لروسيا

وتقول كييف إن موسكو كثفت هجماتها الصاروخية على أهداف بعيدة عن جبهات القتال في شرق البلاد وإنها قصفت عمداً مواقع مدنية. في غضون ذلك، كشفت القوات الأوكرانية المتمركزة على خطوط الجبهة الشرقية عن قصف مدفعي مكثف أصاب مناطق سكنية

في المقابل، تقول روسيا إنها تستهدف مواقع عسكرية وتنفي استهداف المدنيين. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "القوات المسلحة الروسية لا تتعامل مع أهداف مدنية"

تفقد القوات

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية إن فاليري جيراسيموف رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية تفقد القوات الروسية المشاركة في ما تسميه موسكو "عمليتها العسكرية الخاصة"، على الرغم من أنه لم يتضح إذا ما كان في أوكرانيا

وتأتي عملية تفقد القوات في أعقاب مكاسب بطيئة ولكن متواصلة للقوات الروسية بدعم من قصف للمدفعية لا هوادة فيه في شرق أوكرانيا حيث تركز القوات الروسية عملياتها بعد أن حدَّت من أهدافها الحربية الأوسع للإطاحة بالحكومة في أعقاب المقاومة الأوكرانية الشرسة

وتسعى موسكو إلى إخراج أوكرانيا من مقاطعتي لوغانسك ودونيتسك اللتين تشكلان المنطقة الصناعية المعروفة باسم دونباس حيث يقاتل انفصاليون تدعمهم موسكو قوات الحكومة الأوكرانية منذ التدخل العسكري الأول لروسيا في أوكرانيا عام 2014

ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن مصدر مقرب من القوات المدعومة من روسيا في لوغانسك قوله إن آخر ما تبقى من القوات الأوكرانية في ليسيتشانسك تعرضت لهجوم مكثف. وقال المصدر "سيهزمون في وقت قريب إذا لم يستسلموا"

تحذر ألماني من استمرار روسيا في تعليق إمدادات الغاز

قال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، السبت، إن على ألمانيا مواجهة احتمال أن تستمر روسيا في تعليق تدفقات الغاز عبر خط أنابيب "نورد ستريم 1" إلى ما بعد فترة إغلاق الصيانة المقررة هذا الشهر

وقال هابيك لصحيفة "دي تسايت" الأسبوعية، في مقابلة عبر الإنترنت، "تشهدون سياقاً يمكن أن يؤدي إلى هذا السيناريو"

وأضاف "ربما يكون هذا منطقيا (بهدف) الإبقاء على ارتفاع الأسعار إجمالاً وأسعار الطاقة في ألمانيا (خصوصاً)، والقضاء على الوحدة والتضامن في البلاد. لا يمكن لأي عاقل أن يستبعد ذلك في هذه المرحلة"

ومن المقرر إغلاق خط أنابيب "نورد ستريم 1"، الذي ينقل الغاز من روسيا إلى أوروبا مروراً ببحر البلطيق، للصيانة السنوية بين 11 و21 يوليو