ماذا يجب عليك أن تفعله عند التعرض للدغات الثعابين

اخبار البلد - قد يكون التعرض للعض من أفعى سامة مخيف للغاية، وقد يدفع الأشخاص إلى رد فعل خاطئ تمامًا: قد يصيبه الهلع والخوف، وربما يحاول إمساك الأفعى أو قتلها أو يقوم بوضع الثلج أو ضمادة على الجرح وهذا ما يزيد الوضع سوءًا في بعض الأحيان. لذا كيف ينبغي للشخص أن يتعامل تجاه لدغات الثعابين ؟ وماذا يحدث في جسم الإنسان عند التعرض للدغة سامة؟

يوصي الدكتور نيكولاس كومان، أستاذ طب الطوارئ في ولاية أوهايو مركز جامعة ويكسنر الطبي: «أول شيء يجب فعله هو الابتعاد عن الأفعى ولا تحاول الإمساك بها، فهذا سيحول فقط دون إصابة المزيد من الأشخاص».


 
ويكمل كومان لـ "لايف ساينس”: «وبعد ذلك، ينبغي طلب علاج طبي على الفور، لأن هذه الأعراض يمكن أن تتفاقم بسرعة. سوف نشاهد الاحمرار والتورم والتقرح والحرارة ومن ثم تظهر علامات الغثيان والقيء والألم العضلي وانخفاض ضغط الدم». «إذا بدأنا في رؤية الأعراض السابقة، فيجب علينا إعطاء المصاب مصلًا مضادًا».

رغم أن الثعابين تتجنب عادة البشر وتقوم بلدغهم فقط عندما تشعر بشيء ما يهدد وجودها، ما يقرب لـ 3 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم يصابون بالتسمم كل عام بعد تعرضهم للدغة سامة.



جزء ضئيل فقط من هذه العضات قاتلة، لكن المادة الموجودة في سم الأفعى يمكن أن تؤدي إلى حالات طبية حرجة وخطيرة قد تحدث خلال ساعات، إذ يمكن أن تسبب تلف بعض الأجهزة ونزيفًا لا يمكن السيطرة عليه وتدميرًا شديد للأنسجة وشللًا قد يعيق التنفس، وهذا وفقًا لما ذكرته منظمة الصحة العالمية (WHO).

في بعض أنواع الثعابين، مثل المجلجلة (الجرسية)، يحدث الاحمرار والألم في مكان العضة خلال دقائق، بينما في الثعابين السامة الأخرى، مثل الأفعى الأمريكية الضخمة copperhead، قد تستغرق الأعراض وقتًا أطول للظهور وفقًا لما يقوله كومان.


 
إن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) تنصح بالحفاظ على الهدوء والسكون بعد التعرض للدغة لأن هذا يساعد بإبطاء انتشار السم.

ما الذي يجب عليك عدم فعله؟
يقول كومان أنه على الرغم مما يعرض على التلفاز وفي الأفلام الغربية التي قد تصدقها، فإن ضحايا لدغات الثعابين يجب ألا يحاولوا مص السم من المنطقة المصابة أو السماح بخروجه عن طريق جرح أنفسهم.

بعد العضة، تتشبع أنسجة الجسم بهذا السم ويستحيل إزالته عن طريق امتصاصه. وأضاف أن الجروح غير مجدية لاستخراج السم ويمكن أن تؤدي إلى إصابات خطيرة.


 
ويكمل «لقد رأيت حالات منها لدغات اليد، جرح الشخص المصاب فيها يده وقطع أحد الأوتار»، وأضاف «سوف يتم امتصاص السم في الجسم على الفور، وبالتالي فإن كل ما ستفعله سيتسبب بالمزيد من الأذية. يجب ألا تضع الثلج على المنطقة المصاب. لا ينبغي أن تستخدم الستيرويدات، فهناك الكثير من الأشياء التي يفعلها الناس وهي في الواقع لن تساعد على التخلص من سم الأفاعي، وربما تتدهور صحة المريض أكثر».


 
وفي حديث الدكتور دان بروكس لـ live science، المدير الطبي لمركز معلومات بانر للسموم والعقاقير في فينيكس، أريزونا: «إذا تعرضت للعض من ثعبان يعود أصله إلى أمريكا الشمالية، فلا يجب عليك أبدًا وضع ضمادة. إن معظم الثعابين في أمريكا الشمالية تمتلك نوعًا من السموم الذي يسبب نزيفًا شديدًا ويمكن أن يؤدي إلى نخر الأنسجة والعضلات، وبالتالي فإن أي إجراء يقيد الدورة الدموية سيؤدي إلى تفاقم الضرر».

ويكمل: «في الواقع يمكن أن يؤدي وضع الضمادة إلى زيادة الإصابات الموضعية، وقد تتسبب بخسارة المصاب لإصبع قدمه أو يده أو يحتاج عندها إلى طعم جلدي».

وبالمقارنة، هنالك العديد من الثعابين المميتة في العالم القديم –ما نراه في آسيا وإفريقيا وأستراليا– هذه الثعابين تنتج الذيفانات العصبية وسرعان ما تسبب الشلل التنفسي.

يوضح بروكس أن عضات هذه الثعابين غالبًا ما يتم تثبيتها بشريط حاصر ثم تُعالج بمضادات السموم النوعية، بينما يمكن علاج اللدغات التي يكون مصدرها من أمريكا الشمالية بمضادات السموم CroFab or Anavip.

ويكمل: كاستثناء لهذه القاعدة، الثعابين المرجانية تتشابه مع الثعابين في العالم القديم، وتمتلك الذيفان العصبي الذي يمكن أن يثبط التنفس؛ هذه لدغات تتطلب مضاد سم نوعي خاص بها.


 
على كل حال، إن لدغات الثعابين المرجانية في الولايات المتحدة نادرة للغاية، فهي لا تمثل سوى حوالي 1 ٪ من اللدغات السامة سنويًا.

نظرًا لأن العديد من مضادات السموم في العالم القديم نوعية، يجب على الشخص المصاب أن يصف بدقة الثعبان الذي لدغه.

حتى في أمريكا الشمالية، فإن تحديد الثعبان يمكن أن يساعد مسؤولي الرعاية الصحية على تقديم رعاية أفضل للمصاب، «لكن الشيء الأكثر أهمية هو الحصول على مضاد السم في أقرب وقت ممكن» كما قال بروكس.

لدغات الثعابين الجافة
إن لدغات الثعابين السامة عادة لا تحوي كمية كبيرة من الذيفان. ما لا يقل عن 25 ٪ من لدغات الثعابين السامة تسمى لدغات جافة؛ وذلك إذا مر من 8 إلى 12 ساعة دون أي أعراض، فمن المحتمل أن تكون اللدغة غير مسمومة، وفقًا لما ذكرته Uw Health، وهي شبكة من مرافق الصحة والطب في جامعة ويسكونسن.



ومع ذلك، من المستحيل أن تعرف على الفور بعد اللدغة ما إذا كانت إصابتك مسمومة أم لا، ويجب ألا ينتظر الضحايا ظهور الأعراض حتى يطلبوا العلاج، هذا ما أشار إليه مركز مكافحة الأمراض.

حتى لو أنك لم تصادف أبدًا ثعبانًا في البرية، فربما يكون هنالك ثعبان أقرب منك مما تتصور. أفاد باحثون في عام 2018 في دراسة نشرت في مجلة The Lancet أن كل شخص على وجه الأرض يعيش إلى حد كبير في منطقة يسكنها ثعابين.


 
تصنع الثعابين منازلها في الصحاري والجبال ودلتا الأنهار والأراضي العشبية والمستنقعات والغابات، وكذلك في المياه المالحة والمياه العذبة. بعد الكوارث الطبيعية، مثل الفيضانات أو حرائق الغابات، غالبًا ما تنتقل الأفاعي إلى المناطق المأهولة بالسكان والتي تجنبتها سابقًا، حتى إنها قد تبحث عن مأوى في المنازل، وفقًا لمركز مكافحة الأمراض.

وقال كومان: «من المهم معرفة تصنيف الثعابين في المكان الذي تعيش فيه، لأن هذا يؤثر على كيفية تعاملنا مع هذه اللدغات».

أفادت منظمة أطباء بلا حدود أن حوالي 100000 شخص يموتون في جميع أنحاء العالم نتيجة لدغات الثعابين كل عام، وحوالي 400000 شخص يعانون من التشوهات أو الإعاقات التي تستمر لبقية حياتهم.

إن الفقراء الذين يعيشون في المناطق الريفية مع محدودية حصولهم على عناية صحية هم الأكثر عرضة للخطر هذا. كما أعلنت منظمة أطباء بلا حدود، أن معظم مرضى المنظمة هم من جنوب السودان واليمن وإثيوبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى.

إن الأبحاث التي أجريت لتطوير علاج لدغات الأفاعي كانت تعاني نقصًا في التمويل على مر التاريخ، لكن هناك مبادرة أخيرة أطلقتها مؤسسة ويلكوم ترست الخيرية العالمية للصحة في المملكة المتحدة وتتصدى لهذه "الأزمة الصحية الخفية” هذا وفق ما صرح به ممثلو المؤسسة.

على مدار السنوات السبع المقبلة، سيقوم المشروع بتطوير مضادات حيوية أكثر أمانًا وبأسعار معقولة. سيجري العمل مع منظمة الصحة العالمية، وهدف هذه المبادرة هو خفض عدد الوفيات والإصابات الناجمة عن لدغات الأفعى إلى النصف بحلول عام 2030، وفقًا لما صرحت به.