المتعوس متعوس
أخبار البلد-
لمتعوس متعوس – على رأي المثل- لو حطّوا ببنطلونه فانوس، صحيح أنها تزبط مع بعض المتعوسين أحيانا، لكن هذا هو استثناء القاعدة، وليس قاعدة – اللهم ابعدنا عن القاعدة ومثيلاتها-.
تقول الحكاية ان خادمة مسكينة، نزلت الى قبو بيت مخدومها، وشرعت في شطفه وترتيبه وتنظيفه، بناء على أوامر المدام، وقضت سحابة يومها هناك. وحينما جلست لترتاح من وعثاء العمل، لاحظت أن هناك مصباحا قديما يقبع تحت أرجل النملية القديمة المتهالكة.
تحاملت الخدامة المسكينة على نفسها ومدت يدها على آخرها، فلم تستطع الوصول اليه، ثم استعانت بالقشاطة لتخرج المصباح القديم من مكمنه الأقدم. ونجح الأمر.
المهم، اخرجت الخادمة المصباح، وفركته لتنظيفه. لكن – وعلى عادة القصص والروايات – خرج من المصباح دخان كثيف، تكوّن منه جني عملاق.
تنحنح الجني العملاق، وفرح بخروجه من القمقم، وتنفس الصعداء التي افتقدها لقرون، وقال للخادمة على عادة القصص.
- شبيل لبيك .... العالم بين ايديك.
الخادمة المذهولة لم تستوعب الأمر في البداية، لكن الجني المبسوط، عاد وكرر، دون ان ينظر الى من أخرجه من القمقم:
- شبيك لبيك العالم بين ايديك.
عادت الحياة الى وجه الخدامة المرعوبة، وقالت في نفسها، انها قد تخلصت من الشقاء الى الأبد، فقالت للجني:
- بدي مليون دينار وبيت كبير.
نظر الجني العملاق إلى المرأة، فاكتشف أنها مجرد خادمة مسكينة فقيرة، فقهقه قائلا:
- شوووووووووووووووووووووو هاظا اللي ظل علينا؟! قومي بلا سقاعة ... قومي اعمليلي بكرج قهوة سادة، مع مي باردة .... ريقي ناشف.
وتوته توته انتهت الحدوتة التي تتكرر مع الفقراء والمعدمين والمقموعين في كل زمان ومكان.
وتلولحي يا دالية