في ظلال الاستقلال
اخبار البلد -
عندما تستوقفنا محطات العمر والذكريات نجد ان الاستقلال ليس مجرد ذكرى او احتفالا في مناسبة مبهجة للنفس، الاستقلال ليس مجرد ذكرى نقف عندها نستذكر قرار الاستقلال، انما هو استمرار لحالة وطنية استنشق فيها الاحرار نسائم الحرية، عندما التقت فيها إرادة قيادته الهاشمية العربية مع إرادة وطنية أبت الا ان تعيش بكرامة وحرية مطلقة، مرفوعة الهامة تعشق حرية الوطن وتحريره من قيود الاستعمار في قراره السيادي، استعاد الوطن فيها حرية سلبت طيلة عقود وطال الشوق لها ومن اجلها كانت التضحيات الجسام بالنفوس والأموال، واستعاد فيها الاحرار الإحساس بالفخر، والانطلاق بالإصرار والعزيمة، التي تطاول النجوم، نحو البناء والعمل بكل عزيمة وإصرار حتى غدا الوطن بحق وطن العزيمة واهل العزم، بناءً واصراراً على ان يكون في المقدمة في كل الميادين، ولهذا نجد الاستقلال مناسبة متجددة كل يوم، نراه في عيون الأبناء الغادين الى مقاعد درسهم في مدارس انتشرت على المدى في الوطن يرددون تحت ظلال الراية الوطنية "موطني موطني" بكل اعتزاز، والى جامعات تمتد من شمال الوطن حتى اقصى جنوبه، نراه في معاقل الرجولة في كتائب الجنود حيث الزنود والجباه العالية تحرس حدود الوطن وتحمي استقلاله وتبني وتقدم التضحيات لا تعير لهجير الشمس اعتبارا ولا لقسوة البرد اهتماما، نراه في كل ذرة نسجت عباء ة الفخر للوطن يرفع رأسه في المحافل الدولية ينقل هم امته مدافعا شرسا عن قضاياها، نراه في نهضة تحملها في كل صباح ومساء اياد بيضاء تمسح الألم وتعالج الجروح على الاسرة البيضاء ترف عليهم ملائكة الرحمة، نراه في تلك الايادي التي تعالج ثرى الوطن وتمعن فيه كدا وجهدا لتخضّر الأرض وترتوي النفوس بهجة وجمالا واكتفاء، نرى الاستقلال في مصانع بناها رجال بهمة لا تعرف الكلل او اليأس تنتشر على ثرى الوطن.
فالاستقلال ليس ذكرى تمر بنا للاحتفال فقط، وان كان يحق لنا الاحتفال، وانما هي مناسبة لنقول لكل واحد في هذا الوطن: الاستقلال وديعة الآباء والأجداد لم يكن الحصول عليه بالأمر الهين او البسيط، فقد كان له ثمنا غاليا يجعل من كل واحد فينا مسؤول عن حماية الاستقلال والحفاظ عليه كل من موقعه، واهم ما يمكن ان نقدمه للوطن للحفاظ على الأمانة والوديعة الغالية، حب الوطن والحفاظ على مكتسباته، والدفاع عن منجزاته وتعزيزها، فما تحقق في الوطن بإمكانياته المحدودة، يشكل معجزة بكل المقاييس يحق لنا ان نفتخر بها ونزهو، ولنرفع الجباه اعتزازا بما تحقق، باذلين الجهد نحو المزيد من الرفعة والتقدم، فمن محبة الله لهذا الوطن انه بقي في معزل عن كل الفتن التي عصفت بكثير من الدول، فتلاحم قيادته الهاشمية مع أبناء الوطن الاحرار، شكلت سدا منيعا في وجه كل المؤامرات والتحديات وليبقى الأردن قلعة حصينة بحكمة قيادته الهاشمية ووعي وحرص أبنائه على استقلاله، جنبه ما كان يمكن ان يقع، لا سمح الله، وبقي الأردن مستقلا عزيز الجناب حرام الحمى، وواحة أمن وأمان في محيط عاصف، وقدم لأبناء امته الذين استظلوا أمنه وأمانه كل متطلبات العيش الكريم، حتى لو حساب موارده المحدودة، ويبقى استقلال الأردن مناسبة وطنية نتطلع فيها الى حرية الشعوب التي ما زالت تعاني من الاحتلال ولعل أطول احتلال في التاريخ هو احتلال الصهاينة لشقيق الأردن وتوأمه فلسطين الجريحة التي تستحق الحرية والاستقلال.
كل عام والوطن بخير كل عام وقيادة الوطن بخير كل عام والوطن من تطور الى تطور ومن نهضة الى نهضة في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كل عام والأردن الابهى والاجمل والاقوى بإذن الله.