العجارمة يكتب ثالثُ الحُسيْنيْنِ ….العيدُ أنــــتَ

أخبار البلد-

 

إنّما الخيرُ سلسلةٌ تمتدُّ من أصلٍ عتيقٍ عريقٍ إلى فرعٍ سامقٍ نبيلٍ، ابنُ أبيهِ المعزِّزِ، وقد قيلَ في ذلك: هذا الشّبلُ منْ ذاكَ الأسدِ، وصنوُ جدِّهِ الباني وسميُّهُ، ولكلٍّ من اسمِهِ نصيبٌ، وخلاصةُ نسلٍ شريفٍ طيّبٍ، تمازجَ مع الخيرِ والحقِّ والإنسانيّةِ، فصارَ منها، وصارَتْ منهُ، سبيكةً صلبةً نادرةً للحقِّ والعطاءِ والتّضحياتِ.

يومُ ميلادِ سموِّ الأميرِ محطّةُ فرحٍ لقلوبِ الأردنيّينَ، وإشراقةُ أملٍ بغدٍ تحرسُهُ عينانِ تشبهانِ عينَيْ عبدِ اللّٰهِ، ويحوطُهُ زندانِ تربّيا في حصنِ عبدِ اللّٰهِ، ويحميهِ صدرٌ يخفقُ فيهِ قلبٌ انتظمَ نبضُهُ معَ نبضِ عبدِ اللّٰهِ.

هو الامتدادُ الأجملُ الّذي تابعْناهُ بقلوبِنا ولهفةِ عيونِنا منذُ نعومةِ أظفارِهِ إلى ربيعِهِ اليافعِ النّاضرِ، الّذي يزفُّ لقلوبِنا البشائرَ .
كلُّ عامٍ وسموُّ أميرِنا أميرٌ لقلوبِ محبّيهِ، وأملٌ لجيلٍ يشارُكُهُ المسيرةَ على شوكِ الصّعابِ يذلّلُها معهُ، يحيلُها دحنونًا ودفلى وعرائشَ وردٍ وياسمين، وفوقَ جمرِ المخاطرِ يصيرُ بردًا وسلامًا تحتَ عزيمةِ قدميهِ، ويتدفّقُ نبعًا عذبًا يروي ظمأَ صحرائِنا الأبيّةِ.

مباركٌ لسموِّكَ ربيعَكَ الثّامنَ والعشرينَ، الّذي أفاضَ عليْنا بحضورِكَ منْ عبقِ أزهارِهِ وشذا نَوّارِهِ، ولطيفِ أشعارِه الّتي تقولُ لسموِّكَ:

العيدُ أنــــتَ والأيّــــــــــــــامُ أحوالُ والقمحُ أنتَ والحقولُ مـَــــــــوّالُ
يا صاحـــــبَ الفعلِ والأفعالُ مفخرةٌ ما دونَ فعلِكَ أقْوالٌ وأقــْــــــوالُ
يا ثابـــــتَ الخَطْوِ والإيمـــــانُ مُتَّكَأٌ ما ضلَّ سعيُكَ ولا خانَتْكَ أحوالُ
لأنتَ صنوُ أبيــــكَ وقوّةُ زَنــــــــدِهِ إنَّ الشّبابَ لِتلكَ الأُسْدِ أشبـــــــالُ
لأنتَ صنوُ أبيــــــكَ وحارسُ حُلْمِهِ إنّ الشّبـــــــابَ لأهلِ العزمِ آمـالُ
ثالثُ الحُسيْنيْــــــــــنِ وارثُ همِّهِما على عاتقَيْـكَ أحـــلامٌ وأحمــــــالُ
ثالثُ الحُسيْنيْنِ من طيبٍ ومن نَسَبٍ عادوا بوجهِكَ وفي عينيْكَ ما زالوا …