(القنوة) للصحافيين و (الفتاش ) للمسؤولين ?!


يبدو ان المسؤول في بلدي قد اصبح في هذه الايام غير قادر على ضبط اعصابه.. وبالتالي لا بد من استغلال هذا الانفلات لمعرفة ما يدور في مخيلته وايضا التعرف على المواهب و القدرات الحقيقية له, والتي ظلت لسنوات طويلة مخفية عن الشعب.

من "للباب للطاقة" شن احد الاعيان هجوما لاذعا على الصحافيين والاعلاميين واصفا اياهم بالانتهازيين والمنافقين ولا ينفع معهم سوى الضرب ب¯ "القناوي". 

لا يوجد وسط اعلامي في العالم كله الا وتجد "ثلة" بسيطة خرجت عن المبادئ والاخلاق الصحافية ومارست النفاق والابتزاز وهذا تجده في كل مناحي الحياة العملية وليس فقط في مهنة الصحافة, وهذا بالطبع لا يشمل جميع العاملين فالاغلب لا زال ابنا للوطن قبل ان يكون ابنا لمهنة ولا يهمه الا الوطن ولا شيء سواه. 

مشكلة المسؤول في بلدي انه لا زال فقط شغل "حكي" وضرب "فتاش".. والدليل انه لا يقدم الادلة والبراهين على ما يقول هو فقط "يطعطع" ومن ثم يدير ظهره.. ومثل هذا الاتهام الخطير كان لا بد من سعادة العين وهو يتكلم بهذا "النفس القوي" ان تكون بين يديه بعض الاثباتات و "يلوح" بها حال فكر احدهم بمراجعته على ما قال.. لذلك يؤسفنا هنا ان نقول ان غير ذلك لا يعتبر الا: " كلام طاير بالهوا ".. ولا زالت الدولة عاجزة عن ملاحقة "الفساد " وهو على الارض فما بالك بملاحقة "الكلام" وهو طاير بالهوا.. لذلك تجدهم "يتكلمون" دون شعور بالمسؤولية!!

اما فيما يخص "الانتهازية" فالواقع يغني عن أي حديث : اغلب الزملاء الصحافيين لا زالوا في بيوت للايجار, ولا زالت السيارات موديل "97" وما دون تأبى ان تفارقهم, ولا زالت البنوك ترحب بهم اجمل ترحيب كيف لا وهم الرعيل الاول ممن حملوا القروض وفوائدها ولازالوا يجدولون حتى يومنا هذا . 

اما مسؤولون الصف "الاول": فحدث بلا حرج عن "الشبحات" و"القصور" و "المزارع" .. ولم نشاهد مسؤولا واحدا خرج من الخدمة يركب "الكيا" او "المتسوبيشي" ويسكن في "عمارة" ولا يملك الا "حاكورة" .. فهل هذا "من فضل ربي" ام هو المعنى الحقيقي "للانتهازية" ?!

نعم.. قد ينافق صحافي لمسؤول "بتقرير" او "صورة" تهدف الى تلميعه دون ان يكون لذلك أي تأثير يذكر على المجتمع.. لكن, "عدّينا شر" نفاق "المسؤول" .. فهو عندما يقول: "كل شيء تمام".. والواقع يقول: كل شيء "ماكل هوا".. هنا تصبح البلد مليئة بالمسيرات والاعتصامات ولا احد يعلم متى ستنتهي وكيف ستنتهي? وهذا المسؤول هو الوحيد في حينها الذي سيكون عاجزا عن الكلام هذا ان وجدناه اصلا! 

من المنطقي جدا ان يهدد شخص مثل "ابو شلاش" با ستخدام "القنوة".. فأبو "شلاش" لا زال حتى يومنا هذا جاهلا بكل شيء ولا علم لديه ان "الجك" و "مفتاح الجنط" هما ادوات العصر واكثر فاعلية من استخدام "القنوة".. وحتى لا نظلم "ابوشلاش" فانه في اخر مرة قام "بهبد" رأس احدهم ب¯ "القنوة" تعلم جيدا من هذا الدرس وعرف ايضا ان الدولة فيها قوانين وسلطة ولم نعد نعيش في زمن "شريعة الغاب" بعد ان نال العقاب اللازم على "هبدته" لذلك الرجل.. لذلك تجده اليوم لا يستخدم "القنوة" الا في الرقص بالاعراس والتباهي "فقط".. ومن المؤسف حقا ان تجد غيره من رجالات الدولة يريد ان يعيد "ابو شلاش" ويعيدنا معه الى زمن "شريعة الغاب"! 

مما سبق نجد اننا لسنا بحاجة لا "للربيع" ولا "للخريف" للتغيير في بلدنا .. بل كل ما تحتاجه البلد اليوم هو موسم "حصيدة" تحصد كل الذين لم تعرف البلد "افعالهم" بل "طعطعاتهم" على الفاضي!!