الجمعيات الخيرية: استعمار جديد بوجه قبيح
أخبار البلد-
يقول جومو كينيانا الرئيس الاول لكينيا المستقلة: "عندما وصل المبشرون الغربيون كان الافارقة يملكون الارض والمبشرون يحملون الانجيل، ثم علموننا كيف نصلي وأعيننا مغلقة، وعندما فتحناها، كانوا هم يملكون الارض ونحن نحمل الانجيل".
وكأن الحال لم يتغير، لكن اختلفت فقط بعض تفاصيله واسمح لي سيادة الرئيس كينيانا، بأن اشتق من كلماتك ما يناسب الحال - فدوام الحال من المحال – لأقول جاءنا الأجنبي يملك ماله وخيره المسموم، مقنّعا بكلً قناع يستر قبح مقصده فتارة منظمات مجتمعية و تارة هيئات عالمية، وأخرها جمعيات خيرية الخير فيها ليس أكثر من سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء وذلك عندما يتعلق الأمر بالخير المجتمعي، وهو خيرٌ كبحر لجي عندما يتعلق الأمر بالخير الميكيافيلي لأصحاب هذه الجمعيات، و سلبنا هذا الأجنبي خير بلادنا و ما زال يمتص دمائنا واحداً تلو الأخر.
دعونا نتحدث هنا بالتحديد تبياناً وليس جهلاً بالقصد وقصدا بالجهل معاذ الله، عن إحدى الجمعيات الخيرية بهيئات أجنبية لجاليات دولية، هي ليست سوى شركة رأسمالية تمثل الوجه القبيح للاستعمار الأجنبي القديم، فهي استمرأت الفساد واستخدام النفوذ بعدم الحصول على تراخيص لمشاريعها القائمة منذ ردح من الزمن كما استقوت – وما تزال كلما سنحت لها الفرصة بذلك – على قوت الغلابة والمساكين من ابناء هذا الشعب كموظفي شركة المقاولات التي بنت لها متشأة تابعة لها، حتى لم يسلم من علياءها البغيض نقابة المقاولين الاردنيين، التي رفضت وساطتها ولا البنك الوطني المصدر لكفالات المقاول سواء برفض استقبال مهندسه للتحقق لا بل وصل الامر برفع دعوى قضائية عليه.
ما سبق.. دليلان قاطعان على رفضها تدخل الخبراء و كشف زيف ادعاءاتها و فضح أمر دبر بليل.
ان هذا النهج الإستعلائي الامبريالي لهو ديدن الاستعمار الأجنبي قديماً مستحضراً جبروته القديم بنهج أبنائه في هذه الجمعية كيف لا وجميعهم حملة جنسياته المختلفة - فالاردني لا يستطيع الانتساب لها- ليمارسوا تعنتهم و تجبرهم على ابناء الوطن دون ان يرمش لهم جفن او يحمر وجنة لهم خجلاُ، فتسلطهم وتغولهم كما اوجزنا سابقاً سبّب بقطع أرزاق كل عامل في شركة المقاول وألحق ضرراً بليغاً بمقاول وطني مصنف بالدرجة الأولى وكبده خسائر جسيمة فوق خسائر وباء كوفيد 19، الذي لم يسلم منها احد فكانت هذه الخسائر تنوء بالعصبة أولي القوة، كما وكان لفرعون معاونيه فإن لفراعنة هذا الزمن أعوانهم كذلك، فكان المهندس الاستشاري والمهندس ممثل المالك السياط المسلطة على ظهر المقاول وكانوا يمدونه في طغيانه و تسلطه وتجبره، وكانوا كالتابعين غير أولى الإربة، بل ونفروا خفافاً وثقالاً وغدوا خماصاً وبطاناً دفاعاً عن شره المستطير و تحقيقاً لأطماعه الدنيئة بسرقة لقمة عيش عامل او مراقب او مهندس عمل في الشركة، وأعوان فرعون، هؤلاء لا يقلون شأناً عن أعوان الإستعمار سابقاً، فالخيانة ليست مرضاً عارضاً، ولكنها فيروس يجري في العروق مجرى الدم، واسألوهم إن كنتم لا تعلمون.
حزني عليك يا وطناً طرد الإستعمار في الماضي ورحب بأحفاده الأن، فالماضي هو الحاضر حتى لو لبس لباس الخير الزائف، و قديماً قالوا ما خبث لا يخرج الا نكدا، و هذا بيان لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.