بيض خاص

لم يعد الأمر سهلا بتاتا. الموضوع كِبر أكثر مما ينبغي. فان يصل الغلاء «بيض المائدة» كما هي التسمية ـ الرسمية ـ له، ولا أدري إن كان هناك «بيض» لغير المائدة. اللي بعرف يخبّرني وإله جائزة «قلاية بيض عيون».

«طارت» أسعار البيض وعلى حين غَرّة وعلى حين دهشة وعلى عينك يا حكومة، ولا أحد يتدخل لوقف هذا التدهور الغذائي الذي جعلنا نطالب وزارة التربية والتعليم بتغيير دروس العلوم. فقد تعلمنا وتعلم أبناؤنا أن الدجاجة لا تطير وأنها إن فعلت ذلك، فبعد ان تكون قد « قبّعت» معها كأن تكون قد تعرّضت ل «معاكسة» بايخة من «ديك / زنخ او رِزِل»، فتقفز فاردة جناحيها لمسافة قليلة. وهي حين تبيض، فإن بعض البيض إن هي بقيت راقدة عليه، يُفقّس وينتج عنه « صوص» لا يقوى على الحراك ـ لا الحراك الشعبي ولا الثقافي ولا السياسي ـ.

هذا ما كان في التعليم السابق، لكن هذه الأيام ، فقد تغير الحال، وصار «البيض» قادرا على «الطيران» و»القفز» بفعل فاعلين من بعض التجار، أقصد تُجّار البيض، ولا فرق بينهم وبين تُجّار الحرب.

الناس والكائنات وانا واحد منهم، ممن اعتدنا على تناول البيض كل صباح او صباح بعد صباح: يعني يوم نفطر مناقيش زعتر ويوم بيض قلي او مسلوق، انزعجنا لارتفاع أسعار البيض رفيق صباحاتنا وصباحات اولادنا.

فليس من المعقول أن نطالب أبناءنا بالإقلاع عن تناول البيض، بعد ان تعلمنا في مدارس الحكومة أن الجسم السليم لا بد ان يدخل في مكوناته الغذائية، بيضة صباحية على الأقل كل يوم، من أجل تكوين مادة «الكِلس» التي ينمو بها عظامنا وأسناننا.

على الحكومة أن تتدخل، إما بتغيير المناهج، وإقناعنا ان البيض «لم يعد ضروريا» لبناء الجسم، وبذلك « تلحس» كلام نصف قرن، وعندها تفتح على حالها « باب» ما له آخر، أو تهدد تجار البيض أن لم يخفضوا ألاسعار التي اصبحت اربعة اضعاف فإنها ـ اي الحكومة ـ سوف تنتج «بيضا» مختلفا بمواصفات خاصة.

وأنا من هذه اللحظة، مع بيض الحكومة!!