الأمين العام لحزب الجبهة الأردنية امجد المجالي على الحكومة البدء بمحاربة الفساد طالما ان الملك رفع اشارة الحرب ضد اللصوص


 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والسلام

على كل الأردنيين الذين مايزالون يحملون هذا الوطن في مآقيهم ورموش عيونهم ، والسلام على الأردنيين الذين لم يفسدو ، ولم يسرقوا ولم ينهبوا ، ولم يقايضوا الأردن بمال حرام ، ولا مناصب حرام ، ولا علاقات حرام ، السلام على الأردنيين الذين دافعوا عن تراب الوطن حربا وسلما ، السلام على من قضى نحبه منهم والسلام على من ينتظر وما بدلوا تبديلا . في لحظات التحول التاريخي للشعوب والأمم ، وهذه واحدة منها ، و في لحظات الإنقلاب الإيجابي على الذات والوقوف على مكامن الخطأ والخطر تقف الشعوب العظيمة تحاسب نفسها ، لا تنحني الا تواضعا ، ولا تنقاد الا احتكاما للحقيقة والحق الذي يعلو ولا يعلى عليه ، لا يجرها ميل ولا هوى ولا بغي ، ولا تعنت ، ولا ظلم ، ولا انتقام الا لله والوطن ، في لحظات الحساب ، ولكل اجل كتاب ، ولكل عمل حساب لاتقبل الشعوب العظيمة الا العدالة ، ولا تقبل الشعوب العظيمة الا احتكاما للحكم الرشيد ولا تقبل الشعوب العظيمة تسويات ولا أنصاف تسويات ولا تقبل تسامحا مع من يريدون بالأوطان شرا وسوءا ، لأن الإنقياد لمصطلحات الفاسدين عجز عن الإبداع ، وعجز عن انتزاع الحق ولا أحد قوي امام الوطن وأمام القضاء وامام الحكومة الرشيدة حينما تكون رشيدة ، واسمعوا الى ابي بكر رضي الله عنه " الصِدْقُ أمانةٌ والكَذِبُ خِيَانَةٌ . والضعيفُ فيكم قويٌّ عندي حتى أرجعَ إليه حقَّه إن شاء اللّه، والقويّ فيكم ضعيفٌ عندي حتى آخذَ الحقَّ منه إن شاء اللّه " ايها الإخوة والأخوات ، أما وأن جلالة الملك استل سيف الحق ونادى بانصاف الوطن من تيارات الفساد والسرقة والكومسيون السياسي ، وتنظيف الأردن من قوى الشر فإنه لم يعد لدى الحكومة ماتخشاه وهي صاحبة الولاية بعد التكليف والثقة ، ولن نقبل منها تهاونا ، ولا مماطلة ولا مهادنة ولا مجاملة ، فالمجاملة في الحق ضعف ، والتهاون في الأخذ على يد الظالم شراكة في الظلم ، وسكوت عن الحق والساكت عن الحق شيطان أخرس ، إننا ونحن نقف اليوم امامكم لنعلن بدون تلعثم ولا تردد أننا ضد كل من يريد بهذا البلد سوءا كائنا من كان ، وأننا ضد كل من يريد ان يثير الفتن تحت اي مسمى وأي عنوان ، الا اننا وحتى لا نقرأ خطأ نؤكد أننا مع الحريات ، كل الحريات ، ومع الديمقراطية الكاملة ، وحق التعبير بكل انواعه لكل تيارات المجتمع السياسية وأحزابه المختلفة ، ولسنا مع تقسيم الوطن والمواطنين الى فئات وتصنيفات ، فالوطن لا يقبل القسمة ولا يرضى بالتجييش الغوغائي ، الوطن للجميع والحرية للجميع ، والأردنيون على شتى مشاربهم ومنابتهم قد يلعبون في فرق متعددة ولكن اذا ماجاء استحقاق الوطن فإن الجميع يلعبون في الفريق الوطني ، هدفهم واحد وغايتهم واحدة ولن تنطلي العاب الفاسدين لشق المجتمع الى نصفين . ايها الإخوة والأخوات الأكارم إن قصور الرؤى والتصورات لما يجري على الساحة الإقليمية سيقود الى قرن جديد من التخلف والعبثية والإنكسار التاريخي الذي سيجعل مستقبل أجيالنا القادمة اسودا لاسمح الله ، إن الربيع العربي ورياح التغيير التي هبت وما تزال تهب على المنطقة منذ عام والتي نتأثر بها بكل تأكيد لا بد أن نستغلها كي يزهر هذا الربيع وردا ودحنونا اردنيا وطنيا ، له من عبق التاريخ نصيب ، ومن أمال المستقبل نصيب ، ربيعا اردنيا يزهر مزيدا من الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة وأكثر من ذلك وأهم ، اغلاق ملفات الفساد بكنس الفاسدين الى مزبلة التاريخ مرة واحدة والى الأبد ، وانتزاع هذا المرض الغريب الذي ساقه الينا طابور خامس قبض على مفاصل صنع القرار في غفلة من الأردنيين ، او لحسن ظن الأردنيين بالغير وطيبتهم بينما تبين أن " سوء الظن من حسن الفطن " . اليوم لابد من أن نصل الى نهايات واضحة وجلية وعادلة في ملفات التحول الإقتصادي والإجتماعي ، وفي الخصخصة كلها وفي أمنية والإتصالات وموارد وكل ملفات الفساد وهي كثيرة كثيرة كثيرة ، ولن يقبل الأردنيون الا أن يكون الأردن منطقة خالية من الفساد تماما دون تردد ولا تباطؤ ولا مجاملات. لانريد أن نغرق في التفاصيل كثيرا لأن التفاصيل معروفة ومكشوفة ، ولا نريد أن نزيد ولا نعيد ، اليوم نكرر فقط على مسامع الجميع أننا قد ابدينا توجهنا ونصحنا لترسيخ مبدأ الحكم الرشيد ، وحتى يبقى نظامنا السياسي قويا منيعا لا بد من أن تكون الحكومة حكومة انقاذ وطني ، حكومة طواريء ان جاز التعبير ، وأي طاريء أكبر من أن نكتشف ان مقدرات الأردن والأردنيين قد سرق معظمها وتركزت في ايدي " كمشة " من الليبراليين الجدد الذين لا يرعون في الأردن الا ولا ذمة ، والذين لم يحفظوا العيش والملح ، والذين ظنوا انهم أكبر من الأردن واستقووا علينا بأدوات الإستعمار الذي مايزال يتربص بنا شرا والذي لايقبل بأقل من أن نبقى رهائن في يديه ، هؤلاء يجب ان يؤتى بهم الى القضاء ، والدولة قادرة على اثبات المثبت بحق الفاسدين ، والدولة اقوى من شخصيات الفساد مهما كان حجمها ومهما كانت مواقعها ومهما كانت خلفياتها ، نحن مخيرون اليوم بين الأردن وبين الفاسدين وسنختار الأردن ولو تطلب ذلك كل تضحيات الدنيا وكل مخاطرها . أيها الإخوة والأخوات في موضوع أخر لن ينقذ الأردن انضمامه الى مجلس التعاون الخليجي ونحن لسنا ضد هذا الإنضمام ولكننا لسنا مع الإستجداء ، ولن ينقذ الأردن الإرتكاز على مبدأ التسول والإقتراض العشوائي وتسليم ذقوننا الى غيرنا ، الأردن قوي بأبنائه ، قوي بقدراته ، قوي بقيادته ، الأردن يملك أوراقا اقليمية سياسية قوية ، واليوم لا نذيع سرا ان قلنا أننا فضلنا الجوع على أن لانؤذي امتنا بالتحالف مع قوى اقليمية معروفة حتى لا يقال أن الأردن فرط بأمته ، أما اذا كانت الأمة لا تهتم لجوع الأردنيين ولا تهتم لمرض الأردنيين ولا تهتم لعطش الأردنيين فإن لصبر الأردنيين حدود وعلى الأردن ان يعيد حساباته الإستراتيجية في الإقليم وأن يعيد ترتيب اوراقه وهي كثيرة ليكون قادرا على حفظ مصالحه ومصالح شعبه . إن مفهوم الإرتقاء الوطني والقومي يرتكز على جملة من المفاهيم والقيم عاشها الأردن عقودا ، ولاقى مقابلها جحودا ، ومشروع الكرامة الوطنية لا يسمح ولا يجب ان يسمح أن يعيش الوطن بين مخالب الفاسدين في الداخل ، ومخالب اللامبالاة من الأشقاء في الخارج ، والدنيا مصالح وعواطف ، مصالح ومباديء ، مصالح واخلاق ولا يجوز الإخلال ببعد على حساب البعد الأخر . ايها الإخوة والأخوات لقد قلنا مرات عديدة أن الناس لا تجنح الى الغلو والتطرف الا أذا فشلت في الحصول على حقوقها بالقانون والا اذا رأت أن القانون يميز بين اردني وأردني “ ,وعلى الحكومة أن لا تميز بين أردني وأردني " ، واليوم نحن ننادي الحكومة بأن تقترب من الشعب وتتقرب منه ، أما مايحصل من اجراءات كثيرة تضيق على المواطنين ، وما يقوم به بعض الشركاء الإستراتيجيين من حالات استفزاز قوية ضد الشعب واستخدام ادوات القانون وأدوات الدولة لإذلال المواطنين وسرقتهم وافقارهم ، مايحدث اليوم من عربدة للشركات الأجنبية والشركاء الإستراتيجيين لم يعد مقبولا وكلامنا واضح ولا نريد أن نجنح الى التسمية والترقيم ونحن نقدر على ذلك ولا يمنعنا الا احترامنا للقضاء والوطن الذي ننتظر منه ان يوقف كل المهازل التي تجري على ايدي مرتزقة يعبثون بأمن الوطن الإقتصادي والإجتماعي هل فهم الذين نعنيهم ام نسمي ... أيها الإخوة والأخوات حمى الله الأردن عزيزا عظيما بكم ، هذا الأردن ، الأرض الطيبة ، أرض معراج الرسول العظيم أرض الأنبياء ، ارض ابا عبيدة ووقاص وجعفر واليرموك وحطين و عين جالوت أرض خالد بن الوليد ، بوابة الفتح ، ارض الحشد والرباط ، وعلى ذكر الحشد والرباط فعلى الإسرائيلين أن يتوقفوا عن التشاطر والتذاكي على الأردن ، وأن يكفوا عن تصريحاتهم الباهتة ، وعليهم أن يعلموا اننا قاب قوسين او أدنى من اعادة النظر بمعاهدة وادي عربة التي لايحترمونها ، فالإتفاقيات وجدت لتحترم لا لتستغل على طريقة شيلوك وليعلم الإسرائيليون أن الأردنيين قادرون على كل شيء وأن أقل فعالهم معركة الكرامة ان كانوا مايزالون يذكرونها . إننا ننتتظر أن ينجلي غبار الوعود الحكومية وأن نرى رؤوسا تقطف من رؤوس الفساد فالوطن غال علينا جميعا ، ولن نفرط به أبدا . شكرا لأبناء الحزب الأوفياء في الزرقاء على الإعداد الجيد لهذا اللقاء الطيب المبارك والى الأمام فبكم يعلو الحزب وبكم يقوى الوطن والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .