"فلاي دبي".. لماذا تركتم أبناءنا في مهب الريح؟
السلام عليكم، نحن عائلة أردنية عربية اتخذت من "فلاي دبي" صديقا، واعتادت السفر على رحلاتها، جماعة وأفرادا.
وكان ولدي عبد الله المقيم مع الأسرة في دولة قطر الشقيقة والبالغ من العمر ما يقرب من 16 عاما قد سافر من الدوحة إلى عمان في الأردن منفردا أحيانا ومع العائلة أحيانا أخرى.
لكن موظفكم، أي موظف "فلاي دبي" في المطار في العاصمة عمان في فترة مساء الأحد 8 يناير/كانون الثاني منع ولدي عبد الله من الصعود إلى الطائرة، بالرغم من وصوله المطار عند حوالي السادسة مساء.
وأما سبب منع موظفكم لولدي ولشاب آخر من السفر، فبدعوى عدم بلوغه 18 عاما.
وبرغم حديثي من الدوحة عبر الهاتف إلى موظفكم، فإنه أصر على ترك ولدي في المطار في الليل، في مهب الريح، كما ترك طالبا شابا آخر كان ينوي السفر، في نفس الظروف.
بل إن موظفكم رفع اسمه عن صدره وأخفاه في جيبه، وكأنه يقول "بلطوا البحر، أو اركبوا أعلى ما بخيلكم!!!"
طلبت من موظفكم الحديث مع شخص آخر، يكون أعلى منه رتبة، بمعنى مع شخص يكون مسؤولا أو مديرا أو ما شابه، فأجاب بأنه هو أعلى واحد هناك.
كما أن موظفة هناك رفضت الحديث معي أو مع والدة المسافر الشاب عبد الله القضاة.
ومجموعة الأسئلة التي تطرح نفسها على "فلاي دبي" هي:
1- لماذا قام موظفكم بمنع ولدي ومسافر شاب آخر من الصعود إلى الطائرة برغم أنه لديهما حجز مؤكد مدفوع مسبقا، وبرغم حضورهما إلى المطار في الفترة الزمنية المناسبة؟
2- لماذا رفع موظفكم الشارة التي تحمل اسمه وأخفاها في جيبه؟
3- لماذا أصدرتم تذكرة لولدي بموجب صورة من جواز سفره وبسعر يزيد على 800 ريالا قطريا، وقمتم بنفس اللحظة بمنعه من السفر؟
4- هل تدركون معنى تَقَطُّع السبل بمسافر شاب في مقتبل العمر في أحد المطارات في وقت متأخر من الليل؟ فنحن لسنا من سكان عمان، ولكنا من أهالي شمالي الأردن.
5- هل تدركون الحالة النفسية لأم في الدوحة تنتظر ولدها القادم من عمان، والذي حزم حقائبه لقضاء الإجازة المدرسية في أحضان الوالدة، ومن ثم تُفاجأ في آخر لحظة أن ولدها محجوز في مطار عمان، لأن موظفكم لا يرغب بتيسير أموره، هذه المرة، برغم تدخلات عدد من الضباط ورجالات الأمن وموظفي شركات الطيران الأخرى هناك؟!
6- عند تذرع موظفكم بقانون الشركة، يشير إلى أن ذلك القانون هو قانون مُنَزَل، وهذه ليست من سمات خدمات العملاء بكل تأكيد!!
7- أين يمكن للناس قراءة أو معرفة الفقرة التي تقول إنه يمنع سفر من يقرب عمره من 16 عاما ويقل عن 18 عاما أو ما شابه؟!
8- ولدي طالما ارتحل برا وجوا، وهو الذي حاول طلب العون من كل الذين حاولوا مساعدته في مطار عمان، بل إن مسافرا صديقا لنا هنا في الدوحة، حاول ولدي التذرع بأنه مرافق له عله يتخلص من قبضة موظفكم الحديدية في مطار عمان، لكن موظفكم أبى، واستكبر. فهل هكذا تتعاملون مع عملائكم وأصدقائكم يا "فلاي دبي"؟!
وخلاصة القول، فإننا عاتبون عليكم شديد العتب، بل ونهيب بمن يعنيهم الأمر الانتباه لما قد يقع فيه أبناؤهم من "مطبات أرضية" تتسبب بها رحلاتكم أو بعض موظفي مطاراتكم، ممثلة بسوء التعامل معهم في صالات المغادرة، وفي أوقات زمنية حرجة.
ثم إن تصرف موظفكم في مطار عمان بالأردن، ليبعث على مزيد من الأسف وخيبة الأمل، خاصة أنه يجيء في عصر القرية العالمية الصغيرة، وعصر حقوق الإنسان وعصر توقف أساليب القمع والتجبر والحكم الدكتاتوري في العالم، فهو لم يلقي بالا لأي كان.
ويبقى السؤال: لماذا تركتم أبناءنا في مهب الريح؟
محمد سلمان القضاة/إعلامي أردني مقيم في دولة قطر
Al-qodah@hotmail.com
رابط الصورة الشخصية لكاتب المقال:
http://store2.up-00.com/Dec11/pYI59313.png