في بيتنا فأر.. عفوا (هامتارو)!

اخبار البلد_كان قفصه الجميل بوابة العبور الى عتبات البيوت ,ولاحقا الى الثقافة العربية التي لم تستسغ سابقا ,وجود «الهامتارو»أو الهامستر, وبقيت تنظر إليه على انه «فأر»بما يستدعيه ذلك من صور تقليدية للفأر .
 واستطاع « ذلك الحيوان الاليف القارض بين الارنب والفأر، والذي يميزه بعض الشيء ان لا ذيل له بالاضافة الى قصر أذنيه, ان يصبح من الحيوانات المنزلية المحببة, كما يعد الأكثر اقتناء في الدول الغربية وخاصة أميركا ، وخلال فترة قصيرة أيضا استطاع «الهمتارو» أن يجلب اهتمام العالم العربي.
البداية كانت مع قفصه الجميل لاحتوائه على بيت صغير وعجلة والعاب بالاضافة الى الانفاق وهي من الاساسيات لا الكماليات في حياة «الهمتارو» ثم تجاوز ذلك ليصبح بعدها رفيقأ للدرب ، حيث يصطحبه البعض في السيارة وآخرون اثناء التسوق وفي زياراتهم الشخصية .
 و يفضل بعض المراهقين من الشباب حمله باليد والتنقل به من مكان الى اخر، اما عن الجنس اللطيف فيتخذ «الهمتارو « من حقائبهن مسكنا يتنقلن به حيثما ذهبن ...
وقد اعتدنا لفظة الفار,كـ « سُبة» ولكنها ان كانت نعتا أواسما فلا يليق بك ان تطلقها امام من يتعلقون به حيث تصيبهم نوع من الحساسية اذ يبادرونك عفوا انه «هامتارو « ...!
الامر ليس هنا فقط ,فتلك حرية شخصية لكن ان تجبر الاخرين على التعامل معه كما تعامله أنت أمر يصعب تقديره في ثقافة ما زالت تشجب وجود الفأر في المنزل فكيف بتدليله والانتقال به في الاماكن العامة وعدم السيطرة على حركاته وقفزاته .
وتقول مي سلامة : ان «الهامتارو» حيوان اليف ومحبب لدى اطفالها لذلك عمدت ان تشتري واحدا لهم وتضيف الامر الذي شجعها في ذلك عدم انها تستطيع نقله بالقفص من مكان لاخر دون ان يأخذ حيزاً في المكان ...
ويقول سعيد البنا : عندما رأيته للحظة الاولى في بيت صديقي ظننت انه فأر وتعجبت كيف يهتمون به ،حيث لا مجال لأن تشك في كونه غير ذلك لكن بعد ان اخبرني صديقي عنه احببته وألفته لكن لم اجرؤ بعد على اقتنائه في البيت.
اما الطالبة هدى شعبان فترى بأن «الهامتارو « حيوان ممتع وجميل ومعه تقضي اغلب وقتها في المنزل حيث اعتادت على حركاته البهلوانية التي تشبه العروض التي يقدمها السيرك لذلك لاتستغني عنه اينما ذهبت .
ويرى دكتور علم الاجتماع الاستاذ المشارك في جامعة مؤتة «حسين محادين» : ان اي سلوك او تغيير وافد على مجتمع ما اذا ما وجد المجتمع نفسه يؤدي وظيفة ما من المتوقع ان يستمر في حضوره وتداوله بين الناس في حين اذا لم يقدم وظيفة ما في المجتمع الوافد اليه ستكون بمثابة ومضة عابرة ما ان اوقدت ستنطفئ وستنحصر في اضيق الحدود والفئات وخاصة اذا كانت مكلفة بحيث يشعر المجتمع تجاه حامله بالوصمة الاجتماعية لهذا السلوك، فمثل هذه السلوكيات يمكن تفسيرها بالنسبة لمجتمعنا استناداً لمقولة العالم ابن خلدون : «تتأثر ثقافة المغلوب حضارياً بثقافة الغالب» ، ومن الواضح هناك عدوى مظهرية غالباً ماتجتاح المجتمعات المتلقية للجانب الغربي .
ويضيف «محادين « من الصعب ان نعمم عن انتشار هذه الممارسة رغم حضورها عند بعض الشرائح ، وبالتالي استمرار او ضمور هذه الممارسة مرتبط باحتمالات من المبكر الحكم عليها ..
بقلم روان المعاني نقلا عن جريدة الرأي