هل نحن إزاء حربٍ على حدودنا الشمالية؟!

أخبار البلد-

 

ليس سراً، أن جيشنا العربي الأردني وأجهزتنا الأمنية، تخوض حربا، شبه يومية، بعضها معلن، وبعضها لم يعلن عنه، لحماية حدودنا الشمالية من عمليات الاختراق، وتهريب الأسلحة، والمخدرات من قبل بعض العصابات المليشياوية المنظمة والمدعومة، التي تحاول الوصول إلى دول الخليج؛ وإلى داخل الأردن.

وخلال الأشهر الماضية، ونتيجة توجيهات جلالة الملك لقيادة الجيش، بتغيير قواعد الاشتباك، تم قتل عشرات المهربين المنتمين لعصابات شبه عسكرية، رغم استخدامهم لأساليب جديدة في محاولة اختراق الحدود الشمالية للأردن؛ من بينها طائرات «درون».

منذ بداية هذا العام، تم ضبط أكثر من 19 مليون حبة كبتاغون مخدرة ونصف مليون كف حشيش ومخدرات أخرى، بينما بلغت الكمية المضبوطة، طوال العام الماضي 2021، حوالي 14 مليون حبة كبتاغون و15 ألف كف حشيش؛ ما يشير إلى ارتفاع كبير في محاولات التهريب وإصرار العصابات المرتبطة بأجهزة أمنية على اختراق الحدود.

جرت لقاءات، مؤخرا، مع الجهات المختصة في الجانب السوري، وطُلب منهم قيام قواتهم بواجبها الأمني، لمنع هذه العمليات، وخاصة من بعض عناصر الجيش السوري غير المنضبطة، ورغم بطء الاستجابة، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت تحسنا ملحوظا في التنسيق بين الجانبين.

الرسالة التي وصلت، لكل العصابات؛ ومن يدعمهم من مليشيات طائفية وأجهزة أمنية ودول، أنه إذا لم تتوقف محاولات الاختراق لحدودنا الشمالية، فإننا قادرون على الوصول إلى أوكار العصابات، ومصانع المخدرات، ومقراتها شبه العسكرية، وضربها وتدميرها على رؤوس أصحابها؛ لأن الأمن الوطني الأردني خط أحمر و"احذروا أن تلعبوا معنا».

في مقابلة لجلالة الملك عبدالله الثاني، قبل أيام، مع الجنرال المتقاعد هربرت ماكماستر، ضمن البرنامج العسكري المتخصص (battleground) أكد جلالته أن «الوجود الروسي في جنوب سوريا كان يشكل مصدرا للتهدئة» مشيرا إلى أن غياب الروس «سيملؤه الإيرانيون ووكلاؤهم وللأسف، أمامنا، هنا، تصعيد محتمل للمشكلات على حدودنا».

إن الإشارة الملكية واضحة، وهي أنه في حال لم ترعوِ العصابات، والمليشيات الطائفية، وبقيت محاولاتها مستمرة لاختراق حدودنا، والعبث بالأمن الوطني الأردني، فإننا مستعدون لأي مواجهات عسكرية محتملة ولدينا، ليس القدرة على الردع، فقط، بل الوصول إلى مواقع ومكامن الخطر وإسكاتها حماية لأمننا الوطني.

وعليه، فالرسالة، اليوم، هي أن على الجميع أن لا يمتحن صبر الأردن، إزاء هذه المحاولات المحمومة، وأن لصبرنا حدودا، بعدها، ستتحمل كل الجهات عاقبة ما تقوم به؛ فالأردن ليس طرفا ضعيفا في المعادلة وقدراته العسكرية والأمنية قادرة على المواجهة، التي إن جاء وقتها، فلن نتوانى عن خوضها وصولا لحماية بلدنا وشعبنا.