عبدالعزيز الزطيمة يكتب : اعترف أنا عميل مزدوج وأستحق العقاب



نعم، أنا عميل الهاشميين وخاصة المغفور له الحسين الباني، وعميل لسمو الأمير حسن، وعميل للملك عبدالله الثاني. وسبب عمالتي للهاشميين أنهم من أتباع آل البيت الأطهار، وهم حكّام يتمتعون بالتسامح، وهم مدرسة بالخلق الرفيع، وهم من يسهرون على راحة الشعب، وتوفير كل وسائل الأمان والراحة للناس، وشيمتهم التسامح، وهمة أقرب إلى الشعب من أي مسؤول كان. فلو سألت سمو الأمير حسن، أو الملك عبدالله الثاني عن مدن، وقرى، وأرياف، وبوادي، ومخيمات المملكة لحصلت على الإجابة الشافية عن تلك المناطق، ولو سألت أي رئيس حكومة، أو وزير عن تلك المناطق فسوف يستهجن أسماء المناطق. والهاشميون على مدى التاريخ هم الأحرار، والأبرار، والأخيار أينما وُجودوا، فالشعب الذي يحكمه الهاشميين هم شعب مميز عن دون شعوب الأرض. لذلك أنا عميل لهم، وكذلك أنا عميل لشرفاء الوطن الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن مثل هزاع المجالي، ووصفي التل، وفراس العجلوني، وموفق السلطي وغيرهم من الشهداء الأبرار، لهم الرحمة والمغفرة. وكذلك أنا عميل لكل رئيس وزراء، ووزير، وكل من تسلم منصب، ومسؤولية، وخدم البلد بشرف، وبمنتهى الأمانة، وخرج من المنصب ورأسه مرفوع لما قدم، وسجله ناصع البياض، ويديه أنظف من النظافة، وترك إرث لمن سيخلفه بالاستقامة، والعدل، وحمل المسؤولية بأمانة، هؤلاء جميعاً أنا عميلٌ لهم. وأما عمالتي الثانية فهي للمعارضة، ومع مطالب المعارضة، ومنها: النداء إلى سيدنا بالقول لماذا يا سيدنا تحتفظ بالحاشية الفاسدة حولك، وجعلهم يتحدثون بلسانك؟ ولماذا يا سيدنا لم تأتي برئيس، وأعضاء حكومة من الشرفاء الوطنيين، والذين لم تتلوث أيديهم بالمال الحرام؟ وهم كثر وموجودين. لماذا تسمح يا سيدنا بطبقة محدودة أن يكونوا هم من يتحكمون بمقدرات البلاد والعباد ونهبها؟ لقد وضعت حد يا سيدنا للأمراء بأن يكونوا بعيدين عن التجارة وبالتالي لماذا لا تضع حد للأنسباء، والأصدقاء، والمعارف؟ فأنت يا سيدنا بالنسبة لنا أهم من جميع هؤلاء. أما عمالتي للمعارضة بالنسبة للحكومات السابقة والحكومة الحالية فأقول للحكومات السابقة- بالطبع ليس لجميع الحكومات السابقة- ألا تخافون الله في البلاد والعباد؟ لقد أوصلتم البلد إلى حافة الهاوية بسبب فسادكم المالي، والإداري، وتزويركم للانتخابات، ووضع الشخص الغير مناسب في المكان المناسب، فأين سوف تذهبون من ملاحقة الشعب لكم بالدنيا، وعذاب الله في الآخرة. لقد جعلتم الوطن مرتع للفاسدين، ورهينة لأصحاب المصالح، وحمّلتم الوطن ما لم يقدر على حمله من الديون، وأنتم تتمتعون بنهب خيرات الوطن وكسب المال الحرام، وجعلتم الوطن مزارع لكم ولأولادكم. والغريب العجيب أنكم تُنظرون على الشعب وتطالبون بمكافحة الفساد، ومنكم من يترأس الناس البسطاء للمطالبة بالإصلاح. لكن اليوم الذي سوف تُحاسبون فيه على أعمالكم الشنيعة واللعينة ليس ببعيد. أما عمالتي للمعارضة بالنسبة للحكومة الحالية فهي موجهه إلى دولة القاضي وأقول له: لقد تسلمت رئاسة الحكومة قبل 3 شهور من الآن، والناس تنتظر ماذا أنت فاعل أنت وحكومتك، وبصراحة لغاية الآن لم يلمس الشعب لا منك ولا من حكومتك أي إنجاز، وخاصة بمكافحة الفساد. فيا دولة القاضي، جميع القضايا الموجودة الآن والمنظورة كانت في عهد الحكومة السابقة، وليس لحكومتك فضل بذلك. والأمل المعقود عليك من قبل الشعب أنك سوف تكون رئيس حكومة استشهادي بكل معنى الكلمة من اجل القضاء على الفساد المالي، والإداري، وإذا كان بعقلك غير ذلك فإنك سوف تلحق بمن سبقوك من الحكومات، وعلى الأرجح أنك لن تستطيع تعمل شيء والدليل أنك تقول كل إنسان معرّض للخطأ، نعم يا دولة القاضي كل إنسان يُخطئ بماله، وممتلكاته، وليس بمال الوطن ومقدراته. والعمل الثاني لحكومتك هو تشتيت عمل مجلس النواب بكثرة اللجان وهذا يعني تضييع كل شيء وإلهاء النواب عن ممارسة عملهم التشريعي، والرقابي. وهل مجلس النواب أصبح محل للقضاء ومكافحة الفساد؟ أم لكي يتم إشغاله بجميع أعضائه بلجان التحقيق، مع العلم أن أكثر من ثلثي الأعضاء مشكوك بكيفية وصولهم إلى المجلس. ومع هذا يتم إلهاء مجلس النواب باللجان. دولة القاضي أقولها لك: إذا كنت مخلصاً لوطنك، ومليكك، وهذا ليس من باب المزاوده عليك، أو على أي أردني شريف، فعليك بالإسراع بجلب الفاسدين الكبار دون تأخير، وتقديم القوانين لمجلس النواب بالسرعة الممكنة، وعدم إعطاء مواعيد لشهور لأن عامل الوقت مهم جداً، وأنظر ماذا جرى بالمغرب، وعُمان، وتونس، ومصر، فجميعهم سبقونا بالإصلاح، ونحن المؤهلين أكثر منهم، وسبب تأخيرنا في الإصلاح هو الحكومات المتعاقبة. وأرجوك يا دولة القاضي لا تكن سبب بمزيد من تفاقم الأوضاع من فوضى، وانتشار الشائعات، وانعدام الثقة بالحكومات، والتعدي على هيبة الدولة. وإلا ماذا تنظر من أحداث، ومسيرات أكثر من الذي جرى. ولهذا فأنا أعترف بأنني عميل مزوج، وأستحق العقاب.