هل هذا أوان "تكسي" الالوان?


تتجه نية هيئة النقل البري ودائرة النقل في امانة عمان الكبرى الى اجراء تغييرات جوهرية على ألوان مركبات الاجرة الصغيرة "التاكسي", بحيث تنفرد كل محافظة بلون خاص بها بدلا من اللون الاصفر الذي يشمل جميع المحافظات الاثني عشر ما عدا العقبة التي يميزها اللون الاخضر, واذا ما كان التغيير حتى لو كان شكليا هو من طبيعة الاشياء الا انه يفترض ان يكون ايجابيا لا سلبيا وان يتم تدارسه من مختلف الجوانب, لتبيان مدى الحاجة اليه من حيث المبدأ والتكاليف المترتبة عليه والمدة الزمنية اللازمة له حتى لا يتحول الى عبء مالي في ظل ظروف اقتصادية صعبة.!

لعل اهم المبررات التي تم ايرادها لتسويق هذا التوجه الجديد ان التعليمات التي تعكف على وضعها لجان مشتركة, تستهدف في الاساس تسهيل رقابة ادارة السير والجهات الامنية على وسائط النقل العامة من هذا النوع, ومنع تداخل الصلاحيات بين المناطق المختلفة في ادارة هذا المرفق الخدمي الحيوي, والتأكد من الالتزام بمسارات الخطوط وضبط تجاوزات المشغلين في حال دخلوا ليزاحموا غيرهم في محيطه المحدد .. مع ان لكل محافظة "طبعة تاكسي" تميزها عن غيرها اصلا.!

ربما تبدو الدوافع موضوعية في ظاهرها اذا ما كان الوصول اليها مرتكزا على تغيير الوان "التاكسي" .. لكن ما نطرحه على اللجان ذات العلاقة هو التأني في قراراتها لان استحداث اثني عشر لونا مرة واحدة هو من الصعوبة بمكان في حد ذاته, ويثير التساؤل فيما اذا كانت مثل هذه العملية المكلفة قد يتم انجازها ببساطة واذا ما توفرت المشاغل القادرة على تنفيذ هذه المهمة على خير وجه بالاضافة الى ادائها لخدمات باقي المركبات العامة والخاصة التي اصبح عددها يناهز المليون.!

نقترح في هذا المجال اذا كان الامر لا بد منه وهناك نية مبيتة لتنفيذه على الرغم من كل الاعتراضات كما يحدث غالبا, ان يتم استثناء العاصمة منه وابقائها على اللون الاصفر لسيارات "التاكسي" العاملة داخل حدودها التنظيمية وهو لون عالمي تقريبا لهذه الخدمة في الكثير من المدن الكبرى, خاصة وان اسطولها يبلغ حوالي خمسة عشر الف سيارة تذرع الشوارع ذهابا وايابا طيلة ساعات الليل والنهار لتزايد ازمة المرور تعقيدا, وبذلك يمكن التخفيف من اثار هكذا اجراء ستكون له انعكاساته على مدى القبول به من اصحاب السيارات انفسهم, لانهم سيدفعون ثمن ذلك في نهاية المطاف وسيطالبون بتعويضهم عما لحق بهم من خسائر وطبعا من جيب الحكومة الذي يعاني من عجز قياسي.!

التدرج في تطبيق هذا التوجه في حال تم حسم امره على الرغم من وجهات النظر المختلفة بشأنه, قد يكون هو الاسلوب الامثل في التعامل معه من خلال فترة زمنية طويلة تشمل محافظة بعد اخرى, مع اختصار عدد الالوان عوضا عن تعدادها الكبير الذي يحول دون سهولة التطبيق الواقعي, وايضا الحاق الالوان المتوفرة من سيارات "التاكسي" الجديدة اولا باول, اما ان يتم ذلك مرة واحدة وفي زمن قياسي متعجل فان ردود الفعل المتوقعة قد تنسف هذ التوجه الذي يفوق الوان الطيف الشمسي من اساسه.!0