150 كركياً يغزون 150 دولة اقتصادياً

اخبار البلد - 
 

من موظف يعمل براتب 150 ديناراً.. إلى صاحب مصنع يُشغل 150موظفاً.. ويصدر إلى 150 دولة، هذه أقصر قصة نجاح لصناعة أردنية قادها المهندس الأردني صلاح العقبي؛ بهمة وعزيمة شباب وشابات من أبناء محافظة الكرك، ليكون الإنجاز أردني 100%، فالمفكر والمطور أردني، والمواد الأولية أردنية وبقيمة مضافة تصل إلى 200%،، والتنفيذ بأيدي أردنية قبلت التحدي بعيداً عن ثقافة العيب.

الشركة الأردنية لصناعة الطباشير قصة نجاح صناعية أردنية تستحق الوقوف عندها مطولاً؛ تطورت في ظل ظروف اقتصادية متغيرة على مدار 20 عاماً، بدأت مجرد فكرة لدى صاحبها الذي قام بـ 2149 محاولة لإنتاج الطباشير ضمن مواصفات طبية معتمدة عالمياً، إلى أن وصل إنتاجه إلى 150 دولة حول العالم بشكل مباشر؛ فيما تصل منتجاته إلى بقية دول العالم عبر الوكلاء العالميين.

إذاً مصنع أردني في الكرك (ثالث أكبر مصنع عالمياً) يُغرق العالم بالطباشير، ويقوم بتطوير منتجات جديدة وحديثة من خامات أردنية أهمها (المعجون متعدد الاستخدامات) والذي لا يجف حتى 25 سنة، إلى جانب إنتاج الأقلام الملونة، فيما يزداد الطلب على منتجات المصنع الذي تتجاوز طاقته الإنتاجية 200 حاوية سنوياً، ليكون المورد الأول لشركات التجزئة الكبرى حول العالم؛ والتي تمتلك إحداها 400 فرع حول العالم ويزور فروعها أكثر من مليار شخص سنوياً.

الطموح والثقة بالنفس دفعت المهندس صلاح العقبي لإقامة مصنع أكبر في إيطاليا؛ تجاوباً منه مع تزايد الطلب العالمي على منتجاته، ولسهولة التوزيع داخل أوروبا والدول المحيطة، فهو يعتمد أعلى المواصفات العالمية، وهذا ما جعله ضمن الثلاثة الكبار في العالم في مجاله، ليدخل كافة أسواق العالم بكل ثقة وتميز.

الصناعة الأردنية ودورها في تعزيز الاقتصاد الأردني ملف واسع ومهم، ومن الضروري التركيز على هذا القطاع بشكل دائم، فهو يساهم بشكل مباشر بما نسبته حوالي 25% من الناتج المحلي الاجمالي، حيث ينتج الأردن أكثر من 1500 سلعة متنوعة، فيما تغطي الصناعة الأردنية حوالي 45% من اجمالي السوق المحلي، مع الإشارة إلى أن الصناعة تستحوذ على ما يزيد عن 80% من الاستثمارات المتدفقة للأردن.

المهندس صلاح العقبي أخبرني أن لديه رؤيته الخاصة في العلاقة مع العاملين في المصنع؛ فقاعدة العمل لديه هي (لا تخشى أن تستغني الشركة عنك، ولكن اجعل الشركة تخشى أن تترك أنت عملك)؛ وذلك من خلال جديتك والتزامك وتميزك وكفاءتك وانتاجيتك ومصداقيتك وأمانتك، كما أنه يطبق قانون العمل الأردني (الكركي.. حسب رأيه) والذي يقوم على (الاستثمار بالعنصر البشري قبل الاستثمار الرأسمالي).

فهو يرى أن الشباب الأردني قادر على العطاء في كافة المجالات إذا ما شعر بأن كرامته مصانة وأنه يخدم نفسه ووطنه ليعيش بكرامة، أما الأجر فهو تحصيل حاصل، وقد كان خير داعم للشباب والشابات العاملين لديه، فمنهم من يعمل ويدرس، ومنهم من عمل لديه ثم ذهب ليكمل دراسته وعاد للعمل في المصنع، مؤكدين جميعاً أن طموحات وقدرات الشباب الأردني ليس لها حدود.

الصناعة الأردنية وصلت مختلف دول العالم، والإنسان الأردني قادر على الإنتاج بكفاءةً عالية، والأردن بخير ما دام يعتمد على طاقات وكفاءة شبابه وشاباته، وعلى الدوام سنبقى نؤمن بغدٍ مشرق لوطننا رغم كل التحديات.