الثانوية العامة من جديد... أخطاء وعثرات



دراما الثانوية العامة والتي تطل علينا بحلقة جديدة من مسلسل التخبط الحكومي وعدم إتخاذ القرار المناسب بالوقت المناسب وعدم فرض هيبة الدولة على الجميع بدون تفريق وبدون تدخل من أحد أيا كان، فالقانون يجب أن يطبق على الجميع وما حصل من تخبط بإتخاذ قرار إلغاء بعض الإمتحانات في مدينة السلط ومن ثم العودة السريعة عن القرار والحديث عن تسريب الأسئلة في أكثر من مكان ما هو إلا محطة جديدة في قطار الفساد الذي كان يسير بسرعة الضوء فيما مضى ونأمل أن يتم إيقافه أو الحد من سرعته في قادم الأيام، لا أدري لماذا تصر حكوماتنا المتعاقبة على إضفاء صبغة الرعب والخوف على إمتحان الثانوية من خلال بعض الأسئلة التعجيزية أو تضييق الوقت غير المبرر وكأن الهدف هو إظهار قوة واضع الأسئلة وتعجيز بعض الطلبة، في أكثر دول العالم يتم عمل معادلة بين الأسئلة ودرجة صعوبتها والوقت المقدر لحلها من قبل الطالب المتوسط ومن ثم يتم تقدير الوقت اللازم لهذا الإمتحان أو ذاك، وهذه من بديهيات وأساسيات العملية التعليمية ولكن في كل عام أو عند عقد كل دورة للثانوية العامة يصطدم طلابنا بنفس الموضوع بمادة أو أكثر، فالوقت اللازم للإمتحان لا يقاس أبدا ولا بحال من الأحوال على الطلاب المتفوقين أو المبدعين ولكن يؤخذ بعين الإعتبار جميع المستويات.
أجواء الإمتحانات الثانوية مشحونة لوحدها والطالب وأهله متوترين بدون أي طارئ جديد فمجرد وجود طالب (توجيهي) في المنزل كفيل بفرض حالة خاصة يمكن أن تسمى بحالة طوارئ منزلية؛ لأنه في بلدنا تم ربط مستقبل الطالب وحياته القادمة ومصيره العلمي والتحصيلي والإجتماعي بمحصلة هذه السنة، فالأمور غير قابلة لأي شحن أو توتر جديد، فأتمنى على الحكومة الحالية وعلى المسؤولين في بلدي مراعاة ذاك وأخذه بعين الإعتبار والعمل على التخفيف لا التخويف للطلاب وذويهم.
كم تمنيت لو لم تحصل هذه الأمور وبهذا العام بالتحديد؛ لأن كل الأجواء متلبدة بالقهر ومسكونة بالحزن والألم لما يجري من حولنا من الدول ولأن مناظر الدماء وأشلاء الأخوة كان له الأثر الكبير على نفسيات الطلاب كغيرهم من أبناء المجتمع ولأن الوضع الداخلي غير قابل لأي خطأ أو تقاعس عن فساد في أي موضوع فكيف وإن كان هذا الموضوع هام ورئيسي كإمتحانات الثانوية العامة، أرجو من الله عدم تكرار ما حصل لا فيما تبقى من إمتحانات ولا في قادم السنوات، وأدعو الله أن يرشد حكومتنا للعمل على إيجاد بديل ناجح وعادل لإمتحان الثانوية العامة، يقدر به جهد الطالب المبذول خلال إثنتي عشرة سنة من الدراسة والتعب والجهد، ويخفف من التشنج والتوتر الذي يرافق الطالب في سنة (التوجيهي) والذي قد يصل للأسف الشديد إلى حد محاولة الإنتحار في بعض الأحيان من شدة الضغط من الأهل أو من المنهاج أو من الحالة النفسية السيئة للطالب، وأدعوه جل وعلا أن يوفق جميع الطلاب والطالبات للنجاح والذين لا يحالفهم الحظ بالنجاح لا قدر الله فعليهم بالمثابرة وعدم اليأس أو طرق أبواب الحرف والمهن الأخرى لمن له رغبة في ذلك وأتضرع إليه تعالى أن يجعلنا وإياهم في خدمة ديننا وبلدنا الغالي وأن نكون طليعة جيل جديد يكون رأس حربة في محاربة الظلم والفساد والمحاباة والمحسوبية للإرتقاء ببلدنا وحمايته من العابثين إنه ولي ذلك والقادر عليه.


Abomer_os@yahoo.com