في ضيافة نشامى الجيش العربي
أخبار البلد-
يقول المثل (الحكي مو مثل الشوف ) نسمع دائماً في
الأخبار عن نشامى جيشنا العربي ودورهم في
حفظ الأمن والأمان وحماية حدودنا من المتسللين والمهربين ومن كل من تسول له نفسه
حتى التفكير بإلحاق الأذى بوطننا وشعبنا ومائنا وهوائنا وسمائنا ,فيمر الخبر ونشعر
بالراحة والأمان وننام ليلنا الطويل مطمئنين في بيوتنا ومع عائلاتنا وانتهى الخبر,
فيبدو الأمر سهلاً .
لكن الحكي مو مثل الشوف ,في زيارة للواجهة الشرقية للقيادة العسكرية وفي ضيافة جنودنا البواسل ,النشامى المرابطين على الحدود ترى الأمور على حقيقتها ,ترى صعوبة الظروف ,صحراء قاحلة وشمس حارقة ومسافات طولية تمتد لمئات الكيلومترات يحميها مئات من جنودنا البواسل, يصلون الليل بالنهار ,صيفاً حارقاً وشتاءً بارداً ,ضباباً يعيق الرؤيا فتزداد المهمة صعوبةً ,عيون لا تنام وقلوب على الوطن وبطولة تُدرّس وترفع الرأس.
ورغم ذلك كله عندما تسمعهم ترتفع المعنويات ,تشعر بكلامهم عندما يتحدثون عن الواجب وعن الوطن يصل قلبك قبل أن يصل أذنيك . لوحت الشمس وجوههم فزادتهم جمالاً ووسامةً وأنَفة ,ذكرتني بقول شاعر الجنوب ,بلبل الشراة الشاعر محمد بوعوني الطَورة في قصيدته حيث يقول :
سألتني نجوم الليل .... وش هالسمرة إللي تعتريبك
وش ذاك الذي يلمع ... ويباهيني على جبينك
قلت هذا شعار الجيش ... يميزني يومٍ أضاهيبك
لو وزنولي الكون .... وعدٍ من ملاينك
ما بدل شعار الجيش ... وارفضها موازينك
جولة في المنطقة ,كفاءة وجاهزية بأعلى المعايير,تخطيط وتكتيك على درجة عالية من الدقة والاحترافية ,مروراً بكافة التجهيزات من سواتر ترابية و الشيك المعدني الذي يفصل بين الحدود وكل منطقة لها خصوصيتها,ترى الجنود بكامل عدتهم وعتادهم , وكامل كبريائهم مستعدين مرابطين كلٌ في موقعه يقف كالرمح بعزة وفخار, وأثناء جولتنا مررنا بموقعٍ كدنا أن نشتم رائحة العنبر وكأن الصحراء اخضرت ,والشمس وراء غيمة من طيب سيرة من ذُكر خجلت وتخبّت ,كان مكان استشهاد النقيب محمد ياسين الخضيرات على روحه الطاهرة الرحمة ,الشهيد الذي امتدت له يد الغدر برصاصة حاقدة وهو يقوم بواجبه تجاه وطنه أدت إلى استشهاده واصابة عدد من رفاقه,كانوا يحمون الحدود من المهربين كانوا يحمون الوطن وأبناء الوطن من السموم التي يحاول معدومو الضمير إدخالها إلى بلادنا .
إذاً الحكي مو مثل الشوف ,فتحية ًبحجم السماء لكل فرد من أفراد جيشنا العربي ,تحية عز وإكبار تحية فخر وإجلال ومحبة وتقدير ,فأنتم الرجال الرجال وبكم يكون الوطن بأمان .
حمى الله من يحمي حمى الوطن , وحفظ الله الوطن وقائد الوطن والشعب الأردني العظيم من كل سوء, وكل عام وجيشنا العربي بألف ألف خير.