عرّاف يتصل بمواطن أردني ويخبره انه سيموت بعد 40 يوم

في حادثة غريبة من نوعها  اتصل أحدهم على هاتف مواطن أردني  , وعند بدء المحادثة عرّف المتصل عن نفسه بأنه الشيخ" عبدالله صالح " من السنغال  وأخذ يسرد معلومات غريبة تفيد انه وبعد الاستخارة التي قام بها جاء رقم  هاتف  الشخص "متلقي الاتصال" لان الله يحبه كما قال "صالح "  ويريد ان يخلصه من  سحر "عمل " قام به رجلان وامرأة  لانه كثير الرزق والمال وان هؤلاء الاشخاص يحسدونه  لذلك لجأوا الى الاسحار والاعمال التي تمت بواسطة الامور التالية بحسب ادعاء الشيخ المزعوم: "قام رجلان وامرأة برش العمل امام منزلك ليضمنوا مرورك على العمل المرشوش , وذبحوا رأس كلب ورموه في أحد القبور اضافة الى رمي رأس ديك في البحر " هذه الادوات المستخدمة في السحر  كما قال المتصل الغريب .

 

وبعد هذا السرد المفصل لطبيعة العمل" السحر " بدأ المتصل يعرض على المواطن كيفية العلاج  من هذا المصاب حيث أخبره ان الدعاء هو الحل والرقية الشرعية ولكن يجب ان يتواصل معه شخصيا  ومع الجهة التي يرتبط بها  لحل مشكلته وليس ان يقوم بقراءة القرآن او الرقية الشرعية بنفسه لان ذلك لن يفيده على حد قول الشيخ " عبدالله ".

 

واكد ذلك المتصل غريب الاطوار للمواطن ان السحر سيقضي عليه خلال اربعين يوماً لانه يسري في دمه وجسده وعروقه  على حد تعبيره وسيؤدي الى موته خلال اربعين يوم  خاصة ان لم يتواصل مع الشيخ وجماعته ليعملوا على فك السحر .

 

بعد انتهاء المكالمة الغربية  سارع المواطن   لسؤال احد رجال الدين عن ما حدث معه  فأجابه الشيخ الجليل  ان قصته مشابهة لقصص كثيرة  تعرض لها مواطنون في الاردن و الدول العربية  من عصابات متخصصة في اعمال السحر والشعوذة تختار ارقام هواتف بشكل عشوائي من خلال صفحات فيس بوك او اي وسيلة اتصال اخرى يمكن ان تحتوي على بيانات وارقام للهواتف الخلوية .

 

وتلك الشبكات تحاول شد بعض الناس ضعيفي النفوس والايمان لمصيدة السحر والشعوذة من خلال تخويفهم وايهامهم بإمكانية  تعرضهم للموت او المرض  ان لم يتواصلوا مع تلك الشبكات ليقوموا بفك الاسحار ومعالجة الامراض والاسقام .

 

ادعاءات غير منطقية يقع ضحيتها بعض البسطاء الذين ينفقون كثيراً من الاموال على تلك الامور والخرافات بدون اي دليل على هوية تلك الجماعة التي تتصل على الهاتف ومعرفة  حقيقتها  .

 

اذاً طرق جديدة للنصب والاحتيال يبتكرها المشعوذون  لسلب الناس اموالهم واغراقهم في اوهام وخرافات تستخف بعقولهم وتجعلهم اسرى للخوف والهواجس الغريبة .

 

وتفيد تقارير ان العرب ينفقون 5 مليارات دولار سنوياً على السحر والشعوذة  و تؤكد إحصائيات أنه يوجد في العالم العربي عرَّافٌ أو مشعوذٌ لكل ألف نسمة في العالم  العربي، بينما تشير  دراسة أخرى أنَّ 55% من المترددات على السحرة هنَّ من المتعلمات ومن المثقفات، و24% ممن يُجدن القراءة.

 

تلك الارقام والاحصاءات تشير  الى شيوع تلك الظاهرة الخطيرة في المجتمعات العربية حتى من قبل المتعلمين الذين يجب ان يكونوا اول من يرفض اللجوء الى عراف او كاهن لان القرآن الكريم  واحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم تحض على تجنب اللجوء الى العارفين والسحرة  قال (ص) في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة.

 

و القرآن الكريم كفيل بعلاج السحر والاسقام كما ان الرقية الشرعية  الواردة عن النبي (ص) خير علاج , للشخص الذي يعاني من اعراض سحر او حسد حيث يمكن ان يلجأ لشيخ على قدر كاف من العلم والمعرفة ليقرأ عليه آيات قرآنية تساعده على الشفاء وبدون مقابل مادي أو طلبات غريبة مثل "دم ديك ورأس كلب وبخور معينة" اضافة الى المبالغ الكبيرة التي  يطلبها المشعوذون من الاشخاص الذين يلجأون اليهم بغرض فك "الاعمال والاسحار" .

 

اذاً السحر امر واقعي وموجود كثيراً في المجتمع العربي الا ان كيفية التعامل معه وعلاجه اصبحت تخضع في كثير من الاحيان الى اشخاص محتالين امتنهوا الشعوذة واستخدموا طرق مختلفة لايهام الناس على قدرتهم على الشفاء والعلاج وأحيانا أخرى يمكن ان  يلجأوا الى طريقة من ادعى انه شيخ واسمه "عبدالله صالح " ليهددوا الناس ويحاولوا اخافتهم من المستقبل المجهول الذي يمكن ان يحمل لهم كثيراً من المصائب ان لم يخضعوا لكذبهم وشعوذتهم التي تستهدف استنزاف الاموال والاحتيال بالدرجة الاولى .

 

ويجب ا ن يحذر المواطنون  في الاردن والدول العربية  من اي شخص يمكن ان يتصل بهم  ويدعي انه شيخ أو عرّاف مكشوف عنه الحجاب , وان تعرضوا  لمثل تلك الاتصالات بشكل متكرر عليهم  ابلاغ الجهات المختصة لملاحقة  هذه الشبكات وكشف المسؤولين عنها .