شبكة نساء النهضة تعاين تجربة رابعة الزيات من البداية إلى التميز
أخبار البلد ـــ من خلال تجاربهن اللافتة؛ استطاعت الإعلاميات العربيات الانتقال من حدود شاشات وطنهن إلى الشاشة العربية التي لا حدود لها، فدخلن البيوت والقلوب، لاسيما حين غيرن قواعد اللعبة وكسرن الصورة النمطية عن الإعلام المقدم من النساء والموجه لهن. فلم تعد برامجهن قائمة على الطبخ والأزياء والجمال، بل صرن يحترفن الخوض في القضايا المسكوت عنها، وهموم المرأة العربية والتحديات التي تواجهها في كل مناحي الحياة.
الإعلامية اللبنانية رابعة الزيات، واحدة من هؤلاء الإعلاميات اللواتي تخطين حدود بلدهن وبرزن على الساحة العربية، من خلال مسيرة إعلامية تمتد لعقدين من الزمان، قدمت خلالها العديد من البرامج مثل: شو القصة)؛ بعدنا مع رابعة)؛ حكايتي)؛ قصة حلم؛ الله كريم، وغيرها، وقد استعرضت هذه المسيرة في لقاء حواري بعنوان "رابعة الزيات.. من البداية إلى التميز" ضمن سلسلة لقاء الأربعتين، الذي تنظمه شبكة نساء النهضة التي تعمل تحت مظلة منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) حيث تأتي هذه اللقاءات ضمن جهود منظمة النهضة العربية (أرض) لاستضافة شخصيات فكرية وإعلامية عربية لإبراز جهودهم والاستفادة من خبراتهم، وهذه المرة الأولى التي تُلقي فيها الشبكة الضوء على تجربة نسائية من خارج الأردن، فهموم المرأة العربية واحدة، وكذلك تحدياتها، ونجاحاتها، ولن تكون المرة الأخيرة.
مديرة اللقاء الإعلامية غادة سابا، أكدت أن هذه الندوة هي إدراك من منظمة النهضة العربية (أرض) وشبكة نساء النهضة، بأهمية رسالة الإعلام ودور المرأة فيه، من خلال استضافة إعلامية مؤثرة مثل رابعة الزيات، لنسمع منها ونعرف كيف شقت طريقها نحو النجاح، لافتة إلى أن أكثر ما يميز رابعة الزيات هو أنها لا تعترف بالخطوط الحمراء، وتحضر جيداً لبرامجها.
كانت بداية المسيرة الإعلامية لرابعة الزيات عام 2002، من خلال قناة (إن بي إن)، وعن هذه البداية تقول: "حاولت أن أبدأ بداية صحيحة لأنها ستؤدي إلى مسيرة صحيحة، وأنا أعتز بكل مراحلي المختلفة في تقديم البرامج الفنية والاجتماعية والإنسانية فكل من هذه المراحل تمثل جزءاً مهماً مني ومن حياتي"، مضيفة أنها ابتعدت عن الواسطة والتنازلات بجميع اشكالها، لكنها آمنت بنفسها وقدراتها فبلغت ما بلغته.
وقالت: "إن أي تجربة مهما كانت قاسية تصنعنا، وإن المرأة تستطيع أن تحقق إنجازات مهما كانت ظروفها"، فرغم الظروف الصعبة التي عاشتها في إفريقيا وعلى رأسها طلاقها إضافة إلى بدايتها المتأخرة لكنها وصلت.
أما أسباب تميز الإعلامي من وجهة نظرها، فترجع إلى قدرة الإعلامي على الخروج من النمطية وعدم السكوت على التغيرات المجتمعية السلبية، وطرح المواضيع الموجودة في المجتمع مهما بلغت حساسيتها، لكن عليه أن يعرف كيف يطرحها، وأن يختار الضيوف الذين يضيفون للمواضيع ولا يكونون سبباً في فهمها بشكل خاطئ، مستذكرة الهجمة الشرسة التي تعرضت لها حين بدأت بعرض برنامج "فوق 18" الذي احتوى على مواضيع حساسة جداً، لكنها أكدت أن هذه الهجمة شكلت حافزاً إيجابياً بالنسبة لها دفعها لمراجعة طريقتها في طرح واختيار المواضيع.
وعن أهمية الأسرة العربية، ذكرت الزيات أنها تعتبرها محور برامجها ولذلك تسلط الضوء في برامجها على الخلل ومواطن الضعف التي تؤدي إلى التفكك الأسري وتحاول معالجتها، مؤكدة أن تعطي عائلتها أولوية قصوى في حياتها، فاستقرارها الأسري سبب نجاحها، وأكدت أن وجود المرأة في المشهد الإعلامي الآن جيد جداً، وصار يعتمد على ثقافتها وسعة اطلاعها أكثر من شكلها وهو ما كان سائداً في السابق، مضيفة أنها ستظل ملتزمة بقضايا تمكين المرأة واستقلالها اقتصادياً، ودعم حقوق الإنسان في كل مكان بالعالم. كما وجهت الشكر لمنظمة النهضة العربية (أرض) على استضافتها، داعية إلى وجود المزيد من هذه المنظمات في عالمنا العربي لإعادة بناء الإنسان الذي أنهكته الظروف السيئة التي نعيشها. أما عن أقرب برنامج إلى قلبها فأكدت أن كل برنامج قدمته يعني لها الكثير إلا أن برنامج "شو القصة" هو الأقرب إلى قلبها، لأنها تعلمت الكثير من قصص الناس التي كانت تُروى فيه.
وحظي اللقاء بحضور طيف واسع من الإعلاميين والصحفيين ومحبي رابعة الزيات، الذين أكدوا على أهمية تجربة الزيات التي استطاعت توظيف شهرتها بشكل إيجابي في محاولة لتغيير الواقع المؤسف الذي نعيشه دون استغلالها لمآرب شخصية، وتسعى جاهدة من خلال برامجها لإلقاء الضوء على الحقوق المغيبة في مجتمعاتنا في محاولة لتحقيقها.