الفساد.... ساد
وكأنّ الأردن اصبح بحيرة ملوّثة بلا مياه يملؤها الفساد ويسود فيها وتنتشر الإشاعات فيها ويكاد ان يُصدّقها حتّى من أطلقها وكأن في قاع البركة ضمائر ميّتة ونفوس أعماها اليأس والإحباط وقلوب جمّدها البرْد والصقيع وجيوب كثيرة خاوية إلاّ من الدعاء .
فهل يا ترى سيأتينا الأسوأ بحيث نصبح نقيم اعراسا لمن يموت ويرتاح من الظلم والجوع والفقر والمرض والبؤس والإنتظار ...
ولكن انتظار ماذا مزيدا من إتهامات الفساد والتي باتت تطال من هم يُخططون وينفّذون برامج التنمية المستدامة في البلد وأي تنمية والمواطن في تراجع مستمر وأيُ إستدامة غير إستدامة الغم والهم على اغلب الأردنيين .
الاردنيون اللذين حلموا كثيرا وتعبوا اكثر ولكنهم إنصهروا في بوتقة الفساد الذي لا يرحم والظلم الذي لا يسأم والمسؤول الذي لا يعلم وإن علم يصبح شريكا لا يندم وفي كل الحالات فأنّ المواطن هو المغنم مهما تعذّب وتحطّم .
دولا ربيعها أضحى خريفا بلا ازهار وشتاؤها بردا بلا امطار وصيفها امسى نارا بلا أذكار وقادتها كان اغلبهم دون اختيار واصبح المواطن في الجديد منهم مُحتار .
ونحن في الاردن لم نتعلّم من تلك الدول حتّى من دول الجوار من العراق ومن لبنان ومن فلسطين ولا من سوريا التي كانت تُدعى بلد الأحرار بلد الممانعة وإستقلاليّة الإختيار حتّ ولا من تونس ومصر وليبيا بلد الثوّار .
ان يحرق المواطن المطارنة رحمه الله نفسه أمام الديوان له معان كثيرة ليس فقط اهمّها الإيثار ومهما كان سبب اليأس الذي أدّى إلى الإنتحار فانها مرارة العيش انتصرت على حلاوة الروح وكانت لحظة من العمر بلا أمل ولا أيّ أسرار .
إتهامات وأسماء وقصص اغرب من الخيال يشيب منها الرُضّع والاطفال وتدمع عليها عيون الرجال وترتعد شفاه العجائز وهنّ يدعين على الذين اوصلوا البلاد لهذا الحال دون ان ترتعش شفاههم او ترقّ قلوبهم أو تتحرّك ضمائرهم .
كنّا ندعوا لإصلاحات في كل ما يمسّ المواطن وحياته والان اصبح التغيير هو الأصلح فبقاء الحال على ما هو محال فقد قنعنا بمليكنا ونفتديه بالمهج ولن يقبل الاردنيون ان يحكمهم فاسدون خاصة ان الملك اعطى الحكومات الضوء الاخضر لإجتثاث الفساد ومحاسبة الفاسدين ومحاكمتهم فما كان منهم إلاّ ان تبجّحوا بإغتيال الشخصيات والإسائة لسمعتهم عبروسائل الإعلام المختلفة خاصّة الصحف الإلكترونيّة فأين كان هؤلاء الفاسدين حين اغتالوا المواطن الاردني بالفقر والجوع والمرض حين سلبوه لقمة عيشه حين حرموه من الحصول على علاج لإبنه او فرصة لتعليم ابنائه في الجامعة أين كانوا وهم يروا المديونيّة تزداد والميزانيّة تتكشّف أوصالها بإزدياد دون انحدار والاسعار ترتفع مستعرة بلا انحسار والرواتب تتآكل كالهشيم في النار واصبح الغاز والكاز لتدفئة ميسوري الحال واصبح عليه محال دخول اي دار فهل اغتيال شخصيات الفاسدين جريمة يُعاقب عليها القانون بينما اغتيال احلام اطفالنا حلال وشطارة من الكبار ويتغاضى عنها القانون .
فشلت حكومات من الإقتراب من دولة الكبار بينما الآن هناك بصيص امل بجرأة المسؤولين من محاولة قرع ابواب الفساد محذّرين وللآن غير قادرين على ترجمة التوجيهات بكل إقتدار ولنا أمل ما زال باهتا نخلط الابيض بالأسود وتطغى الرماديّة على اي افكار آملين بفرج الرحمن الجبّار .
شعبنا فيه أشراف ومخلصين لتراب الوطن ولكن ليس لديهم قوّة كافية لدحر الفساد بعيدا لأنّ حُماته أشرار ونحن بحاجة لحبوب الجرأة والشجاعة لا ان ندافع عن فاسدنا ونناصره ونشفق عليه معتبرين انه كبش فداء لغيره من المسؤولين الكبار وهذا شراكة له في الفساد إن ثبت عليه الجرم من القضاء في وضح النهار .
بلدي فيه الخير كثير والطيبون اكثر ولكننا بحاجة الى الانتماء للارض والاخلاص للراية والصدق مع النفس والعودة لله وبحسن الادارة ننمّي مواردنا ونصون ثرواتنا
نحن بحاجة لبلسم الصدق في كل شيئ وخاصّة في تربية اطفالنا ليكونوا مخلصين في حماية الوطن من كلّ الأخطار .
{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} صدق الله العظيم
أحمد محمود سعيد
دبي – 11/1/2012
فهل يا ترى سيأتينا الأسوأ بحيث نصبح نقيم اعراسا لمن يموت ويرتاح من الظلم والجوع والفقر والمرض والبؤس والإنتظار ...
ولكن انتظار ماذا مزيدا من إتهامات الفساد والتي باتت تطال من هم يُخططون وينفّذون برامج التنمية المستدامة في البلد وأي تنمية والمواطن في تراجع مستمر وأيُ إستدامة غير إستدامة الغم والهم على اغلب الأردنيين .
الاردنيون اللذين حلموا كثيرا وتعبوا اكثر ولكنهم إنصهروا في بوتقة الفساد الذي لا يرحم والظلم الذي لا يسأم والمسؤول الذي لا يعلم وإن علم يصبح شريكا لا يندم وفي كل الحالات فأنّ المواطن هو المغنم مهما تعذّب وتحطّم .
دولا ربيعها أضحى خريفا بلا ازهار وشتاؤها بردا بلا امطار وصيفها امسى نارا بلا أذكار وقادتها كان اغلبهم دون اختيار واصبح المواطن في الجديد منهم مُحتار .
ونحن في الاردن لم نتعلّم من تلك الدول حتّى من دول الجوار من العراق ومن لبنان ومن فلسطين ولا من سوريا التي كانت تُدعى بلد الأحرار بلد الممانعة وإستقلاليّة الإختيار حتّ ولا من تونس ومصر وليبيا بلد الثوّار .
ان يحرق المواطن المطارنة رحمه الله نفسه أمام الديوان له معان كثيرة ليس فقط اهمّها الإيثار ومهما كان سبب اليأس الذي أدّى إلى الإنتحار فانها مرارة العيش انتصرت على حلاوة الروح وكانت لحظة من العمر بلا أمل ولا أيّ أسرار .
إتهامات وأسماء وقصص اغرب من الخيال يشيب منها الرُضّع والاطفال وتدمع عليها عيون الرجال وترتعد شفاه العجائز وهنّ يدعين على الذين اوصلوا البلاد لهذا الحال دون ان ترتعش شفاههم او ترقّ قلوبهم أو تتحرّك ضمائرهم .
كنّا ندعوا لإصلاحات في كل ما يمسّ المواطن وحياته والان اصبح التغيير هو الأصلح فبقاء الحال على ما هو محال فقد قنعنا بمليكنا ونفتديه بالمهج ولن يقبل الاردنيون ان يحكمهم فاسدون خاصة ان الملك اعطى الحكومات الضوء الاخضر لإجتثاث الفساد ومحاسبة الفاسدين ومحاكمتهم فما كان منهم إلاّ ان تبجّحوا بإغتيال الشخصيات والإسائة لسمعتهم عبروسائل الإعلام المختلفة خاصّة الصحف الإلكترونيّة فأين كان هؤلاء الفاسدين حين اغتالوا المواطن الاردني بالفقر والجوع والمرض حين سلبوه لقمة عيشه حين حرموه من الحصول على علاج لإبنه او فرصة لتعليم ابنائه في الجامعة أين كانوا وهم يروا المديونيّة تزداد والميزانيّة تتكشّف أوصالها بإزدياد دون انحدار والاسعار ترتفع مستعرة بلا انحسار والرواتب تتآكل كالهشيم في النار واصبح الغاز والكاز لتدفئة ميسوري الحال واصبح عليه محال دخول اي دار فهل اغتيال شخصيات الفاسدين جريمة يُعاقب عليها القانون بينما اغتيال احلام اطفالنا حلال وشطارة من الكبار ويتغاضى عنها القانون .
فشلت حكومات من الإقتراب من دولة الكبار بينما الآن هناك بصيص امل بجرأة المسؤولين من محاولة قرع ابواب الفساد محذّرين وللآن غير قادرين على ترجمة التوجيهات بكل إقتدار ولنا أمل ما زال باهتا نخلط الابيض بالأسود وتطغى الرماديّة على اي افكار آملين بفرج الرحمن الجبّار .
شعبنا فيه أشراف ومخلصين لتراب الوطن ولكن ليس لديهم قوّة كافية لدحر الفساد بعيدا لأنّ حُماته أشرار ونحن بحاجة لحبوب الجرأة والشجاعة لا ان ندافع عن فاسدنا ونناصره ونشفق عليه معتبرين انه كبش فداء لغيره من المسؤولين الكبار وهذا شراكة له في الفساد إن ثبت عليه الجرم من القضاء في وضح النهار .
بلدي فيه الخير كثير والطيبون اكثر ولكننا بحاجة الى الانتماء للارض والاخلاص للراية والصدق مع النفس والعودة لله وبحسن الادارة ننمّي مواردنا ونصون ثرواتنا
نحن بحاجة لبلسم الصدق في كل شيئ وخاصّة في تربية اطفالنا ليكونوا مخلصين في حماية الوطن من كلّ الأخطار .
{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} صدق الله العظيم
أحمد محمود سعيد
دبي – 11/1/2012