بعد جدل بين "الإسرائيليين".. باحثان يعلقان على الدمار الذاتي "لإسرائيل"

أخبار البلد ــ علق باحثان مهتمان بالشأن الإسرائيلي على ما إذا كانت الدولة العبرية مهددة بالتدمير الذاتي نتيجة سياسات متوارثة تنتهجها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تؤصل ثقافة كراهية الآخر.

وقال أحمد رفعت الباحث المتخصص في هذا المجال، ربما يقصد تأمير باردو إصرار قادة إسرائيل الآن على إبقاء حالة الصراع مع العرب والفلسطينيين على أساس أن هذا التناقض سيساهم في نهاية الأمر إلى القضاء على إسرائيل ذاتها فالكراهية لا تولد إلا الكراهية والصراع لا يولد إلا الخراب.

وأضاف أن من يحكمون إسرائيل يدركون أن هذا الصراع مع الفلسطينيين والعرب يهدف إلى إخفاء أو حتى تأجيل تفجير صراعات أخرى يعج بها الداخل الإسرائيلي الممتلئ بالتناقضات الكارثية.

وتابع قائلا: "فنحن أمام عرب ويهود قومية أمام أخرى وأنت أمام مسلمين ومسيحيين ويهود ونحن أمام كل هؤلاء مع دروز وشركس وأقليات أخرى ونحن داخل اليهود أمام سفارديم وأشكناز، وأمام هؤلاء معا بكل تناقضاتهم ولعلنا نتذكر أن اليهود الإثيوبيين الذين انفجروا في 2019 في أحداث عنف وقعت وقتها أمام رجال دين وعلمانيين، والعلمانيون درجات في تعريف الوطن القومي والمتدينون درجات أيضا".

وصرح بأن هذه التناقضات لا أول لها ولا آخر، وقادة إسرائيل يحاولون إشغال شعبهم بإبراز صراعهم مع الفلسطينيين والعرب باعتباره صراعا ضد المجتمع الإسرائيلي كله، لكن هذا الوضع من المستحيل استمراره وتفجر هذه التناقضات سيتم حتما فضلا عن الصراع الرئيسي.

ومن جهته قال الباحث محمد سيف الدولة: "تنقل لنا وسائل الاعلام العربي كثيرا تصريحات من مسؤولين إسرائيليين حاليين أو سابقين، تحمل تشاؤم وقلق بالغ على مستقبل إسرائيل، يصل ببعضهم إلى توقع زوال الدولة العبرية في السنوات القريبة القادمة، وتتراوح الأسباب التي تدفعهم إلى هذا التشاؤم الصهيوني بين سببين رئيسيين أولهما وأخطرهما في تصورهم هي حالة الانقسام الحادة بين مكونات المجتمع الإسرائيلي، والسبب الثاني هو صمود الشعب الفلسطيني وصلابة مقاومته".

وهذه الأنباء يتم تداولها كثيرا فيما بيننا كنوع من البشارة بأن إسرائيل إلى الزوال.

وأضاف "الحقيقية أننا على يقين أن الكيان الصهيوني إلى زوال عاجلا أم آجلا بحكم إدراكنا لسنن التاريخ وقوانينه، وتجاربنا وتجارب الشعوب على مر قرون طويلة، فلقد سبق أن حررنا أراضينا من المشروع الصليبي بعد 197 عاما متصلة من الاحتلال.

وفي العصر الحديث انتزعت مصر استقلالها بعد 74 عاما من الاستعمار البريطاني، والجزائر بعد 132 سنة من الاحتلال الفرنسي.

وصرح بأنه لا يوجد دولة أو كيان أو مشروع استعماري تلقى حجم الدعم الذي تلقته إسرائيل من أول عصبة الأمم إلى الأمم المتحدة إلى سيول من الأموال والسلاح والحماية الأمريكية والدولية ومع ذلك الكيان غير قادر على الإنفراد بالأرض أو على القضاء على المقاومة.

ولكن رغم كل ذلك، فإن علاقات التطبيع العربي الجديدة والعميقة مع إسرائيل وتحولها، بفعل عوامل كثيرة، إلى قوة إقليمية كبرى في المنطقة، مع التراجع العربي الرسمي، يطيل العمر الافتراضي لإسرائيل.

ومن ناحية أخرى، ذكر أنه لا يجب أبدا أن نراهن على انتهاء أو ضعف إسرائيل بعوامل التدمير الذاتي، فلقد عانى الوعي العربي الأمرين، من بعض التفسيرات الدينية التواكلية التي تحيل الصراع برمته إلى العناية الالهية.

وأكد في السياق أنهم في إسرائيل ومهما بلغت درجة اختلافهم وانقسامهم إلا أنهم لا يقتلون بعضهم البعض، وحين يتنافسون في الانتخابات، يفوز من يسفك أكبر قدر من الدماء الفلسطينية، وهم متوحدون جميعا على أساسيات المشروع الصهيوني، بالإضافة إلى الدعم والحماية اللانهائية من الغرب التي لن تسمح بالسقوط الذاتي لدولة إسرائيل من حيث هي دولة وظيفية لفرض السيادة والهيمنة الأمريكية والغربية في المنطقة.

واختتم بالقول: "لكن لا مانع من الاستفادة من هذه المراجعات والانتقادات الصهيونية الذاتية في معارك الرأي العام العالمي، أما على الأرض، فأمامنا نضال طويل داخل الأرض المحتلة وخارجها حتى نتمكن من إضعاف وتفكيك هذا الكيان الاستيطاني العنصري العدواني.