كفى يا دولة الرئيس ...!
منذ تسلمت مقاليد الولاية العامة في بلادنا يا دولة الرئيس ، همشت تلك الولاية وشجعت على تهميش هيبة الدولة فأهملت القبضة وتجاهلت المعلومة الأمنية سعياُ لإستئثارك بالولاية العامة على حساب الدولة ومؤسساتها وضربت بالإنجازات عرض الحائط وأعلنت أن حكومتك ليست حكومة إنقاذ وإنما هي حكومة إصلاح تدريجي وفتحت القنوات على جبهة العمل الإسلامي مثلما فتحتها على جبهة الإصلاح لتشكل حكومة لا لون لها ولاطعم ولا رائحة دون أن تضم بعضويتها فريقاً من الفرقاء اقتصادياً كان أم سياسياً أم حتى خدماتي.
تعلم يا دولة الرئيس أنك جئت للدوار الرابع لإنجاز مهمة اساسية هيئت لك من خلال لجان الحوار التي توجت انجازاتها بالتعديلات الدستورية والتي أقرت بالطرق الدستورية وكذلك بقانوني الإنتخاب والأحزاب اللتين أفرزتهما لجنة الحوار وتنكرت برعايتها الملكية واجهضتها حكومتكم مضيعة للوقت ولاستغلال بقائكم على كراسيكم أنتم ونواب الأمة لأطول وقت ممكن على حساب الوطن والمواطن الذي أدخلتموه في ضنك العيش وفي غيائب السنين العجاف.
حلفاؤك يا دولة الرئيس الإسلاميون منهم بانتظار لحظة الإنقضاض على السلطة مقتدين برفاقهم في تونس ومصر والمغرب ومنتظرين بفارغ الصبر نجاح الرفاق في سوريا على حساب أهل حوران والجزيرة وحمص وحماة.
أما حلفائك الذين أطلقوا على أنفسهم جبهة الإصلاح وبعد أن أشركتهم بحكومتك فقد انقسموا على أنفسهم بلسانين احدهما يكيل التهم جزافاً بأنهم المأجورين للإنجازات التي قزموها بتصريحاتهم متهمين الفساد السياسي والتشريعي بتقزيمها مثلما اتهمو الصحفيين بالمأجورين الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن الفساد والفاسدين متناسين أنهم أول من دافع عن الفاسدين في قضية بنك البتراء وغيره كل ذلك تزامن مع سعي حكومتكم بالوقت التي سعت حكومتكم وغيرها لإصدار القوانين التي تضيق على الصحفيين وترعبهم حين يكتبوا عن فاسد ويقيموا الدنيا ويقعدها بحجة اغتيال الشخصية التي أصبحت من خلالها الروح الشريرة حرية بأن تحميها حكوماتنا المتعاقبة مثلما ادعوا بحرصهم على ايجاد قانون انتخاب توافقي يفرز نواب للأمة لا نواب فئات وعشائر وحارات وأزقة ليسعو من خلال ذلك إلى وضع العشائر التي هي نواة التركيب الإجتماعي الأردني ويضعوها بمصاف الحارات والأزقة.
أما اللسان الأخر لهم فهو ذلك الذي يجلس إلى جانبكم تحت القبة برقم متقدم لأقدميته. مهمة مجيئك يا دولة الرئيس للدوار الرابع كانت محدودة بحل مجلس النواب الحالي و مجيئ حكومة انتقالية غير حكومتكم تشرف على انتخابات شفافة ونزيهة وذلك ما الزمت به التعديلات الدستورية ترحلوا مع المجلس المنحل مما دعاكم للتلميح والتصريح بعدم رضائكم عن تلك التعديلات التي تلزمكم بالرحيل مع المجلس ومحاولتكم تعديها إلا أن استحالة ذلك جعلكم تعقدون الصفقة مع النواب بالمماطلة التسويق ليبقوا أطول مدة في العبدلي وتستقر بمثلها في الدوار الرابع على حساب عاملنا المسكين وفلاحنا البائس متحججين بقضايا جانبية كسفر خالد شاهين و التجاوزات في أمانة عمان ومتجاهلين الفساد الذي تمأسس في بعض رجال الحكومات وفي عدد من أعضاء المجالس النيابية المتعاقبة.
و خلاصة القول الكل يعلم أن من تتعامل معهم هذه الحكومة هم جزء من المشكلة ومن الواقع المتردي ومن تهيئ لهم الفرص لمقابلة الملك بحضوركم، غالبيتهم من اوصلنا إلى هذا الواقع السئ الذي نعاني منه الأمرين. ولا ندري ان كانت حكومتكم تسعى لجرنا لأيام ايلول قبل أربعة عقود ونيف مع تبدل مواقع اطرافها من نسيج الشعب الأردني ومكوناته أردنيين من أصل فلسطيني غالبيتهم يقف اليوم متفرجاً بعد أن تحولت قضيته الأساسية من قضية شعب يناضل لإسترداد أرضه إلى قضية صراع على السلطة بين فتح وحماس. وأردنيون من أصل اردني غالبيتهم يبحث عن لقمة العيش لأطفاله بعد أن نهبهم النهابون وافترستهم الحيتان بمؤازرة الفاسدين من رجال الدولة والذين اصبحو في خدمة الحيتان اقتصادياً وفي خدمة اسيادهم سياسياً.
لنتقي الله جميعاً في مستقبل ابنائنا الذين لا مكان لهم في هذا الكون الا على ترابهم الوطني المقدس في أردن الحشد والرباط الذي لا يحتمل بقاء حكومتكم أو مجلسكم عليه.
حمى الله الأردن والأردنيين وإن غداً لناظره قريب.