العشاء الاخير .. واشياء اخرى

برودة الطقس خارج القاعة في »نادي الملك الحسين« لم تخفف من سخونة الحوار داخل القاعة بين رئيس الحكومة الدكتور عون الخصاونة وبين اعضاء لجنة الحوار الوطني حول رؤيتهم لقانون الانتخابات وتوصياتهم في شأنه ...

في العشاء الاخير, الذي اعتقد أنه سيكون آخر عشاء يلتقي فيه الرئيس مع اعضاء لجنة الحوار, بعض الحضور اعتقد ان تأخير حل مجلس النواب واجراء انتخابات مبكرة هدفه اطالة عمر الحكومة وبقاء اعضاء مجلس النواب على مقاعدهم, ولكن الرئيس رد بلهجة معترضة منفعلة فقال ان لجنة الحوار الوطني ليست لها صفة تمثيلية وتوصياتها بشأن قانون الانتخابات غير ملزمة للحكومة..

كما نفى ان تكون الحكومة قد عقدت صفقة شيطانية مع مجلس النواب لاطالة عمر الحكومة...

وأكثر من ذلك فقد اعاد الرئيس القضية الى مربعها الاول فأكد ان هناك اطيافا مهمة اخرى من مكونات المجتمع الاردني سيتم التحاور معها لاستطلاع رأيها حول قانون الانتخابات ...

بعد الهجوم المضاد الذي قاده الرئيس عون أيقن الحضور أن الانتخابات لا تزال بعيدة, رغم اصرارهم على ان الانتخابات المبكرة هي بوابة الاصلاح, ورد الرئيس بأن حل مجلس النواب لن يوقف الحراك الشعبي...

صحيح أن حل مجلس النواب والدعوة لاجراء انتخابات مبكرة لن يوقفا الحراك في الشارع, لأن الشعب يطالب باصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية كما يطالب بمكافحة الفساد. والمطلوب من الحكومة أن تقدم على خطوة اجرائية جدية وعملية تعيد الثقة بالحكم وتعززها, وقد تكون الانتخابات المبكرة لانتخاب برلمان جديد خطوة على اول الطريق الطويل, لأن لجنة الحوار قد رفعت توصياتها (غير الملزمة) منذ منتصف العام الماضي ولم تتخذ الحكومة السابقة كما الحكومة الحالية أي اجراء يبشّر ببدء المشوار العملي...

لقد آن الاوان أن تبدأ الحكومة بخطوات اصلاحية حقيقية يلمسها المواطن وتعيد له ثقته فيها; لأن الوعود وحدها أصبحت غير كافية; لذلك توسعت مسيرات الاحتجاج, كما الحراك الشعبي تعّمق حتى وصل الى قلب المجتمع واطرافه. ويجب الاستجابة لنداء الاصلاح كي لا تضطر الحكومة الى اتخاذ اجراءات غير مدروسة تحت ضغط الشارع..