لجنة لتطوير المنظومة الاجتماعية والسلوكية
أخبار البلد-
تابع الجميع خلال الأيام السابقة أحداثا – جرت على الساحة الأردنية- وضّحت وبيّنت مواطن خلل في المنظومة المجتمعية والسلوكية؛ تلك السلوكيات كنا نتابعها على وسائل التواصل الاجتماعي ونعتبرها متنفسا للناس وحرية شخصية، لكن للأسف انتقل هذا السلوك الاجتماعي إلى الواقع فشاهدنا جرائم قتل ومشاجرات دموية وتحرشا جسديا ولفظيا غزا كل القطاعات، وأصبحت هذه السلوكات ظاهرة ينتقدها الكل ويهاجمها بعد ان كانت مساحة للحريات.
عندما تُذكر هذه الأحداث تبرز حادثة مقتل الطالبة الجامعية البريئة إيمان، والتي غُدِرت بدم بارد وبجرأة لم يعتد عليها الناس، حيث أقدم شاب متهور على إطلاق النار على الطالبة داخل الجامعة في وضح النهار وأمام جميع الطلبة وهرب، قوات الأمن عملت ليل نهار بكل طاقتها، وخلال أربعة أيام استطاعت الإمساك به، لكنه اختار قتل نفسه والذهاب إلى عقاب الآخرة. هذا السيناريو يتطابق مع حادثة مقتل الفتاة المصرية نيرة وبنفس الأسلوب مع اختلاف نهاية القاتل.
الملاحظ خلال هذا الحدث «تفنن» الأردنيين في التحليل والبحث عن أسباب القتل ورسم روايات وهمية… الخ، لكن أهم شي لفت الأنتباه هو البحث عن السبق الصحفي على حساب أهل المغدورة من الناس قبل الأعلام، وكذلك حالة التشكيك في كل رواية تخرج، حتى في رواية الأمن الذي يثق به الناس بنسب تصل إلى 98 % في كل استطلاعات الرأي العام.
في حادثة أخرى؛ قامت طالبات في الصف العاشر «بربط» زميلتهنّ وتهديدها « بالرمي» من فوق سطح المدرسة!.
الملاحظ أيضاً هنا؛ أن هذه التصرفات تعتبر سلوكا جديدا في المجتمع الأردني، وعندما سألت متابعين للقصة عرفت ان هذا الشي شاهدته الطالبات على مواقع التواصل الاجتماعي وطبّقنه على الواقع.
في حادثة ثالثة؛ قام رئيس مجلس الأعيان بإصدار بيان وتقديم شكوى ضد أشخاص قاموا من خلال السوشال ميديا بالإساءة واستخدام ألفاظ نابية وتجريحية لا يرضوها هم لأنفسهم ولا لأهاليهم وذلك تحت مسمى سقف الحريات الذي يمارس في مواقع التواصل.
حادثة غريبة جديدة؛ طالبات روضة وصفوف أساسية بالعقبة يقدمن فقرة «رقص شرقي» أمام أعين وبترتيب من المعلمات والمدرسة!
الحادثة الأغرب هي حادثة الكتاب الذي استعاره أب لبناته من مكتبة مشهورة، حيث قال الأب: إن الكتاب يحمل إيحاءات شذوذ ونشر صورا من الكتاب – المترجم و الأصلي- لكن المؤسسة التي تتبع لها المكتبة وضحت انه لا يحمل أي إشارات أو إيحاءات شذوذ وسحبت الكتاب.
الشاهد هنا – من كل ما ذكرنا من حوادث- انها أشياء جديدة على المجتمع، كانت تعتبر من المحرمات قبل عدة سنوات لكن التغيير السلوكي والاجتماعي أظهرها، شيئاً فشيئًا أصبحت تتكرر ونشاهد من يدافع عنها.
هناك أحداث كثيرة ويومية نشاهدها، عرفنا جزءا منها ولا نعرف عن الأكثر، وصلنا جزءا منها خلال الإعلام ولم تصلنا كلها، ولكن كلها تندرج تحت نفس مسمى « تغيير في المنظومة المجتمعية والسلوكية وحتى الاخلاقية».
المطلوب الآن هو؛ إعادة بناء منظومة القيم والسلوك المجتمعي السوي الذي يتناسب مع الديانات السماوية ومع العرف المجتمعي الذي تربى عليه آباؤنا وأجدادنا حتى لو احتاج ذلك إلى لجنة لدراسة سلوك الناس والخروج بتوصيات يكون أهمها تغييرا في المناهج وفي اسلوب التدريس لغرس قيم بدأت تتغير وتُغيّر في سلوك الناس.