لسنا نسخاً متشابهة

أخبار البلد - مختلفون نحن بكل شيء أشكالنا ,أطوالنا ,ألواننا ,بصمات أصابعنا حتى لو كانت لتوأمين متماثلين ,هي علامة مميزة لكل شخص يتم اعتمادها للتعرف إلى هويته, إذاً من الطبيعي أن نختلف بأفكارنا ومعتقداتنا وآرائنا وبالتالي بطبيعة شخصياتنا وأنماط سلوكنا .

وكذلك بانفعالاتنا وردود أفعالنا تجاه كل ما يحدث من حولنا , حسب أشهر التصنيفات لعلماء النفس يقال أن هناك ستة عشر نوعاً من أنواع الشخصيات ,يتم التعرف إليها من خلال اختبار مبني على اجابات الشخص على مجموعة من الأسئلة تتعلق بسلوكياته, قد تساعدنا هكذا اختبارات على فهم أنفسنا والتعرف إلى صفاتنا واضاءة جوانب كنّا نجهلها في شخصياتنا أو أننا لا نعترف بها

,صحيح أننا لا نستطيع أن نؤكد أن هذا التقسيم وهذه التصنيفات أو غيرها هو علم مؤكد وثابت ويمكن الاعتماد عليه ,إلا انه خلاصة دراسات للكثير من علماء النفس على مدى سنين طويلة تُمكن الشخص من التعرف إلى جوانب شخصيته و شخصيات الآخرين ,ومحاولة لفهم انفسنا و فهم الآخرين حتى نستطيع أن نتفهم وجهة نظرهم و ردود أفعالهم والتي نتفاجأ في أحيان كثيرة بأنها مختلفة عن ردود أفعالنا لنفس الحدث.

تطوير الذات والنجاح في الحياة غاية يسعى الجميع الى تحقيقها وذلك لن يحدث إذا لم تعرف نقاط قوتك ونقاط ضعفك وامكانياتك وقدراتك وحدود شخصيتك وكذلك أنماط وصفات الشخصية التي تتعامل معها ليسهل عليك التواصل بشكل فعًال والتخفيف من تعقيد العلاقات الاجتماعية الناتجة عن الاختلافات بين الناس بالأفكار والصفات والأذواق .

واذا عرفت أن هناك أيضاً ما يسمى بأنماط الشخصيات والتي يمكن التعرف إليها من خلال مقياس يسمى ديسك والذي يحلل شخصية الانسان من خلال سلوكه وتصرفاته والطريقة التي يتعامل فيها مع الآخرين ,إذ يعتبر اختبار ديسك مقياساً لسلوك الفرد الطبيعي وسلوكه تحت الضغط ,وحسب ديسك كلما كان سلوك الشخص في الظروف الطبيعية مقارباً لسلوكه تحت الضغط فإنه يمتلك استقراراً عالياً في حياته ومشاعره ويمتلك ذكاءً اجتماعياً مرتفعاً وقدرة على السيطرة على مشاعره وانفعالاته ,يَقسم هذا الاختبار(ديسك) البشر إلى أربعة انماط : المسيطر ويُشبّه بالصقر, والمؤثر وهو الببغاء, والتفصيلي والذي يشبه البوم, والمستقر وهو طائر الحمام ,ولكل نمط صفاته الايجابية والسلبية ,ونقاط القوة وجوانب الضغف ,وقدرات واهتمامات مختلفة.

من كل ما ذكر ما يهمنا الأكثر رغم أهمية هذه المعلومات ومدى تأثيرها على تطوير الذات والنجاح في الحياة والعيش باستقرار داخلي وسلام مع الآخرين ,المهم جداً هنا أن نؤمن أن هناك دائماً الآخر المختلف بشكله وآراءه وأفكاره ووجهة نظره وشخصيته ونمط سلوكه وردود أفعاله ,وأن نتقبل ونحترم هذا الاختلاف ,فنحن لسنا نسخاً متشابهة ولسنا أنماطاً مكررة ,كم خسرنا أشخاصاً من حولنا لأننا أردناهم نسخاً منّا ,كم فقدنا أحباباً لأننا لم نتفهم طبيعة شخصياتهم المختلفة عنا فلم نتقبلها , كم صنعنا لأنفسنا عداوات لأنّنا أنكرنا على الآخر رأيه أو معتقده أو ردة فعله التي لا تشبهنا, لا يوجد نوع شخصية أفضل من الأخرى ولا نمط متفوق على الآخر, هو الاختلاف الذي يثري الحياة فتكتمل اللوحة ...فلا أحد يحتكر الحقيقة .